Tuesday, November 28, 2006

مهرجان القاهرة السينمائي

يفتتح اليوم مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثلاثين ..منذ كم سنة وانا احضر افتتاح المهرجان؟ !! ..اعود بالذاكرة الي ايام ثانوي ..بالتحديد في اولي ثانوي حيث الدورة الاخيرة قبل وفاة سعد الدين وهبة ، والمرة الاولي لحضور مهرجان ..اخذت استعد كثيرا ودارت احاديثنا اليومية في المدرسة حول الفستان المناسب لحضور المهرجان وتوارت كل الاحاديث في الخلفية وبقي حضور المهرجان كحدث اهم يشارك فيه الجميع بكيفية وضع ماكياج يلائم المناسبة وارتفاع كعب الحذاء وتوقعات عن الحاضرين ..حتي الكوافير اشترك في هذا الحدث الهام فتفنن في صنع تسريحه مناسبه وتفننت انا في وضع ماكياج مناسب
اتذكر ان اول عريس تقدم لي كان من المهرجان حيث يعمل مذيعا في قناة لا اتذكرها الان ..ذهبت الي المهرجان مع والدي وشاهدت لاول مرة فيلم يا دنيا يا غرامي ووقعت في غرام الفيلم من يومها ..اتذكر جلستنا التاليه في الفصل بعد ليلة الافتتاح وصمت الجميع وانا احكي عما حدث مضيفة اليه الكثير من التفاصيل التي لم تحدث، مستغلة الفرصة الوحيدة لي في صمتهم امامي ومشاركتي باحاديث تبهرهم ، حيث دوما تدور الاحاديث حول اصدقائهم الاولاد ومغامراتهم معهم
ولم اكن اشارك فيها ابدا ،فكانت تلك هي الفرصة الوحيدة للفت انتباههم لاسبوع كامل والحكي عن المهرجان، وكيف سلم علي هشام سليم واحمد عبد العزيز وماذا ارتدت يسرا ولبلبه وشريهان "نجوم تلك الفترة" وكيف تحدثت مع احمد عبد العزيز في حوار جانبي وسالني عن راي في الزيني بركات
هذا المهرجان دون كل المهرجانات يذكرني بمراحل تطوري ونضجي ، وفرحتي باول كارنيه للمهرجان اثناء عملي كصحفية وذهابي لحضور كل الافلام والندوات ..ظللت طيلة خمس سنوات احضر المهرجان وفي زحمة الافلام ابحث عن ذلك الفتي الذي ساحبه ، كنت اصرح لنفسي بانه يحب مهرجان السينما وبالتاكيد يحضر كل افلامه وربما يظهر ويوقفني وينظر لعيناى ويصرح لي بانني نصفه الاخر الذي طالما حلم به ..بالطبع لم يحدث شيئا من هذا
بحثت عن بعض ما كتبت عن المهرجان في ارشيف مجلة الموقف العربي علي النت ، لكني لم اجده وعندما سالت عرفت ان بعض الموضوعات فقدت ومن ضمنها ارشيفي لكن عزائي اني احتفظ بهم علي ورق ..هذا العام لم احصل لاول مرة علي كارنية ولم اسعي له ..وذلك علي الرغم باني لو ذهبت لحامد في ادارة المهرجان ساحصل عليه لكني اجرب شعورا اخر لم اجربه من قبل ..شعور المواطنة وشعور المتلقي وليس المنتج
شعور بالراحة والسكينة سيعتريني وانا اشاهد فيلما لن اكتب عنه ، وربما ساكتب ان احببت وليس بتكليف مسبق وافكار مسبقة ..شعور باني مواطنة تمارس حقها في الذهاب الي السينما ورؤية فيلم في المهرجان ..لست حزينة بانني لم اعد صحفية وانتقلت الي مهنة اخري واكتب وقتما يشاء لي هنا او في اي مكان اخر
ساشاهد اليوم افتتاح المهرجان في التليفزيون ولن تهتم الكاميرا بصحفية شابه تجلس في اعلي القاعة تحلم بالتعيين ودخول النقابة ونشر موضوعها، وولد جميل يؤمن بافكارها ويقول لها احبك ..انا الان سعيدة ومرتاحة وفخوره بانني انفذ تلك القرارات التي اتخذها بجراة لم اعهدها في نفسي من قبل..ادعو الله دوما ان يحفظني من نتاج جنوني وسرعتي وان يوهبني الحكمة لافرق بين الشجاعة والانزلاق الي تدير المستقبل

Monday, November 20, 2006

تشابه


أحب قهوة الصباح سادة كما علمني أبي ، واحتسيها في فنجاني ذو الزخارف البنية ، وهو يحب الشاي بلبن في الصباح في كوبه الشفاف بنسب معينة علمته إياها جدة رحلت منذ شهور

أحب الصباح الباكر حين تظهر الشمس وتتسلل ببطيء شديد إلي الحجرة ، بينما يحب الليل – الهزيع
الأخير من الليل ، حينما ينبعث نور فجائي في السماء فيأخذ الليل ويرمي بالصباح

أحب جامع الحاكم بأمر الله وتلك السكينة المنبعثة من حوار الهي يبزغ فجأة من وسط السكون ويظهر لي أفكارا نورانية ، يحب جامع السلطان حسن حيث حكمة تتجلي من وسط الجموع فتبزغ فكرة يلتقطها بروح فلسفية .

أحب صوت فيروز المنبعث من جهاز التسجيل القديم ، والذي لا يصلح إلا لشرائط فيروز حيث تغني في الصباح لي ، يحب صوت كاميليا جبران يشدو في المساء ليذكره بمساءات مسرح قديم تغني فيه أجمل أغانيها بصوت شجي وإيماءات تعبيرية لا يفهمها غيره .

أحب المسرح التقليدي حيث خشبة مرتفعة وستائر حمراء وممثلون ثابتون علي المسرح ونص ثابت يلقنه الملقن للجميع ، ورائحة تكييف منبعثة من المكان.
يحب المسرح التجريبي حيث الممثلون في كل مكان ولا منصة ولا ستائر ولا تكييف والنص غائب عن الجميع

أحب ................. ويحب...................... أشياء مختلفة لكننا في زحمة تلك الأشياء نقبض علي حقيقة أننا متشابهون جدا .. فكل منا ما زال يحب الآخربجنون

Saturday, November 18, 2006

شكلانيون

كنت قد وعدت بالحديث عن مؤتمر القادة الدينيين الذي حضرته ونظمه المكتب الانمائي للامم المتحده ، نسيت الامر برمته لايام ، الا انني اليوم واثناء ركوبي للمترو وتصفحي لكتاب "الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الديني " لمحمد فتوح استوقفتني احدي السيدات العجائز وطلبت مني رؤية الكتاب ..لا اعرف لماذا خفت وكان رد فعلي البطىء وكانني اقرا في كتاب جنسي ، المراة لم تتحدث.. فقط نظرت لي بدهشه وسالتني عن اسم دار النشر ولم استطع التركيز في القراءة ولا اخبارها بان الكتاب صودر لاني كنت اتابع نظراتها الموجهه لي واحاول تفسيرها..شعرت بان كلانا شكلاني فانا حكمت علي نظرتها لي بالسلبية وهي حكمت علي الكتاب من عنوانه الذي يصف الشيوخ بالمودرن فيبهت البعض ويستوقفه العنوان وتعتريه رغبة في القراءة ..ذكرني كل ذلك بالمؤتمر الذي حضره اكثر من مائتي قائد ديني مسلم ومسيحي من مختلف الدول العربية ..كانت فرصة جيدة للتعرف عن قرب بهذا الجمع من القادة الدينيين والتعرف ايضا عن مدي فبركة الخبر الصحفي وضيق افق اعلامنا العربي ..المؤتمر ببساطة يستكمل ورشه عمل اقيمت منذ سنتين حضرها مجموعة من القادة الدينيين للنقاش حول الايدزودراسة اسبابه وطرق الوقايه منه وكانت هذه الورشة تقوم علي مبدا اهمية رجال الدين في المجتعات العربية واننا اذا طورنا رجل الدين باعطائه معلومات سليمه حول المرض والوقايه منه سينتج عن ذلك فائدة كبيرة وكانت النقاشات في المؤتمر الاول تدور حول اسباب المرض وان ليس كل من اصيب بالايدز مخطىء فهناك من اصيبت وولدت طفل مصاب وهناك من نقل العدوي لزوجته وهناك من تم نقل دم له واصيب بالفيروس ..وللاسف فالمجتمع لا يتسامح مع مريض الايدز ولديه معلومات خاطئة حول طرق الانتقال وذلك رغم ان العدوي تتم بطرق عدة منها نقل الدم والممارسة الجنسية بدون استخدام الواقي الذكري والممارسات الشاذة بدون استخدام الواقي واحيانا عن طريق الولادة من ام مصابة ومشاركة المدمنين للحقن الملوثة ..وفي المؤتمر الاول جاءت حالات مصابه وتحدثت عن خبرتها واسباب انتقال المرض لها ونظرة المجتمع وسمعنا عن الطفلة التي طردت من مدرستها والمراة التي طردت من بيتها لانها اصيبت وتحدث البعض عن طردهم من الجامع والكنيسة بدعوي انهم خطايا وذلك رغم ان الله يغفر خطايانا بالتوبه هذا مع افتراض انهم اخطاوا في الاساس..المهم حدثت في المرة الاولي توعية لرجال الدين وتوضيح اهمية ان يتحدثوا في خطب الجمعه وعظات الاحد عن هذا الامر ويدعوا للفحص في بلدانهم ويؤكدوا علي اهمية التراحم مع المريض ولو جاء من اخطا واعلن توبته فيساعده الشيخ او القس ..هذا في المؤتمر الاول وتمت الدعوي لهؤلاء في المؤتمر الثاني والذي عقد في القاهرة منذ اسبوع وذلك لمناقشة ما فعله هؤلاء القادة في السنتين الماضيتين بعد ورشة العمل واضيفت الدعوة لمجموعة كبيرة من القادة الذين لم يتلقوا الدوره ..وتم عقد مؤتمر صحفي في البداية ومؤتمر صحفي في الختام لكن لم يسمح للصحافة بحضور اي من ورشات العمل ، وفوجئت بهجوم كبير علي المؤتمر والحقيقة ان اي من هذه الاشياء التي وصفت في اكثر من جريدة لم تحدث والمثير للضحك ان شيخ الازهر الذي صرح البعض بمقاطعته للمؤتمر حضر المؤتمر في احدي الجلسات التي عقدت في الجامعة العربية مع السيد عمرو موسي وتحدث ايضا .. والعجيب هو ماصدر من كلام حول اباحة الزنا واستخدام الواقي الذكري بين الازواج وغيرهم ..لم يتحدث احد في المؤتمر حول اباحة الزنا ..ربما تم الحديث عن الواقي الذكري باعتباره سيحمي من انتشار المرض الذي بدا ينتشر بشكل كبير وذلك في ظل غياب حقيقي لاحصائيات حول المرض وانكار من الحكومات ، ربما ما فعلته وزارة الصحة المصرية امر محترم في مواجهة المرض اذ جعلت التحاليبل مجانية لمن يشك باصابته وبالمناسبة يعتبر تحليل الايدز من اغلي التحاليل ، كما انها لا تطلب من الشخص اي بيانات عنه كما توفر الدواء بالمجان ، يبقي في النهاية نظرة المجتمع لمريض الايدز وعدم تسامحنا معه ..نرجع مرة اخري لاستخدام الواقي الذكري والذي اباحه القادة الدينيين في العلاقات الزواجية عند اصابة احد الطرفيين بالايدز ، الا انهم اختلفوا عند اباحة استخدامه مع الفئات الاخري من الشواذ وعلاقات الجنس التجاري ..وبداوا هم يتحدثون حول ان هذا يعني اباحة للزنا وهم لا يوافقون عليها لكن عندما نفكر في الامر بشكل اخر سنجد انه سيحمي من انتشار الاصابة ..فلا احد يمكنه ان يتحدث عن اباحة الزنا لكن فلنتخيل ان احد الازواج مارس الجنس مع امراة مصابة ونقل العدوي لزوجته او مع رجل مصاب ونقل العدوي لزوجته ومن ثم لابنائه الذين ستلدهم زوجته ومن ثم الي ابناء ابنائه الذين سيلدون بالطبع من ام مصابة ..الوضع جد خطير ويحتاج لحكمة في اصدار الفتاوي وللاسف لم يواجهه بعض القادة الدينيين بهذه الحكمة والبعض تحرج من الحديث في الجامع او الكنيسة عن استخدام الواقي الذكري في غير علاقات الزواج مع انه لا حرج في الدين ..ويمكنه ان يعظ ذلك الشخص الذي سيمارس الجنس ويدعوه للهداية واذا اعرض عن المعصية فهذا حسن واذا لم يعرض عن ذلك فكفانا مواجهة المرض والوقاية منه ، لذا فاستعجبت من الجرائد التي خرجت لتنشر ان المؤتمر كان سري واباح الزنا واباح استخدام الواقي في غيرالعلاقات الشرعية ..ربما يبقي الحديث عن شكلانية البعض ..فحدث ان اعترض احد الشيوخ علي احدي التوصيات التي تنص علي احتضان مريض الايدز وقال انه يعترض علي كلمة احتضان لانها مشتقة من الحضن وهذا يحض علي الشذوذ الجنسي ..كنت اكتب وقتها علي الكمبيوتر واردت ان التفت اليه وافعل اي شىء لكني تذكرت تلك القاعدة الاولي التي قالتها لنا منظمة المؤتمر " ستسمعون كلاما لن يعجبكم لكن من غير المسموح لكم بمناقشته"..كلام كثير شهدت عليه في الاربعة ايام للمؤتمر ..رغم الارهاق الا انني استفدت بمعرفتي باحدهم وهو الدكتور سيد الزناري احد العلماء المحترمين في هذا الوطن والذي فوجئت بانه اخوان وعندما اخبرته بموقفي من الاخوان اجابني بان الموضوع مسالة انسان سىء واخر حسن سواء كان مسلم او مسيحي او يهودي او سلفي او غير ذلك ..افادني المؤتمر في التعرف علي اشياء عديدة ..ربما القادة الدينيين ودورهم في المجتمع وطبيعتهم الفكرية..وربما اكتشاف اخر للنفس ..

Friday, November 10, 2006

عندما اكون انا

رغبة ملحة في الكتابه عن عشرات الاشياء .. لكنها رغبة واحده فقط تجتاحني للكتابه عني ..فانفذها ..انا اكون انا حينما اكتب عني ..اليوم مختلف ..انتهت الضغوط السخيفه التي كنت فيها ..عمل مكثف في الاسبوع الماضي ، الاشتراك كمنظمه ضمن المنظمين بالمكتب الانمائي في الامم المتحده لتنظيم مؤتمر للقادة الدينيين عن الايدز ..كلام كثير مهم قيل في المؤتمر وتاملات اهم واحباطات اكبر ..لكنني لن اكتب عنها اليوم ، ربما غدا او بعد غد ..كنت اتسائل طوال المؤتمر ..لماذا انا هنا وما علاقتي بالامم المتحدة وتنظيم المؤتمرات ، لم يكن من اهدافي يوما ان احارب الايدز ولم تتعدي اهدافي الحقيقية حدود رضوي..كنت اتسائل عن معني تطوعي لاسبوع كامل ، وهذا الضغط السخيف من السابعة صباحا الي العاشرة والنصف مساء...يااااه انتهي كل شىء ، وكانني كنت بحاجة الي هذه الجمعه المباركة لاخذ فاصل قبل البدء في تجربة اخري غدا ..لاول مرة اعمل بشكل منتظم بمواعيد ثابته بغرفة ثابته واشخاص ثابتون ..ساعمل في احدي مراكز علاج الادمان للبنات ..امس في المؤتمر وفي الختام وبالذات في اثناء المؤتمر الصحفي كنت اتامل في انني لست في مكاني السابق مع الصحفيين ولست اكتب ما يقال في المؤتمر وانشره ..انا الان اخري ..واخذت اتامل في انني بعد يومين ساكون واحدة اخري تماما ستجلس هناك في الحي العاشر بمدينة نصر تساعد اناس جاءوا للتغيير بينما هي ما زالت في اولي خطوات التغيير ..لا انكر خوفي ، انا حرة واعتدت علي ذلك ..لم يضعني احد في ضغط مواعيد ثابته ..متمرده لا اخضع للثبات ..اطمئن نفسي بانها تجربه في حياتي وبانني في مراحلي الاولي وبانني لا اسعي الي الوظيفه الميري الثابته والا خبرات وانني اكتسب يوميا الاف الخبرات واتغير وتلمسني حكايات بعضهم واحكي لبعضهم عن ما بي ..انا ما زلت حرة وقتما اشاء سارحل و انه لن يمكن لاحد ان يقهرني .. اطمئن نفسي .. سارتب حقيبة واحمل فيها روايات لماركيز ودبدوبي الاخير الذي اشتراه عمرو لي وبخور ورواية الخبز الحافي التي استعرتها من مالك ولوحة تشكيلية وتمثال صغير وفرشة اسناني واغاني لفيروز وبيجامة جديدة ومصحفي وشبشبي وقلب ما زال يطمع في التغيير ..ساخذ كل هذه الاشياء مستعدة لمواجهة حياة جديدة مؤقته ان لم يجد جديد ..ربما اسمع منهن شيئا يدفعني للاستمرار او اجراء بحث جديد او ابتكار شىء مفيد او كتابة قصة ..ربما اؤثر في احداهن فاشد آزرها وتمتنع عن المخدرات وتتغير .. عالم اخر ساوجد فيه ..خائفه منه وسعيدة به ..اتذكرها صديقتي التي دائما ما تقول لي حياتك مليانه بينما اشكي لها من الوحدة

eXTReMe Tracker