Monday, May 30, 2016

سلمى التى فى روحي وفى حشا القلب - الخطاب الأول إلى سلمى


أظنك لا تدركين معنى وجودك فى هذا العالم لمدة عام كامل عشنا فيه سويا ، كل سنة وأنت طيبة حبيبتي الصغيرة .
لم أدرك أن الأمر جميل ومربك لهذه الدرجة ، لم تخرجى بعد من رحمى ، هكذا أشعر ، ما زال الحبل السري بيننا ، عندما أضع زجاجة المياة فى فمك أجد نفسي تلقائيا أحرك فمى معك . عندما نجلس سويا لنلعب أعيد اكتشاف الأشياء بعينيك وقلبك .
أفرح بذلك البرومو الذى تحبينه وتهللين لرؤيته على التليفزيون ، أحب صوت عروستك جدا ، أحب تلك اللحظات التى نقضيها سويا فى سماع أغنية أبو زعيزع يوميا بلا ملل من كلينا وبنفس الحماس، فى كل مرة أستمد حماسي من حماسك المتقد .
كل عام وأنت طيبة ستتمين غدا عاما كاملا ، عاما من النضج ، أصبح بإمكانك الآن أن تصرخي بشدة عندما أحاول تعديل وضع الساندويتش فى يديك ولا تبالين بمحاولات شرحى أننى لن أخذه فقط أقوم بعدله .
أكبر معك يا سلمى ، فى الحقيقة أنا أنضج وأنا معك ، أقوم بدور الأمومة الذى ستعلمين فيما بعد انه سخيف بنفس قدر روعته .
ربما حكيت لك كثيرا عن حلمى بكى لسنوات ، يسميك أصدقائي معجزة الله ويمتنون له بشدة سنتحدث ربما بعد عامين عن معجزات الله التى تتحقق يوميا .
لكن دعينى الآن أحتفل بك على طريقتى ، سنفعل غدا أشياء جديدة علينا لكننا سنبدأ اليوم بالتطعيم فى مكتب الصحة السخيف  ، أعرف أنك تكرهين المرأة البدينة الموجودة هناك مثلى لكنك ستحتملين وتقولى لنفسك انها فقط بضع دقائق ونذهب بعدها إلى  اختبار العديد من المتع ، ربما ملاهى جديدة وربما لعبة ستحبينها وربما نستمع للمرة المائة الى أغنية أبو زعيزع لكنى أعدك بالمتعة .
فى الحقيقة يا سلمى وعدى لك أن أعلمك كل ما أعرفه عن طقوس صنع الفرح ومقاومة الاحباط وحب الله .

وعدى لك كما كتبته فى كارت سبوعك "خلقت لأري نور الله " سأعلمك كيف يشع النور وسط العتمة .

Monday, May 16, 2016

عن كارمن عابرة القارات

ضحكة صافية من قلب الحزن ، من قلب الوجع ، من قلب الصبر والتعويض ، من قلب الفرح . هكذا ضحكات صديقتى كوكو ، لأسباب عديدة لن أصدق أنك ستهاجرين ، الهجرة لا تليق بفتيات الجيزة .
وعدتك أن هناك مفاجأة تنتظرك ، لا أملك سوى الكلمات يا كارمن ، تلك الكلمات التى طالما غذيت روحينا فى صداقتنا التى امتدت لسنوات طوال ، كلمات نصبر بها بعض فى أوجاعنا التى تزامنت مع بعضها ، ونشجع بها بعض فى أفراحنا التى تزامنت هى الآخري ، ولحظات الصبر التى تزامنت أيضا ، ومكان سكننا الذى هو قريب أيضا من بعض.
كل هذا التزامن لا يليق بالهجرة ، دعينا نتفق أنك عابرة للقارات كما أنت عابرة للقلوب ، ظللت أتأمل بالأمس فى كل هؤلاء الأشخاص الذين جاءوا ليودعونكى ، أشخاص مختلفة غير متجانسين تماما ، يختلفون لكن يتفقون على أنك فتاة الجيزة الضحوك . تلك الفتاة التى لا تعرف سوى الضحك فى وسط الألم ، السخرية وسط الوجع .
دعينا نتفق أيضا أن البيت والحبيب هما الوطن ، سأعرف أنك ستفتقدين سائقي التوكتوك فى حواري الجيزة وسبهم اليومى للدين ، ما أن تذهبين إلى تلك البلاد التى يتبادل سكانها التحيات اللطيفة صبيحة كل يوم حتى تهاتفينى فين سب الدين أمال ؟!
لن أفتقدك لأنك حاضرة بمهاتفتنا اليومية إطمئنى سنهاتف بعض يوميا ربما سيتغير التوقيت كثيرا لكننا سنتهاتف لنشارك أوجاعنا سنشتكى من أزواجنا والمصاريف المتزايدة ونتأمل فى آخر هدايا الله.
لا أصدق أنها هجرة وأنت أيضا لا تصدقين فدعينا نسمى الأشياء بأسمائها ، أنت عالقة بين الوطن والوطن ، قلت لك من قبل أن الوطن هو البيت والحبيب هو الشوارع التى نرتادها ونحن مطمئنين ، هو الله الموجود فى كل مكان.
الوطن أيضا هو الأصدقاء والذكريات المشتركة لذلك أقول لك أنك عالقة بين وطنين ، ولأننى أعرفك جيدا فأنا أؤكد لك أنك ستظلين عالقة ، أو كما تطلبي منى أن أؤكد لكى بحسي السيكولوجى .أراهن بذلك الحس أنك ستظلين عالقة.
أعرف أن هناك أشياء تفرق معك فى الوطن ، أعرف أنك لا تستطيعين العيش بدون الله ، أنت من تقررين مكان وجوده ، هو عابر للقارات ، لكنك من تحضرينه معك .
أتذكرين سفرنا إلى براغ ، أتذكرين أننى قلت لك أن الله حاضرا هنا بقوة ، روحى سكنت فى المدينة فجاء الله ليكملنى ويطمئننى . سيفعل معك ، فقط حرري روحك كي تسهلى الأمر . ثقى أنك عابرة للقارات ولست مسجونه فى قارة دون الآخرى .
كارمن لن أودعك ولن أحضنك فى حضن طويل ولن نبكى لأننا سنهاتف بعض يوميا كما يحدث دوما .
ستجيئين قريبا لأن سائقي التوكتوك الذين تكرهينهم جدا وحشوكى . أعرف ذلك .

كارمن  هناك العديد من المعجزات فى انتظارك ، تلك المعجزات ستتحقق عندما ترين روحك طائرة مطمئنة وليست عالقة بشىء . هناك الكثير من المعجزات سنتحدث عنها فى الأيام المقبلة .                    

eXTReMe Tracker