Wednesday, February 24, 2010

صباحيات

تراودنى أفكارى بصوت مرتفع هذه الأيام ، تحدث أسوء كوابيسى ، فأشعر بأنها ليست الأسوء كما كنت أتوقع ، يرسل البعض ممن لا أعرفهم رسائل اليكترونية ، تسألنى عن سبب الألم فى كتاباتى مؤخرا ، وآخرون يسألوننى بدهشه عن عمرو ، أقول لهم فى كل مرة أننا نستعد للطلاق ، طلاق مثقفين كما قالت صديقتى ، طلاق لا يكره فيه طرف الآخر ، بالعكس يشعران بالمزيد من الود تجاه بعضهما البعض .. بالأمس أبكى بحرقه وأهاتف صديقه لأشكو لها ما أشعر به ، تشتم فيه ، أعارضها وأقول لها أنى أتفهمه ، وأتفهم الوضع جيدا .. غير راضيه عن الوضع نهائيا ، لكنى فى نفس الوقت لا أراه شريرا .

يخبرنى صديق آخر بأهميه الكف عن التصرف كملاك بلغة استهزائية يقول " خلاص هيطلعلك جناحين " لماذا يرى كل هؤلاء ذلك ؟

أعرف أن أبى ينزعج بشدة عندما يقرأ مثل هذه الكلمات بشكل علنى على الانترنت ، يشعر وقتها بأن ابنته الحبيبه تدفع الآخرون إلى إخترق خصوصياتها ، تخبرنى أمى بلهجه ساخره عن موعد نشر أخبار طلاقنا فى الجرائد ، كما اهتمت بنشر زواجنا الاسطورى على حد قولها .

أشعر بسكينة حين أكتب وأحكى عن كل ما بداخلى ، أشعر بأنه لم يعد هناك شيئ بداخلى ، أخرج كل الألم دفعة واحدة ، أعرف أن الأيام التالية ستحتاج منى مجهودا مضاعفا للوقوف ، أعرف أننى أستطيع ، كنت أتسائل كيف لى أن أتنفس بدون عمرو ، أكتشفت بأننى أتنفس بمساعدة الرئة ، أكتشف أننى قادره على العيش وحدى .. قويه كما يقول دوما .

أعرف أن الله يحبنى وأننى ابنته المدللة ، وأعرف أنه يقف بجوارى ويربت بيد حنون على شعرى كل ليله لأنام بدون المهدئات اللعينة

يا الله امنحنى أشياء أحبها ، أنتظر منك هدايا هذه الفترة ، أعرف أنك تعرف عنوانى جيدا وسترسلها لى فى أقرب وقت تراه مناسب .

Friday, February 12, 2010

حمام مغربى



لا تجوز زيارة المغرب دون أن أفوت على حمام مغربى ، أستيقظ منتعشة فى الصباح ، لأدهب إلى هناك ، أسأل إمرأة فى الطريق فتصف لى أقربهم إلى الفندق ، أسألها إن كان آمن أم لا ، فتجيبنى " قولى انشاء الله " أسلم وجهى لله وأدهب إلى هناك ، شعرت بخوف رهيب بمجرد دخولى للمكان ، ظللت أتسائل عن الجنون الدى يدفعنى الى خلع ملابسى فى بلد غريب فى مكان لا أعرفه وشعبى جدا .. لكنى استسلمت بشدة ، ظهرت إمرأة عجوز تقريبا فى الستين ، سألتها إذا كان هناك كوافير قريب ، فأجابتنى بأن الحلاق قريب جدا من هنا ، وظلت تبحث معى عن حلاق يفتح أبوابه مبكرا ، ذكرتنى بجدتى فى صحتها وهى تمشى معى ، فعلت نفس الشىء الذى تفعله جدتى عندما تجد طفل صغير ، تخرج من البوك نقود معدنية لتعطيها للطفل الصغير .. اتفقت لى مع حلاق على حد لهجتها المغربية ، وأدخلتنى إلى الحمام ، أجلستنى بجوارها حتى تنتهى من تدليك إمرأة جاءت قبلى ، المنظر بالنسبة لى كان غريب ، منظر سيدات بلا ملابس يجلسن على سجيتهن كان غريبا جدا .. وحدى بدوت خجلة ، لكنى تناسيت بعد قليل .. كان الكل يحدق بى .. انزعجت بشدة .. لكنى ظللت أتأمل فى المشهد .. انتهت المرأة العجوز ، واستلمتنى ، لأول مرة منذ أن كنت صغيرة يحممنى أحد .. كان شعورا ممتعا ، تذكرت جدتى وهى تحممنى وأنا ابنة الثالثة .. المرأة كانت تعطينى أوامر كثيرة ، وكلما شرعت فى القيام تؤنبنى على شىء .. بعد أن استسلمت لها قرابة الساعة وهى تزيل طبقات من الجلد ، أمرتنى أن أدعك كعبى بالحجر ، لم أره متسخا نهائيا ، العجيب أننى خفت أن أصرح لها بذلك فظللت أدعك ّ، بمجرد انتهائى وشروعى فى القيام وبختنى لأننى لم أغسل شعرى مرة آخرى .. أخبرتها بأننى فعلت ، فأمرتنى أن أفعل ذلك مرة آخرى ، ففعلت .
بدا الأمر مضحكا جدا .. بعد كل ذلك أصرت على تنظيفى بالشاور بعد كل ذلك التدليك ، وشطفتنى بالماء ونشفت جسدى جيدا وأعطتنى من شعرها توكة ، كل ذلك كاد يدفعنى للبكاء ، ظلت تتحدث عنى أمام الزبائن وتقول أننى برانيه ومسكينة ، وأخذت منى أقل من النصف .. كنت أريد هذا الحمام بشدة فى ذلك التوقيت ، كنت أريد أن أزيل كل ما علق بجسدى فى الفترة الأخيرة .. كنت أريد بداية جديدة .. هذه المرأة شكلتنى من جديد .
خرجت لأذهب عند الحلاق ، وبينما أنا أتأمل فىما فعلته معى طل صوتها موبخة إياى بأننى مسطولة لأننى نسيت منشفتى .. أخذتها وابتسمت .

Monday, February 08, 2010

اليوم الأول فى المغرب

أستيقظ على صوت أبى فى الثالثة والنصف صباحا ليخبرنى بضرورة الاستيقاظ للحاق بالطائرة ، أستيقظ مثقلة بأحداث الأمس ، أقوم نصف نائمة ، لألملم باقى أشيائى ، وبقايا أمل فى يوم جديد .

أستقل التاكسى وأخبره باتوماتيكية شديدة صالة 1 فى المطار القديم ، يسألنى إذا كانت وجهتى السعودية فأخبره بأننى متجهة إلى المغرب .

أظل أحسب فى الساعات المتبقية على إقلاع الطائرة ، وأفكر فى الأشياء التى يمكننى إمضاء الوقت فيها .

أقوم بإجراءات السفر وحدى ، تبدو لى بسيطة هذه المرة ، فقط أتأكد بعد كل خطوة أنها الخطوة الأخيرة .

أقف أمام البوابة لأتعرف على إمرأة مغربية ، لطيفة جدا تتحدث بتلقائية شديدة ، حدثتنى عن الثمانية أيام التى قضتها فى مصر وحدها ، وكيف أنها زارت الاسكندرية ودمياط وطنطا واستمتعت بشدة ، حدثتها عن الخمسة أيام التى سأقضيها فى المغرب وحدى ، كنت أريد أن أحكى لها عن أشياء آخرى ، لكنى لم أتحدث .

بمجرد صعودى إلى الطائرة استغرقت فى نوم متقطع يشوبه عدم الراحة ، احلم نصف حلم بأننى زرت بيتى ونمت فى سريرى وكنت متأذية من رائحة الملائة التى لم تتغير منذ أن رحلت عنه ، أقوم لأجدنى ما زلت فى الطائرة ، وأعانى من آلام فى الرقبة نتيجة النوم بهذه الطريقة.

أمضى بقية الوقت فى متابعة فيلم لهانى رمزى .. ومحاولة آخرى للنوم واستكمال الحلم .

أصل الى كازبلانكا فأكتشف بأنها تبعد ساعة ونصف آخرى عن الرباط ، أكرر إجراءات آخرى فى المدينة التى يصعب على فهم لغتها جدا .. أطلب من كل شخص أقابله أن يكرر ما قاله مرتين حتى أفهم ، وغالبا ما يضطر الى الحكى بالمصرية لأفهم

ينظر موظف الشباك فى باسبورى ويبتسم ليسألنى فى لهجة بدت فخورة بعض الشىء ويتأكد من أننى مصرية ، فأجيب بنعم فيبارك لى بشدة على الكأس ، أكاد أسأله أى كأس ، لكنى أتذكر فابتسم وأشكره .

أجد اسمى وحيدا على لافته يحملها شخص لا اعرفه ، أذهب إليه ونمضى إلى الرباط ، أتأمل فى المكان لأسقط نائمة مرة آخرى .. أصل إلى الفندق ، يرحبون بى ، أستلم الغرفه ، تعجبنى بشدة ، أشعر ببعض الخصوصية التى افتقدتها فى الأيام الماضية .. أنزل للمؤتمر نصف نائمة ، أتأمل فى وجوه وجنسيات المشاركين ، لا أشعر بأى حميمية .

تنتهى الجلسات لأصعد للغرفة وانام مرة آخرى ، وعلى العشاء أحاول التعرف عن قرب ببعض الأفراد ، أكتشف بأننى منذ فترة طويلة تمتد لخمس سنوات ، لم أقوم بالتعرف على أحد الأشخاص وحدى ، دوما هناك أحد معى ، لأول مرة أقوم بالسفر وحدى ، أظننى سأنضج قليلا بعد هذه الخبرة .. أصعد للغرفة ، أشترى كارت انترنت ، واكتب ما أكتب .. الجو فى الخارج ممطر وشديد البرودة ولا يشجع على الخروج .. الكل يذهب إلى غرفته وحده ليمارس طقوسه .

سألنى أحد الأفراد إذا كنت أفضل الذهاب إلى البار ، أخبرته بأننى لا اشرب ، ولدى أشياء سأفعلها فى الغرفه .

أحاول الاستمتاع بالهدوء والخصوصية .. وفى الغالب سأسقط نائمة بعد قليل .

Wednesday, February 03, 2010

عبث .. عبث

أقرر فى الصباح أن الحياة تسير على أى حال ، وأشعر بسعادة وأنا أستمع إلى شريط شيرين الجديد رغم قباحة صوتها ، لكنى استمتع بالكلمات وما تخلقه من حالة .. أصل لنفق أحمد حلمى لأجد سيارتين أحدهما تاكسى والآخرى لنقل البضائع الصغيرة ، يتسم السائقين بحالة من العشوائية والفوضى فى قيادتهما وفى إتجاههما تجاه الآخر ، الإثنان يتسمان بسلوك التزنيق تجاه بعضهما ، ويتطور الأمر إلى أن يستخدم سائق العربة النقل إصبعه الأوسط فى حركة بذيئة لسائق التاكسى ، فيخلع سائق التاكسى حذائه ويلوح به لسائق النقل .. بدت لى حركة خلع الحذاء ، حركة سحرية وغرائبية فى نفس الوقت ، إذ كيف يقوم أثناء السواقة بخلع الحذاء ، وهو أمر فى رأى معقد جدا .

المهم أثناء تلك المهزلة ، تطور الأمر إلى قرار مفاجىء من سائق النقل إلى الرجوع للوراء بسرعة شديدة والاصطدام فى التاكسى ، وإذ فجأة تمر فتاتان فيصدم بهما النقل .. فأنزل بسرعة شديدة من السيارة لأصرخ فى السائقين وعسكرى المرور الذى رأى أن الموقف عادى جدا ، والبنتين انتابتهما مشاعر تسامح ، وحدى ظللت أصرخ فيهم موضحة حقوق كل منهم .. شرحت للعسكرى أن من حقه أن يسحب رخصتهما ، ومن واجب السائق أن يدخل السجن ومن حق الفتاتين أن يذهبا إلى الشرطة .. صراحة تفاعل المواطنون معى للغاية حينما سخروا منى وظلوا يضحكون بشدة .. بدا الموقف عبثيا جدا وغرائبيا وأنا أنهى المشهد بدخولى السيارة واستكمال المسيرة .

eXTReMe Tracker