Thursday, October 26, 2006

استمرار ثورة الجياع لليوم الثاني علي التوالي

لا اعتقد بان ما رايته امس وسمعته اول امس امكنني تخيله من قبل ..نبدا من قرائتي لما كتبه مالك وذعرى وقتها وكنت احاول تامل الموقف لكن فكرة ان هؤلاء كانوا مساطيل لم تغب من راسي وقتها ، توقعت انهم تعاطوا مخدرات او خمور وكانت النتيجة ذلك ..لكني لم اكن قد تاملت المشهد بعد ..الا انني بعد مغادرتي للعمل امس في العاشرة والنصف مساء ومحاولة الركوب من عبد المنعم رياض وجدت المكان مزدحما بشكل غير عادي ..فتوقعت بانه العيد الذي نسيته لانني نزلت العمل من اليوم الثاني ..لكن الموضوع تجاوز الزحمه العادية وباءت كل محاولاتي لركوب تاكسي بالفشل ..فوجدت اتوبيس فاضي وبمجرد الركوب والنظر للجهة المقابله علي الكورنيش رايت جموع غفيره من الشباب وسمعت اصوات صراخ نسائية وهتافات الجموع بلفظهم البذىء"هنيييييييك"وظللت لفتره مذهوله ومرعوبه فهاتفت مالك واخبرته بما يحدث وظل الاتوبيس واقفا لفتره واخذت اراقب الموقف ..فوجدت الاطفال في سن العاشرة والحادية عشر يشجعون بعضهم علي الانضمام "يا الا يا ياض ندخل معاهم "وينضموا بسرعه رهيبه للثوره واخذت اتامل ملامح الذعر علي وجه ام وهي ممسكه بحرص شديد علي ايدي بناتها الثلاثه وكانها تحاول اعادتهم الي رحمها مرة اخري ..امتد الذعر الي الازواج والرجال الذين يخرجون بصحبه بنات..واخذوا ينكمشون بجوار بعضهم او يهرولون بسرعه ..لم استطع رؤيه وجوه الضحايا لكنني كنت استمع الي الصرخات واري الجموع الغفيره وهي تجري مسرعه ..ياااه اعداد ضخمه جدا جدا ..اكثر بكثير من اكبر مظاهره عملناها واعمار مختلفه ..ابتداء من العاشره الي الثلاثينات وربما الاربعينات كما قال مالك لم استطع ان اصفهم كما قالت رشا لي بانهم كلاب مسعوره او علي حد قولها باب واتفتح منه شوية كلاب ..اعذر توحدها مع الضحية لانها سالتني هل كنتي ستحللين الامر بهذا الهدوء لو كنتي الضحية ..انا احاول ان افهم ما يحدث بهدوء وبموضوعيةلان الامر خطير وغير مسبوق ..كنت افكر ما الذي يدفع مجموعة لا تعرف بعضها الي الانضمام حول هدف واحد ..ولو فسرنا الوضع علي انه البطاله والكبت الجنسي فما الذي يدفع اطفال الي الانضمام لذلك ..افكر في حب المغامره مع عدم استبعاد كل ذلك واضافه لهم دوله تتحلل ونظام لم يقف كرادع لهم منذ اول يوم ..وامس لم يكن هناك تواجد امني حتي الفتره التي كنت موجوده فيها ..فطبعا مغامره ولذه سريعه وعدم وجود عقاب واناس لا اعرفهم كل ذلك سهل المهمه امامهم ..امس وانا اتامل الموقف اخذت افكر في موضوع رسالتي للماجستير وهو بعنوان المفارقة القيمية بمعني ان تؤمن بقيمه ما وتسلك علي عكسها ..علي سبيل ما حدث امس ان تؤمن بان انتهاك عرض البنات عيب وتنتهك وتسعي للانتهاك اذا اتيحت الفرصة ..شىء مرعب بجد ..تقول الدراسات انه كلما ازدادت المفارقه علي مستوي الافراد ازداد التوتر والاضطرابات النفسية لديهم ..وهذا يعني اننا امام كارثه ومجموعه كبيره من المرضي النفسيين وان الامر لا علاقه له بتناول جرعه زائدة من المخدر ..لكن هذا سلوك لشخص واع ومدرك ..الكارثه التي بدت لي فوق الاحتمال هو غياب الامن للمرة الثانية للتوالي ووجوده بكثافه علي بعد شارع واحد عند السفاره البريطانية والامن هناك مستتب والعساكر تجلس في العربيات والضباط في الخارج .. اخذت اتسائل ما الذي يدفع كل هؤلاء الي الانضمام لذلك الهدف ولا يدفعهم للمشاركه في مظاهره معنا ..علي الرغم من ان كلا الامرين يتضمن مغامرة لطيفه ..اعتقد ان الامر يتعلق بالخوف من العقاب فالامن يتواجد بكثره في مظاهراتنا وبالتالي فهناك امكانية القبض عليهم وافساد المغامره بينما هم يمارسون اقصي طموحاتهم في الحالة الثانية وبدون رقابه ..الامر المضحك انني عندما وصلت الي شوارع الجيزة والملك الصالح لم اجد اولاد كثيرون وبات الشارع ليس كعادته فشعرت بان اولاد المحروسه قد ذهبوا للانضمام الي الثورة المباركة عند اناس لا يعرفونهم ..الامر يبدو كئيبا ومثيرا للتامل ومثيرا للدراسات السيكولوجية والاجتماعية ..ومثيرا للشفقة علي صحافتنا الحرة التي تجاهلت الامر ولم تنشر كلمه واحده

Monday, October 23, 2006

رشحوا عمرو


ايمانا بالمبدا اللي بيقول ورا كل راجل عظيم زوجه بتعمله اعلانات ..فادعوكم للتصويت لمدونته في مسابقة افضل مدونه
عربيه ..عليكم الدخول والتصويت علي اللينك ده وايمانا مني بحرية الراي فمن حقكم ترشيح اي مدون اخر بس طبعا انتو هترشحوا عمرو..وده اكيد علشان خاطري وتقولوا كده في مبررات ترشيحكم انه بس علشان خاطري وده علشان الاقي حاجه ازله بيها..لا بجد من غير هزار لازم كلنا نصوت لاي مدونه نراها تصلح لذلك ..لان نسبة المصوتين مخجله علي مستوي كل المرشحين ..ايه يا جماعه هي ده محتاجه نزوله وبطاقة ترشيح ..ده ضغطه فقط علي الكيببورد ..وتمنياتي لجميع المدونيين بالفوز..كده بقي انا بكذب انا بتمني ان مدون واحد بس هو اللي يكسب

Saturday, October 21, 2006

نصوص جميله

علي الرغم من انني لم اقرا له من قبل ..الا ان اسامه الدناصوري كان قادرا علي سحبي الي عالمه طوال قرائتي لنصوصه في اخبار الادب والتي ستصدر في كتاب قريبا عن دار ميريت..اليكم بعض منها


امي تحبني

كلما زرت امي في الاسكندرية ، او في العزبة ، لم تنس مرة ان تسالني عن شيئين ، الاول
انت مش هاتريحني بقي يا اسامة واشوفك بتصلي؟
يا ابني أبوك محتاج حد يدعيله ف تربته . وانا لما اموت ..مين هاديعيلي يا اسامه؟ ، وتذكرني بالحديث ..ولد صالح يدعو له ..وتتركني وتذهب ، ابي كان شال يده من الموضوع ، قبل موته بعدة سنوات ، رغم انه هو الشيخ الازهري ، والامام والخطيب ، ومدرس الدين .ايضا كف كل من حولي: اخي ، وعمى عبد الستار ، ومن قبلهما جدى..الا امى
يا ابنى هو انت عاوز تتعذب دنيا واخرة؟
انت اتعذبت كتير في حياتك يا حبيبى، عاوز تدخل النار؟ طب وعذاب القبر يا بني؟
انا بصلى يا ماما ...بس مش بانتظام ، وربنا عالم..هو قريب منى ومطلع على كل حاجة
قوللى يا اسامه..انت مؤمن بربنا وبالاسلام؟ ومؤمن ان فيه جنه ونار؟..انت ايه يا ابنى قوللى؟
ايه يا مه اللى بتقوليه ده؟ يا خبر ، طبعا مؤمن ، ومؤمن جدا كمان . ( لم تصدقني يوما
فاجأتها يوم جمعة فى احدي زياراتى للعزبة . قمت ، وتوضات امامها بدون اى كلمة ، وقلت لعلاء اخى
يا الله بينا.. انت مش هاتصلى الجمعة والا ايه؟
علاء وقتها كان هو الذى يخطب بالناس و يؤمهم
ذهبت ، وصليت وسلمت علي الناس ، واحسست ببهجة قديمة..قرات الفاتحة، والتشهد ايضا ..لم اكن اذكره جيدا ..ورفعت اصبعى السبابة عدة مرات وانا جالس لقراءة التشهد ، كما كنا نفعل قديما
عندما عدت من الجامع ، كانت سعيدة..لكنها لم تصدقنى
في اذان العصر ذهب علاء ، وبقيت ..لم تنظر لي حتي ...وسافرت
عندما زارتني هذه المرة تكلمت اولا عن الامر التاني
انت مش هاتبطل السجاير بقى يا اسامة؟
انت مش وعدتني كذا مرة؟
انا كنت مبطل واللهى ، ولسه راجع من يومين ، باشرب تلات اربع سجاير في اليوم ، يعنى مبطل يا ماما
طيب
كنت جالسا علي الكنبه كالعادة ، ساندا ظهرى الى المخدات ، وفي يدى جريدة او كتاب ، وهى جالسة علي نفس الكنبة فى مواجهتي
الكنبة على شكل حرف
فجاة ..انكبت امى علي قدمى وقبلتها
امى قبلت قدمى
اصابنى الهلع
يا بنى يا حبيبى مش هاتصلى بقى وتطمنى عليك قبل ما اموت ..قصدها طبعا قبل ما تموت
هى خائفة حد الرعب من موتى قبلها ، هى تتوقعه وتستعد له ، لكنها لا تريدنى ان اذهب الى الجحيم
قمت مسرعا . لكنني عدت فورا للجلوس . كنت مريضا ، اعاني من الانيميا ، ولا استطيع الحركة بدون دوخة وضربات قلب سريعة ، اسمعها تدوى في راسى ، وتخرج من اذنى كدقات الطبول
لكنني قمت اخيرا ، وذهبت ، وتوضات ـ وجئت ، وفرشت السجادة امامها بالضبط ـ ووقفت اصلى. كانت تنظر لى بعيون غائمة، وانا لا اقدر على الانحناء للركوع ، ولا الجلوس على قدمي بين السجدتين .
كنت سعيدا لانها كانت راضية . الان كنت اراها راضية ..اكملت صلاتي جالسا تماما
امي ليست قاسية
امي تحبنى

Sunday, October 15, 2006

حنين

يجتاحني هدوء مسائي نادر ، ربما لالغاء موعد والشعور بان لدي وقت كاف للكتابه والتامل ..وقت خارج اطار الزمن المحسوب ..استطعم فنجان القهوة ويملؤني الحنين الي رائحة بخور الصندل وصوت مارسيل خليفه كما سمعته في حفلة الساقية ..وصوت جدي في مكالمة الصباح وملوخية جدتي واحلام يقظتي قبل مجيىء عمرو وذلك اليقين المتسلل بانني ساحب يوما ولد جميل اسمه عمرو سياتي في الشتاء ويعلن لي بانه يحبني ببساطة الايس كريم الذي سناكله وقت ان يقولها ..اشعر بحنين الي جدول الضرب وبخاصة جدول 7 الذي لا اجيده نهائيا .. تذكرته منذ يومين وانا اقف في البلكونه اشاهده ذلك الصبي الصغير قبل الفطار بساعات وهو يجلس امام ابيه الذي يذاكر له ..كان خائفا وكنت مستمتعه بلذة الحنين الذي اجتاحني ..كان الولد يتمتم بما حفظ لابيه وكان خائفا من امكانية العقاب امام تلك المتسللة التي تشاهده عبر النافذة ، لكنني كنت في نوبه حنين الي تلك الايام التي كم دعوت الله ان يخلصني منها علي خير او ان ينصرني بخطة اتمكن فيها بالهروب من البيت وقت الحصول علي الشهادة ..اتذكر مها صديقة ابتدائي وخطتنا المشتركة للهروب من المنزل وتفاصيلنا الصغيرة التي كننا نخطط لها بعناية وجبننا اليومي من التنفيذ ..والكذب الممتع ونحن نحكي لبعض عن تفاصيل خطة الهرب التي لم تتم ابدا ..لكنه نفذها بحذافيرها رغم انه لم يكن معنا ، ذلك الصبي الذي يجلس في التخته الثانية بجوار الحائط ..نفذ الخطة باتقان ولم يترك وراءه اثرا وجاء ابيه ذلك الصارم يسال كل منا بخشوع عن اخر مره راي فيها ابنه ..لا اتذكر اسم الصبي لكنني اتذكر ملامح الهدوء علي وجهه ومدي افتقادي له بعد الرحيل..حنين للشتاء الذي سياتي قريبا ماحيا كل سخافات الصيف ..حنين الي كل ايامي السابقه بكل مافيها من انتصارات وسخافات واحلام واحباطات ونجاحات وخوف وافتقاد ..لكنها ستاتي ..حتما ستاتي تلك الايام القادمه لتشكل لون خاص بها ..سافتقده بعد اعوام وساحن اليه ..لما لا نستمتع بالحاضر طالما سنحن اليه في المستقبل

Wednesday, October 11, 2006

حالة وجد


بالفعل انها حالة وجد ..ابحث عن عنوان لما انا فيه فتجيبني اسطوانه نصير شمه التي تحمل نفس العنوان واسمعها الان..اسال الله مخلصة لماذا يجعلنا نخطا ؟ ابكي بهستيريه لم ابكيها منذ فترة ..لماذا يا الله ؟ ..فانا تلك الطفلة التي كنتها وشكلتها انت ويحسدها الاخرون لانها لا تعرف كبف تخطىء..لماذا كبرت الان واصبح لي اخطاء ينبغي ان اتوب عنها ..لماذا لم تخلقنا كالملائكة نسبحك كثيرا ولا نخطىء ..احاول ان افعل كما كانت تقول مدرسة الدين لنا استعيذوا من الشيطان ..استعيذ لكنه لا يذهب ..كان وانا صغيره يذهب بمجرد ذكر الله والاستعاذه وتلاوه ما احفظه من سور قصيره ..الان كبرت واستطاع ان يقف امامي..اريد البحث عن حلول ترضيك يا الله ..افكر في الحل الاسهل للبنات ..الحجاب ..لكنني اسخر من نفسي في كل مرة افكر فيه كانه باب للتوبه ..ربما خلقتنا خطائين لنعود اليك نادمين شاعرين بحلاوة ايماننا بعد التوبه ..لكن لماذا تسمح لنا بعدها بالخطيئة ..يا الله احفظني واجعلني دوما تلك الطفلة النقية الساذجة التي تتغلب علي الشيطان وتقتله ولا يستطيع مواجتهها ..يا الله اشتاق اليك ولكلماتك ولمغفرتك فقد وسعت كل شىء

Saturday, October 07, 2006

والله بحاول احبه

احاول ان استقبله بشكل مختلف ..هكذا افعل كل عام ..اذهب الي الحسين لاحتسي اخر فنجان قهوة صباحي قبل مجيئه ..الا هذا العام ..تسلل الي طقوسي فجاة ..قالوا لي ان رمضان غدا فصمت ..يرتبك اليوم ..لا قهوة ..لا فيروز ..لا كتابة ..لا اكل ..لا مياه ..احاول رغم كل ذلك ان انتظره بلهفه مثلهم ، لكني لا استطيع ..احبط الاخريين حينما اقول باني لا احب رمضان .كدت اشعر باحباط محمود امس وانا اقول له زهقت بقي امتي يخلص واخذ هو يتحدث عن روحانيات هذا الشهر وانا اكاد لا اشعر بها ..ربما ما قالته اختي امس كان صحيحا ..اذ حاولت تفسير ذلك الشعور بانني كائن لا يعرف الصبر ورمضان جعله الله وسيلة لتعليم الانسان الصبر ..وانا اكره جدا ان يفرض علي احد شىء ..فلن اتعلم ..اخذت احلل المسالة ..واقارن بين سلوكي العلني الذي يصرح بانه يكره رمضان وبين سلوكي امام الله علي سجادة الصلاة وانا اطلب منه ان يهديني وان يجعلني احبه اكثر وان يمنحني السكينه في هذا الشهر .. مفارقة عجيبه بين الاثنيين ..امارس سلوكيات ليست مني امام الاخريين ..يحبطني اتهامهم الدائم وشكوكهم في ايماني الي العند ..ارقب نظرات امي الصامته وهي تتسائل عن عدم ذهابي للتراويح معهم ..لست كما اقول مشغوله ..انا لي طقوس خاصه عند مقابله الرب ..حتي عمرو لم يفهم عندما قلت نفسي اصلي التراويح في السلطان حسن معاك ..اريد صلاة مختلفه وروح مختلفة ومكان مختلف وشيخ مختلف ..طوال عمري اكره الشيوخ ..لكنني في نفس الوقت كنت اتسلل اليهم باحثة عن احدهم ليفهمني ..وكدت اطير فرحا وعمرو يحكي عن شيخ الجامع الاخضر كما كان يسميه وهو صغير ..ابحث عن شيخ زاهد عالم بالنفس الانسانيه يذوب عشقا في الله ..ليخبرني باني لست عاصيه وليصدقني بان الله يرسل لي رسائله وليدفعني للتقوي عندما تاخذني الشهوات الي الخطا ..يا الله كم تعلم قدر محبتك وقدر محبة ايامك ..لكني كائنا لا يحب الالتزام بما يفرض عليه ..ربما الكتابه الان وانا صايمه وسماع فيروز هما محاوله لحب رمضان وامكانية الاستمتاع في الصيام..اللهم اغفر لي وسامحني قدر محبتي لك ..

eXTReMe Tracker