Wednesday, April 14, 2010

بريق

شىء ما فى سارة يشبه سحر ، سارة هى زوجة بواب العمارة التى أسكن فيها حاليا ، وسحر هى زوجة بواب العمارة التى كنا نسكن فيها معا .

طوال الوقت أقول لها سحر وهى لا تنزعج نهائيا ولا تقرر أن تصحح لى أسمها .. أطفالها الثلاثة يشبهون أطفال سحر .. ربما ما يشترك بينهما هو محمد اسم زوجهما .

الطريق من العمل الى المنزل الجديد طويل نسبيا أقطعه وأنا أدير بعض الأغانى فى سيارتى " ولعة " العامل المشترك بين الحياتين .

ولعة الوحيدة التى ما زالت تحتفظ بنفسها كما هى بعد التجربة .. يقولون فى العمل أننى مثال للمرأة القوية التى تجيد التعامل مع الضغوط

أحاول يوميا التعامل مع تلك الضغوط ، أفكر كيف يمكننى زرع الفرحة فى عيناى ، أطيل هذه الأيام النظر فى المرآه ، أطيل النظر الى عيناى أبحث فيهما عن احساس قديم ، عن لمعة فقدتها ، فى الصباح عندما أذهب للعمل ، يخبرنى أصدقائى بلهجة تبدو لى كثيرا صادقة

" وشك منور النهارده " أسألهم عن عيناى هل ما زالاتا تحتفظان باللمعة ، لا يجيبنى أحد .

أتعامل هذه الأيام مع سيدات معنفات ضمن مشروع نقوم به فى المؤسسة التى نعمل بها ، تحكى لى المرأة بحزن عميق عن مشاكلها الزوجية ، أنظر لعينيها ، لا أجد بريقا ، تحكى عن العنف الذى تتعرض له ، وعن مآسى يومية تعيشها ، وعن عدم تفهم واضح لطبيعة أى منهم .. أشعر بالإحباط .

منذ أيام كنت أتحدث مع صديق عن تجارب الزواج فى جيلنا ، ولماذا ننسحب بسرعة من العلاقة ، هل لأننا نشعربأننا جيل مختلف ولن نطيق العيش بشكل يحمل بعض من الملل ، وبالطبع ينتابنا شعار " لسنا مثل أهالينا " لن نعيش هكذا .. سنقاوم ونبحث عن الأفضل ، سنبحث عن السعادة الحقيقية ، سنفترق ونحن أصدقاء .. سنصنع بصمة خاصة بنا .

هل هناك سعادة مطلقة ، فليخبرنى الباحثين عنها ، ماذا وجدوا ؟ فليخبرنى أحدكم عن معنى السعادة .. السعادة بالنسبة لى هى الرضا عن الحياة ، هى تلك الأشياء الصغيرة التى نزرعها بأنفسنا أو يزرعها أحد آخر فتثير البهجة فينا .

كدت أفقد أعصابى وصديق آخر يحدثنى عن تفكيره فى الانفصال عن زوجته التى أعرف جيدا انهما يحبان بعضهما البعض ، كدت أجن ، شعرت بالجنون أيضا لخبر انفصال قريبة لى من نفس جيلنا ، أعرف قدر حبهما لبعض .

أشعر بالعجز حيال ذلك ، أشعر بالرغبة فى مسك عصا سحرية أخبط بها على رأس كل منهم فتعيدهم الى الصواب .

لكن جزء منى يقول فلتتركيهم لشأنهم ، حتما سيبحثون عن أنفسهم ، هم أختاروا أن يبحثون عن ذواتهم ، سيكتملون بدون الآخر ، ثم يبحثون عن شخص آخر يستكملون معه الحياة .

لكن الشعور بالخسارة يجعلنى أفكر أكثر من مرة ، كيف ستجد آخر يشاركك ما أنت تحبه ؟ كيف ستجد فى هذا الزمن العطن آخر يشاركك بعمق ما تفكر فيه .

يبدو أنها رحلة أجبرنا على الخوض فيها ، نحن أبناء هذا الجيل ، الذين عشنا بلا انكسارات حقيقية فخلقنا بأنفسنا تلك الانكسارات ، أو تورطنا بشكل ما فيها .. فلنخوض رحلتنا ، فلنبحث عن ذواتنا ، فلنكتمل ثم سنرى ما الذى يمكن أن يحدث بعد ذلك .

انا شخصيا سأخوض تجربة البحث عن لمعة عيناى دون مثير سواى ، ستلمع عيناى لأننى اكتملت وحدى ، وليس لأننى أنتظر آخر يكملنى .

Monday, April 12, 2010

ندبة فى القلب

الأمس كان غريبا جدا ، رغم بدايته السخيفه ومنتصفه الأسخف ، إلا أن المساء حمل لى نسائم طيبة ، تدعونى صديقة لى على فرح أختها فى الكنيسة ، لا أعرف البنت ولست فى حالة مزاجية تسمح بحضور الأفراح ، لكنى على كل وافقت ، أمل من فرح الارزوذكس واحب الأفراح الإنجيلية ، ظللت طول الفرح أنا وصديقة آخرى إنجيلية محتارين فى متى نقف ومتى نجلس ، إلى أن استقرينا فى الجلوس .. ألحت أخت العروس أن أذهب معهم إلى مكان الفرح ، وافقت على الفور ، لا أريد العودة إلى البيت وأنا فى حالة مزاجية سيئة ، أكتشفت أغانى الطنبوره فى السيارة فأدرتها لهم وظللنا نضحك لأنها لم تعجبهم وظللت طوال الوقت أشرح لهم جماليات الأغانى و غالبنا الضحك لفترة طويلة .

جلسنا على منضدة نحن الأربعة صديقة وزوجها وانا وصديقة آخرى ، من الواضح أن كل منا كان يحمل هما ما، تقريبا نحن من مراحل عمرية متقاربة ، جميعنا كان فى الثمانينيات والتسعينات يلعب بحرية وفرح حقيقي ، ظللنا نضحك على أ ى شىء ، لكن دوما كانت هناك دمعه تسقط غصبا عنا ، كانت هناك ندبة فى القلب تؤلمنا ، على الرغم من ذلك كنت راضية ، أحادث الله من داخلى وأسئله الفرح الحقيقي ، عند الرحيل من الفرح سلمت على العروس التى لم أرها من قبل سوى مرة واحدة ، وقالت لى بجدية شديدة " عقبالك " لم أجد ردا على عبارتها نهائيا سوى شكرا ، ظللت أتأمل بشكل فلسفى لم أعتاده إلا فى هذه الأيام عن الزواج والإختيار المناسب والاختلافات الفردية وأشياء آخرى ، فى طريق الخروج مرينا على الحمام ، بدا المشهد غرائبيا لى ، فالعاملات بالجنس التجارى كانوا يقررون الرحيل إلى منازلهن بالملابس الرسميه لبيوتهن ، كنت أراقبهم وهم يبدلون ملابس العمل ويرتدون ملابسهن ، كنت أراقب حديثهن عن زبائنهن ، والموسم المضروب ، كانت تلمع فى عيونهم دمعة ما ، هم أيضا من نفس جيلى ، شعرت بالوجع لهن ، كنت أود احتضان أحداهن وأحكى لها ، حتما كانت ستحكى لى عن وجعها المزمن ، عن تلك الندبة فى قلبها .. استئذنت الجميع ، صديقاتى والعاملات بالحنس التجارى والفندق الرخيص ودخلت إلى دفء سيارتى الجميلة لأسمع دينا مسعود

Monday, April 05, 2010

ذكريات

بينما أنا أستعد للمذاكرة ، أجلس وأفرش كتبى حولى ، أفتح الكتاب فأجد فى بدايته ورقة كنت قد كتبتها فى 1-1-2009

أقرأها وأبتسم ، أتذكر مناسبة كتابتها ، وأقرر ألا تطاردنى الذكريات ، كلما شعرت بالضعف هذه الأيام أنظر إلى السماء وأحدث الله بصوت واثق من الدعاء ، أطلب منه ما أريد ، وأنتظر الرد ، دوما يأتى الرد من الله ، يأتى فى صورة سكينة ، فى صورة يمامة تقف على شباكى فتمنحنى سعادة مؤقتة ، فى صورة دفء الأصدقاء ومشاعر الانتماء الى أحد .

لن أبكى ، وإن بكيت ساكف عن البكاء سريعا لأن الله يسمعنى عن قرب .

eXTReMe Tracker