Monday, November 29, 2010

الفانتازيا الهولندية

تدفعنى هولندا لتأمل عميق جدا حول هل أحب البلدان الأوروبية ، وهل أتخذ موقفا محايدا لأننى لا أجيد الإنجليزية ، منذ أن وطأت قدماى الأرض الهولندية وأنا أتصرف بشكل لا يشبهنى .

أحاول ألاأكون إجتماعية حتى لا أتورط فى الحديث مع احد فتنكشف إنجليزيتى الركيكة ، فى الصباح أستيقظ بمنتهى الجدية وأحزن جدا لعدم مشاركة صديقتى المصرية الفطور ، أجلس متجهمة حتى لا يجرؤ أحد على الجلوس بجوارى وعندما يسألنى أى شخص اى سؤال أنطلق بجملة واحدة I don’t know”" فهى الوحيدة التى أعرف نطقها كما الأجانب .

أفرح عندما ينزل صديقى شريف عبد العزيز الذى وجدته بالصدفه فى نفس المؤتمر ، أفرح لتحولى إلى ذلك الشخص الإجتماعى ، أتناول الفطور بشهيه ، بعد ان حاولت أخذ ساندويتش واحد فقط حتى لا يدفعنى أحدهم لمشاركة الحديث .

أجلس منذ الثامنة حتى السادسة مساء أستمع إلى الانجليزية محاولة شحذ كل تفكيرى وتركيزى فى فهم ما يقولون .

وبمجرد أن انقسمنا إلى مجموعات وفوجئت بوجود شاب وفتاه فلسطينين كدت أزغرط ، فهذا يعنى أننا أصبحنا على الطاولة خمسة من العرب وسنتحدث العربية .

بمجرد انتهاء الجلسات قررنا تناول العشاء فى مطعم يابانى وهى الفقرة الأكثر فانتازيا وضحكا منذ أن قدمنا إلى هولندا .

دخلنا مطعم لطيف ودافء بعد التمتع بكرات الثلج التى تتساقط على رؤوسنا فى الخارج ، والصحبة كانت لطيفة ، واندفعت إلينا النادلة الياباتية والتى تشبه بالتأكيد زوجة الرجل صاحب الافيه فى فيلم أحمد مكى الاخير" أين أشيائى؟" وبمنتهى الصرامة اخبرتنا النظام فى هذا المطعم ، سندفع 22 يورو مقابل كل الأشياء التى يجب أكلها فى صفحة مكونة من 7 أقسام ، لابد أن نأخذ أشياء من السبعة اقسام وننهيها جميعا ، جلسنا لنختار أشياء يابانية عجيبة لا أعرف لما ذكرنى هذا بمشهد فى مسلسل سنبل وزيبة تدفعة لأكل أشياء غريبة يوم فرحهما .. وكلما انتهينا توجهت إلينا المرأة زوجة أين أشيائى لتؤكد علينا أن 22 يورو لم ينتهوا بعد ، وأن هناك أشياء لم نتذوقها .

وعندما ترك الصديق الفلسطينى بعض الأرز فى طبقه وأكل بعض مكوناته اندفعت موبخه إياه واعتبرتها إهانة شخصية مما دفعنا لتخبئة بواقى الأكل تحت الأطباق حتى لا ينكشف أمرنا ، المرأة كانت تتعامل معنا بقرف شديد ، وغير مقدرة نهائيا لما نبذله من مجهود لأكل كل هذه الأشياء الغريبة .وحتى وصلنا للقسم الأخير وهو الحلوى وهى أجمل ما أكلنا كانت قطعة صغيرة جدا وواحدة من الأيس الكريم اللذيذ وعندما طلبنا منها آخرى قالت بحسم " أن ذلك خارج 22 يورو" .

العجيب ونحن على متن الطائرة قابلنا صديق فى المطار يعمل فى شركة الطيران التى سافرنا عليها وقرر أن يمنحنا امتيازا خاصا ودفعنا فى البيزنس كلاس وكان هذا اختبارا حقيقيا ممتعا .

كلما انتهينا من الأكل ايقظونا من النوم برقة شديدة لنأكل مرة آخرى ، هذا غير الهدايا على متن الطائرة ، والمشروبات الكثيرة ،والكرسى الذى يداعب قدميك ويدلك ظهرك ، ويطقطق صوابع قدميك .

الرحلة لم تنتهى بعد ، وأظن أنى مستمتعة رغم عائق اللغة ، فقط نفسى أكل بذنجان محشى وملوخية وفراخ محمرة .

Friday, November 26, 2010

ما بين المغرب وهولندا

ما بين المغرب وهولندا عشر شهور ، سافرت فى نفس العام فى يناير الماضى إلى المغرب ، كنت متعبة حد الموت ، كنت منهكة .. كنا فى الأيام الأولى للطلاق ، سافرت بأمر من المدير العام ، اتذكر وقتها قال " رضوى تسافر .. ايوه حلوة فكرة سفر رضوى " كانوا يحايلوننى كى أعيش ، كى أبقى واتنفس .

كنت تعيسة وأحاول التنفس وحدى ، وأحاول التفاعل وحدى ، غارقة فى أعراض الإعتمادية الشديدة ، اعانى وحدى من أعراض إنسحاب العلاقة .

الآن وأنا أستعد غدا للسفر إلى هولندا ، لست حزينة ، أنا أتأمل بصدق العشر شهور ، وما حدث فيهم ، هذه الأيام أطيل فى التأمل ، أصبح هو الشىء الأساسى فى حياتى .

هل يمكننى القول أننى الآن فرحة .. أظن أنه ما من سبب لا يدفعنى لذلك .

هذا السفر هدية الله لى .. ذات مساء وأنا أستعد للنوم ، قلت " لو سمحت يا رب عايزة مفاجاة الصبح " استيقظت فى اليوم التالى على رسالة على موبايلى يخبرنى فيها مديرى اننى سأسافر إلى هولندا وهو يعلم أن لغتى الإنجليزية مثل لغته الصينية ، وإن كنت أتفوق عليه قليلا .

ما بين المغرب وهولندا سكة سفر وسكة نضوج وألم وفرح ووهن وأمل فى دنيا أفضل .

سأسافر غدا وأنا فرحة منتظرة للتجربة فى بلاد الصقيع ، وفى بلاد لا تتحدث بلغة أشعر بحميمية تجاهها ، ومع صديقتى المفضلة .

سأسافر بما تعلمته فى العشر شهور .. ابتسمى .. تأملى .. ناقشى أفكارك .. حدثى الله .. قفى رغم الألم .. ابدئى من جديد .

انطلقى يا روضة إلى هولندا .. انطلقى أيتها السنجابة الصغيرة .. سنجابة حرة لا يمتلكها سوى عقلها .

Monday, November 22, 2010

ثرثرة صباحية

أقاوم دور البرد الفظيع بالكتابة ، أقرر عدم الذهاب إلى العمل اليوم بعد أن استيقظت لأكتشف أن صوتى تغير بسبب البرد ، بل أكاد لا أميزه ، تزداد ساعات النهار لدى ، أشعر بالرغبة فى الكتابة والقراءة ، أدفىء نفسى جيدا ، أرتدى جلباب شتوى ثقيل به دباديب كثيرة . وأجلس فى عمق الكنبة الحمراء لأكتب وأحتسى القهوة وأستمع إلى محمود درويش .

لدى رغبة فى ممارسة الحكى مع أحد ، ربما سأحكى عن المرجيحة التى اشتريتها بالأمس والتى لن أنصبها إلا يوم ميلادى فى التاسع من ديسمبر .

لا أعرف لما هتفت فجأة أريد مرجيحة كهدية لعيد ميلادى .. منذ متى وانا احب المراجيح ؟ لا اعرف لكنها رغباتى الصغيرة التى تنطلق فجأة ، أتذكر أننى أخذت قرار المرجيحة كما السيارة ، لم أحب القيادة يوما ، لكننى فجأة هتفت أريد سيارة .

على كل فالمرجيحة لطيفة جدا ، وتشبه مرجيحة أحلامى ، وستصبح مثالية جدا مع الزرع ولى لى والشمس فى الروف الكبير .

أقرأ هذه الأيام فى رواية " بريدا" لباولو كويلو .. دافئة بعمق ، فلسفية جدا رغم كرهى للفلسفة ، أتأمل عباراتها بعمق ، أتنفس طويلا قبل أن أخط بقلمى الأصفر على العبارات المميزة ولا أعرف ماذا سأصنع بكل هذه الخطوط .

يقول العراف لبريدا "إن الإنسانية بأكملها لن تتوصل إلى الإلتحام مع الله إلا إذا تمكن البشر من التواصل مع شقائق أرواحهم فى مرحلة ما أو لحظة ما من حياتهم " .

كلما قرأت كلمات مثل هذه ، أشعر بقوى غريبة تجتاحنى وتغير داخلى مفاهيم وأشياء عدة .

عندما قلت له منذ شهور أشعر باننى أختبر أشياء لم أختبرها من قبل وتغيرت داخلى معان عدة ، كنت أقصد أيضا هذه الأشياء لكننى لم أجيد التعبير .. إنه الإلتحام مع الله والتواصل مع شقائق الروح .

هذا العام القادم هو عام كتابة رواية جديدة .. سأكتب عنى وعنكم وعن عالم لم أعشه وعالم عشته ورغبات لم أنفذها ، سأصنع عالم مواز .. إنها اللحظة المناسبة لكتابة رواية .

أخبرتنى صديقتى بالأمس أن كل ما حدث مؤخرا حدث من أجلى ، حدث لكى أنضج ، ولكى نختبر ألما حقيقيا .. ومن يعلم سوى الله ما الذى سيحدث بعد ذلك ؟!

ما زلت اريد الثرثرة ، وبداخلى حكايات لم تنته بعد ، لكنى سأختزلها فى عالمى القادم .. الآن الوقت مناسب لإستكمال كل ما لم أسمعه من شعر محمود درويش ، واستكمال الصفحات التى لم أقرأها فى " بريدا " .

Friday, November 12, 2010

مسار إجبارى

بعد أن كتبت تدوينة آخرى تصلح للنشر على المدونة ، غيرت رأى ، وجلست لأكتب آخرى ، أستيقظ فى الصباح أمر بسرعة على الزرع لأتأكد أنه لن يروى اليوم ، لكننى أغير مسارى لأتاكد من صحة كل زرعة ، أمر على كل منهم لأرى تطوراتها ، اللبلابه أنبتت ثلاث زهرات وأصبحت أكثر طولا ، والصبار إمتلأ بالورد الأحمر ، والزيتونة كبرت كثيرا ، والريحانه ما زالت تعطر الجو ، والسرو تصلح لوضع زينة الكريسماس عليها ، والفلة ليست فى أوان طرح الفل لكنها تنمو مثل أصحابها ، مررت عليهم جميعا لأتأكد من سلامتهم ، تذكرت ما قالته غادة محمد عندما زارتنى وهتفت فجأة " زرعك مبسوط .. أول مرة أشوف زرع مبسوط" حمدت الله كثيرا على فرحة الزرع .

فى المرة الأخيرة التى ذهبت فيها إلى الوادى ، شعرت بحنين غريب إلى البيت وزرعاتى والروف ، شعرت بأننى أنتمى إلى هنا وليس إلى أى مكان آخر .. هنا أشعر بالسكينة والإطمئنان .. أكره اللون الأحمر لكنى أحب لون الحائط الأحمر الوحيد الموجود فى الصالة .. أحب تلك الأبليكات التى إخترتها بنفسى لتضىء الصالة ، أحب الفازة التى أهداها لى صديق ، أحب المبخرة الكهربائية التى أشتريتها من أسوان ، أحب التليفزيون الجديد ، أحب آشعة الشمس التى تتسلل فى الصباح ، أحب منظر لى لى وهى تجلس على عتبة الروف مستكينة تنظر للسماء مباشرة .. أحب صلاة الظهر فى المنزل يوم أجازة ، وموعدى مع الله فى حديثى معه الممتد دوما .

قال لى صديق بالأمس أنت تتصالحى مع القدر ، كلمته كادت أن تبكينى ، أعرف أننى أسير فى مسار إجبارى هذه الفترة لكنى حتى فى أشد لحظاتى عتمة متصالحة مع هذا المسار .

أعرف أننى فى وقت لاحق وبعد مصالحات عدة مع هذا المسار الإجبارى سيمنحنى حظا أوفر ، وسيمنحنى لحظات سعادة لا نهائية .

مسارى العزيز أنا أقدرك وأفهم خطتك .. فقط كن متهاونا معى بعض الشىء متفهما لتمرداتى الساذجة .

eXTReMe Tracker