Monday, April 30, 2007

ميلاد جديد

منذ الصباح وأنا أستعد لميلاد جديد.. اعرفها تلك النقطة التى أبدأ من عندها .. كان الذهاب للحسين حتميا ..منذ شهور وانا لم اغتسل هناك ..لم امحو ذنوبى واعترف بها .. انعشنى الاستيقاظ مبكرا ومشقة الذهاب رغم الزحام ..بمجرد الوصول تنفست رائحة المكان واستنشقت عبق الحنين .. لشوارع الحسين مكان فى قلبى ..حيث تكمن ذاكرة البنت التى لم تعتد الخروج وحدها لتكتشف الاماكن ..ذاكرة الاكتشافات الاولى ومساءات امضيتها مع ابى جالسين على قهوة الحلوجى نشكل سويا مستقبلى الذى اختلف عن كل ما توقعته ..أتذكرين عامك الواحد والعشرون وقت ان اكتشفتى جامع الحاكم بامر الله ..بهرك المكان ، اصبحتى ترتادينه كلما اردتى اكتشاف تلك المساحة داخلك ..تذكرت كل ذلك اليوم وانا اخطو الى هناك ..انها المرة الاولى لى بعد الزواج ..كما اعتدت دوما صليت فى الحسين وفتحت المصحف بشكل عشوائي على سورة لاعتقد بان الله يرسل لى آياتها ..وقفت اتامل قليلا فى المقام واتخيل روح الحسي فروحه هائمة ما بين القاهرة وكربلاء تلك المدينة المدفون فيها ..فهو مثلى تماما ، مولوده فى بغداد واعيش بالقاهره لكننى اثق بان جزء من روحى يرقد هناك ..ربما استعيده فى زيارة ما الى بغداد .. اشعر بحتمية احتساء القهوة ...اجلس على قهوة الحلوجى اتامل فى ذلك الفندق العتيق اتخيله من الداخل اتامل المحلات ..اتذكر رضوى منذ خمس سنوات ..اخرج من حقيبتى دفترا لاكتب واصف شعورى ..اطلب من الجرسون ان يحضر لى طعميه ..احتسى القهوة ..وقتها اشعر بالحنين الى هناك حيث الحاكم بامر الله ..اذهب الى جامعه ، ادخل تغمرنى السكينة ..استمع الى كاميليا جبران .. اشعر بان صوتها متناسبا مع المكان ..استنشق رائحة اعرفها ..اتامل فى السماء والساحة الواسعة والعصافير فى كل مكان ..اتامل فى المآذنه ..افحصنى بدقة ..يقطعنى صوت احدهم ليخبرنى بحتمية الجلوس فى المكان المخصص للحريم خلف الساتر ..بهدوء اخبره بانى لن افعل ..امام اصرارى يتراجع ..استكمل الجلسة ..اشعر بان اليوم مختلفا ..اقرر ان احتفل واحضر كرسى جديد للمكتب ..اليوم واليوم بالذات ينبغى ان احتفل ..اذهب الى المناصرة اشترى كرسيا جديدا ، رغم كونه ليس جميلا كما يرى عمرو الا انه رائحته تذكرنى بشىء ما فى الطفولة ..رائحته ترقد فى ذاكرتى ..يجيد الاحتواء ذلك الكرسى ..اظنه يصلح لاحتساء القهوة والبكاء والحلم والانتظار ..ما زلت فى تلك الحالة راضية ، احلم بمستقبل ساصنعه بكفىء ..سعيدة بالكرسى رغم انف عمرو ..سعيدة باننى تمكنت بعد شهور من زيارة الحسين ..سعيدة بكل القرارات التى اتخذتها اليوم ..سعيدة باننى ما زلت رضوى بعد ثلاثة شهور من الزواج

Monday, April 23, 2007

هيييه جبت المكتب

صباح مارسيل خليفه ورائحة البخورالمنتشرة فى الغرفه.. أقولها لنفسى الان بعد ان نجحت عملية نقل المكتب بنجاح ..فمنذ ان تزوجنا من 3 شهور ولم نحضر مكتب عمرو من بيت والده ، مما اثر على استقرارى النفسي وسهوله تشتيتى ،حيث اعتدت دوما ان يكون لدى مكتب ترقد فى ادراجه اشيائي الصغيرة وتستقر فوقه بعض اشيائي الاخري ..ولان عمرو كسول جدا فيما يخص تلك الاشياء فقررت فى الصباح ان اذهب لاحضار المكتب بدون ترتيب مع احد ليحمله ..لكننى شعرت ان هذا الصباح مناسبا جدا لاحضارالمكتب وبالفعل نجحت فى ذلك ..ما ان وضعته ووضعت عليه اشيائي تسرب لدى احساس بالامان والسعادة ..احتفلت بصوت مارسيل خليفه وبقايا بخور صندل وجدته فى اشيائي التى لم ارتبها بعد ..انظر لذلك الجزء الفارغ فى الحجرة واتخيل شكل الكرسي الذي ساحتسى عليه القهوة ..وهو ذلك الكرسى الخاص بعمرو ايضا .. يمكننى احضاره الاربعاء القادم ..وقتها ستكتمل مملكتى وسيغمرنى احساس بالطمانينة

Sunday, April 15, 2007

براء ودعاء اتجوزوا

لم يكن أمامنا خيار آخر عندما اتفقنا على الذهاب لفرحهم ..عادة ما نتبادل النقاش انا وعمرو عند قرار الذهاب إلى أي فرح وأظل أقنع فيه بجدوى حضور الفرح ، لكن هذه المرة وجدته متحمسا جدا وإعتذر عن الذهاب الى المحلة لحضور فرح دعاء وبراء ..

تملكني إحساس عجيب في هذا الفرح ، جيلنا بيتجوز .. ذلك الجيل الذى كان منذ سنوات يحلم بلقاء نصفه الاخر والنجاح بمجموع فى الثانوية العامة ودخول الجامعه و.............. .

طوال الفرح وأنا انتظر أحد الكبار يأتى لياخذ دعاء ويجعلها ترتدى ملابس النوم لينتهى لعب العيال وتعود لغرفتها علشان هى صغيرة ولا ينسي ان يوصى احد الكبار الأخريين ان يعيدني الى أهلي لان لعبتنا طولت شهرين ونصف وكفايه كده.

يااااااه كبرنا الى الحد الذى نتبادل فيه حضور أفراحنا ..منذ شهرين ونصف كان براء يكتب عن فرحنا ..واليوم أكتب عن حلمهما الذى تحقق ..

ربما أكتب عن براء ودعاء الل كل ما اشوفهم أفرح وابتسم من غير سبب .. أكتب عن دعاء البنوته النشيطه بنت البلد بجد اللى جايه من بلدهم علشان تحقق حلمها ويمكن تكون أجدع واحده فى ده .. دعاء الشامى الطفله الصغيره الي ربنا خلق فى تكوينها مزيج من الطفولة والامومة ..تركيبه عجيبه تحسسك بالامان .. ظللت أتامل فى تصرفاتها فى الفرح وتلك الرغبة فى إرضاء الجميع والاطمئنان عليهم ..البت جادعه وتستاهل الواد براء ..دايما أقول ان براء ده فى ظرف سنين هيبقى حاجه مهمه .. يمكن تتفق معاه او تختلف لكنك لازم تحبه ..تركيبه تتحب ..بحب حبه لدعاء .. براء ودعاء جزء من جيل جديد بننتمى ليه .. كلما أتامل جيلنا أفرح وأفخر إن أحنا كده ..دعاء وبراء ..أنا وعمرو .. علاء ومنال .. زياد وهبه ... مالك ورشا .

وإحنا فى الفرح كان فى واحده قريبة دعاء عماله تتكلم عن ان ده آخر ليله ليها تعمل فيها اللى هى عايزاه لانها هتتجوز .. كان نفسى اصحح لها معلومتها وأقولها ده هتتجوز براء .. براء ده من جيلنا ..اصل احنا جيل مختلف .. لكنها ما كنتش هتفهم

لما كان بابا بيحكيلى عن عمو فلان ويقولى ده من جيلى ، كانت أول حاجه بتيجى فى بالى انه من نفس سنه .. ما رنتش فى ودنى كلمه جيل الا مؤخرا .. بدات افهم معنى اننا نعرف بعض وبنتبادل الزيارات وبنحضر مظاهرات وحفلات وندوات وبعد سنين هيكون عندنا عيال يعرفوا بعض وبراء ومالك وعمرو هيبقوا عمو .. وأكيد هقول لابنى ان براء ودعاء دول من جيلنا .. وساعتها هيفهم اننا من سن بعض لكن هيحسها لما يحضر فرح حد من جيله ..اللى مر بنفس ظروفه وبيفكر بطريقه مختلفه زيه وهتلاقيه برضه هيروح يحضر فرحه وهو مبسوط وفرحان .. ويعمل زى ..كل ما اشوف حد اقوله انا حضرت فرح براء ودعاء ..اصل براء ودعاء دول من جيلنا .

Thursday, April 05, 2007

كراكيب إسمها القايمة




هاتفتنى وهى منهارة من أن زواجها القائم بعد أيام يكاد يتوقف بسبب القايمة والشروط التى أصر أبوها على وضعها بالقايمه ، ولم تعجب خطيبها وسالتنى عن شكل قايمتى ، فاجبتها باننى لم اقم بعمل قايمة ولاأعترف بها ، لكنها استنكرت موقفى وأكدت أنها دخلت على عدة مواقع وقرأت العديد من الفتاوى التى تؤيدها ، وأنها أرسلت نسخة من هذه الفتاوى لخطيبها على الأميل .. ليست هذه هى المرة الأولى التى أسمع فيها عن خناقات القايمة قبل الزواج ، هناك حدث هام فى الكثير من الزواجات إسمه خناقة القايمة ، العجيب أنى استعجب رد فعل الطرفين ، لماذا يصران على مناقشة إجراءات الطلاق من قبل الزواج؟! ، دائما ما يتحدث الاهل عن عدم ضمان الظروف وأحيانا تدخل العروس فى الصراع وتساله " ما دام بتحبنى يبقى تمضى على القايمه " و يظل هويحسب فى أسعار محتويات القايمه المليئة بالاشياء التى إشتراها مضافا اليها اسعار الصينى والملاعق والفناجين والكاسات والملايات والشبكة وذهبها و........... ويتسرب إليه شعور بعدم الأمان فيزداد فى عناده ورفضه للقايمة .

أحاول ان أفهم جدواها فى ظل إثنين متحابين يثقان فى بعضهما ، وأحاول ان أفترض العكس أيضا ..فما جدواها فى ظل إثنين لا يطيقان بعضهما وتضطر هى الى التنازل عن ممتلكاتها لتحصل على الطلاق الذى يساومها عليه اعتقد ان الشخص المحترم لن تجبره القايمه على حفظ حقوق زوجته ، كما ان للموضوع بعد وجدانى آخر وهو كيف تطيق إمراه أن تاخذ عفش من منزل رآت فيه المر والتعاسه .

انا شايفه ان القايمة ده إختراع فاشل فى كل الحالات ، مجرد كراكيب ما لهاش أى قيمة قدام اللى اكتشفوه الاثتنين في بعض.

Monday, April 02, 2007

مصالحة مع النفس


تنتابنى الحيرة حين الحديث عن مصالحة النفس ، عن أى مصالحة أكتب ، مصالحتى التى نلتها منذ يومين ، أم مصالحة عامة لذواتنا جميعا ، اقوم فيها بدور المرشد النفسى الذي يتخذ دور الخبير ، اكره هذا الدور ،ربما اكتفى الآن بالحديث عن نفسى فقط ، عن ذلك الأمل بإمكانية الإنجاز فى أمور عدة .. عن صوتى الذاتى الذى ظللت أسمعه طيلة ثلاثة أيام بالإشتباك مع ذوات آخرين هم أفراد جاءوا من أماكن مختلفة لتلقى تدريب على علاج الإدمان فى المركز الذى أعمل فيه ، كنا كثيرون ، مدمنيين متعافيين وأطباء نفسيين وأخصائيين نفسيين وناس تملكتهم الرغبة فى مساعدة آخريين ، كنا نبحث عن ذواتنا ، نغوص فيها لنكتشف ، طوال حياتى أقوم بذلك ، اقوم به لدرجة الملل اليومى منه ، هذه المرة الوضع مختلف ، ربما ذهبت الي التدريب الذى إستمر لمدة ثلاثة أيام وأنا فى حالة تشتت ، التشتت من انك أصبحت لا تعرف نفسك وتختلط عليك أهدافك وتشتبك مع أهداف من تحب لدرجة أنك لا تعرف إن كانت هى أهدافك حقاً أم أهدافه هو .. لاتعرف إن كان صوتك حقاً أم صوته ..كنت متعبه ..لا بل منهكة حتى النخاع ..أظل استمع الى الآمنا المشتركة نحن القادمون الى هذا التدريب من خلال مجموعات المساندة المختلفة التى تعتمد على البوح من خلال طرح موضوع محدد أحيانا وكل منا يحكى عن نفسه بدون أى مقاطعة من أحد أو إعتراض أو وعظ ..سمعت آلام عدة وصوت بكاء ورغبات مختلفة واحلام مختلفة ..لن أكذب حين القول بأنها لم تؤثرفى فقد تعودت عليها ..لكن هذه المرة شعرت بنفسى أكثر ، شعرت بأننى قريبة من رضوى ..تحدثت عنها بصوت مرتفع بدلا من الكتابة ، تحدثت عن أهدافها أحلامها إحباطاتها وعيوبها ومميزاتها واشياء عدة ..لا اعرف لما شعرت بأن ما زال هناك الكثير لم أفعله بعد وان الحياة طويلة وتكفى للآنجازات كبيرة..شعرت بان مجرد الكلام أعاد الي أشياء كنت افتقدها ..وجدتنى أقول لنفسى باننى استطيع وأن محاولات عدة فاشله للتغيير سيعقبها محاولات ناجحه ..شعرت باننى فى حاجه لسماع صوت محمد منير فى أغنية اتكلمى شعرت باننى رضوى جديدة قادرة على فعل المزيد

eXTReMe Tracker