Sunday, December 09, 2007

فى السنة السادسة والعشرين

أ


أتأمل في كل تلك التفاصيل ، أشعر بمدى قربها .. اليوم عيد ميلادي .. أشعر برضا الله بشكل مكثف ..أشعر به يحرسني في كل خطواتي ..يفعل لي كل ما أتمناه ، كم أحبك يا الله لأنك تقعل كل ما يفرحني


في المساء أقرر أن أحتفل مع أصدقائنا أهاتفهم لأخبرهم بعيد ميلادي ، أعلق زينة وبلالين ، أتفاعل مع سخرية عمرو على تلك الحالة الطفولية .. أذهب في الصباح إلى جامعي الحسين والحاكم بأمر الله ، في الأول أحدث الله الذي خلقني وسواني على هذه الحالة وأصلى له شكرا وفى الثاني أتأمل في سنواتى الستة والعشرين و أصيغ شكل البقية الباقية من العمر

أتنفس بعمق .. أستمع إلى فيروز تغنى للقدس ولشادي ولحبيب رحل في الشتى ..سعيدة منذ الصباح ولسعادتي طعم شجن دافئ برائحة الندى في هذا الصباح الشتوي
أخبر عمرو بأنني ولدت في الرابعة فجرا ، طفلة صغيرة أفرحت أبواها في شتاء بغداد القارص ، طلبت من الله أن أنجب طفل جميل من عمرو في صباح شتوي باكر ..طفل جميل يستحق الحياة
ما زلت في تلك الحالة الصوفية راضية على الله مرضيه منه

Saturday, December 01, 2007

أن تكون مريضا

ثقيل هذا اليوم ..رغم سعادتى فى الصباح وشعورى بالتحقق لأكثر من سبب إلا أن اليوم لم يستمر بهذا الشكل

زيارة لمريضة بالسل أشعرتنى بمدى جبنى وبشاعتى .. أحاول أن لا أتحدث عن نفسى بما ليس فيها .. لم أتردد لحظة فى زيارتها ..فقط استشرت طبيبة لعلمى بمدى عدوى المرض وضعف صدرى ..أخبرتنى بأن الزيارة يجب ألا تطول عن خمس دقائق ولا قبلات و الاقتراب غير مسموح لمسافة أقل من متر

شعرت بإنقباض فظيع عند دخولى لمستشفى الصدر بالعباسية وبمجرد الوصول إلى المبنى المجانى تنفست رائحة الموت التى تزحف من بين شقوق الحيطان ..أفزعنى منظر الإهمال والذى يفزعنى فى كل مرة أضطر أن أذهب فيها إلى إحدى المستشفيات الحكومية

أدخل على نجلاء بينما تزكم رائحة الموت أنفى ، أحبطها مرتين مرة حينما لم أقبلها و مرة أخرى حينما جلست لخمس دقائق ، ظللت طوالهم مترددة فى تقدير حجم المسافة بيننا مرتبكة فى فهم معنى هذا المتر الذى تحدثت عنه الطبيبة

خرجت وأنا أشعر بالإشمئزاز من نفسى ولا منطقية كلام الدكتورة التى أخبرتنى بكيفية العدوى ..شعور بالعجز أمام الفقر والمستشفيات المجانية ..ظللت أركز فى شكواها" لم يكشف على طبيب حتى الآن..فقط أتناول خمس حبات يوميا"

أظل أبكى طوال الطريق وألوم نفسى على ذلك الجبن من مواجهة الموت ..مقارنة موقفى هذا بتعاملى مع مرضى الإيدز كجزء من عملى وعدم خوفى واحترام إنسانيتهم وموقفى إزاء نجلاء

أتذكر نجلاء منذ سبع سنوات عندما
عرفتها فى ملجأ الأيتام ..بالضبط فى ليلة دخلتها وفرحى وأنا إبنة الثامنة عشر والتى تمارس دور أمومى على إبنة السابعة عشر ..أطمئنها بحنان أمومى خالص وننزل سويا لنشترى أدوات المطبخ وجهازها الصغير جدا والذى إشترته يوم دخلتها..كانت تذكرنى بالأطفال حتى و هى أم لطفلتين لم تتعد إحداهما السادسة

أكثر ما ضايقنى اليوم أننى لم أواجه ما واجهته أم الشابه الجميلة نجلاء التى ترقد فى الحجرة المجاورة لنجلاء التى أحكى عنها .. تجلس قريبة جدا منها لا يبعد عنهما سوى القلب .. بينما ترقد نجلاء الآخرى بلا أهل يزورونها وأشخاص آخرون يقيسون ما بينهم وبينها بالمتر

غصة فى الحلق وقرف من أوضاع وطن يمرض فيه الفقراء ولا يجدون مكان آمن نظيف يتلقون فيه علاجا يحترم آدميتهم ..قرف من أوضاع بشر أنا منهم كل ما يهمهم أن يلهثوا بالشكر لإله لم يصبهم بمرض كما أصاب آخرين

eXTReMe Tracker