Tuesday, February 28, 2006

شهادة ولادة


احضرتها امى من عند جدتى .. وجدتها فى الاوراق القديمة .. صورة من شهادة ميلادى الصادرة من بغداد .. عندما سالت عليها قبل ذلك ..قالت لى امى ان السفارة المصرية تقريبا اخذتها واعطتنا اخرى مصرية .. الا انى اليوم فرحت جدا انى وجدت صورة منها .. من بغداد ..دائما ما تلح على بغداد وتشعرنى بغصة يتم حقيقية وكاننى فقدتها فى ذلك الوقت الذى جئت فيه الى القاهرة ..ظللت اتخيل لسنوات شكل شهادة ميلادى ..كنت اعتقد انها مختلفة تماما عن تلك المصرية ومختلفة ابضا عن تلك الجديدة التى اصدرتها منذ شهور بالكمبيوتر .. مختلفة لانها تحمل ختم بغداد ولانها صادرة من هناك .. حيث الصرخة الاولى
مكتوب اننى ولدت فى الرابعة والنصف صباحا .. تسرى الان رعشه فى جسدى وانا ارى ميعاد ميلادى فى تلك الشهادة القديمة .. فرح يمتزج بحزن شفاف ..
وزن الطفل عند الولادة 3 كيلو جرام .. يااااه لا يمكن للكلمات ان تعبر عما اشعر به .. شعاع لا مرئى ينفذ فى الروح ويتسلل الي .الهذا الحد الوضع مختلف .. الاف لديهم شهادات ميلاد من اماكن مختلفة حيث دول الخليج ..لكنها بغداد تلك المدينة الاستثنائية ..الاف من المصريين ولدوا ببغداد ..لكننى ...... ، لا اعرف.. لكنها بغداد وانا رضوى

Saturday, February 25, 2006

فرح المرة الاولى

الجو مهيىء الان لان اتحدث عن فرح المرة الاولى ولذتها وتلك الارتعاشة التى تسرى فى الجسد فتنتشى .. اه اتذكرين تلك المرة الاولى وانت فى السنة الاولى من العمر عندما اخذتك امك معها فى مامورية عمل الى النوبيع بدلا من تركك وحيدة عند جدتك ..سعادة الاحساس بالامان وفرح التجربة الاولى فى السفر .. ووقوفك على مركب والسعادة بادية على وجهك فى الصورة التى التقطتها لك امك كوثيقة تسجيلية لتلك الحالة
اتذكرين تلك المرة الاولى فى الخامسة من العمر عندما اعتليت خشبة مسرح نقابة الصحفيين فى فترة الاستراحة واخذت الميكروفون الذى نساه العامل مفتوحا فالقيت قصيدة نجم الشهيرة " مصر يا امه يا بهيه " وذلك الفرح الصاخب عندما صفق لك الحاضرون بشدة
وتلك المرة الاولى التى شعرتى بحضن والدك عندما تصالحتا فى محاولة للصحوبية والصداقة ..كنتى فى الثانوية العامة واحتضنك على سلم بيت جدو واخذك بجواره فى السيارة وتحدثتما كثيرا ومن يومها وانتما واحد ..
ياااااه اتذكرين تلك المرة الاولى التى نشر لك موضوعا فى مجلة سعودية واخذت اجرا كبيرا واشتريتى تورته لجدك وقال كلمته التى لن انساها " فى واحد قالى ربنا ياكلك من رزق احفادك ..ولم افهم معناه لكن يا رضوى لما كلت من التورته ده فهمت " وقبلنى بعدها ..ففرحت ..افرح بكل اللحظات الاستثنائية والخاصة .
اتذكرين حينما قال لك عمرو بحبك لاول مرة ..اووووه سرت رعشه خاصه فى جسدى ..كنا ناكل ايس كريم وكنت اعرف انه سيقولها اليوم ..قالها لاول مرة امام قسم الدقى بعد لفه تاريخية حول معهد جوته ..وذلك الفرح الاول والثانى والثالث والرابع و..........الذى اشعر به وانا معه ..امس قلت له فجاه ..بجد شكرا انى بحبك وانك خطيبى ..لم يفهم او ربما فهم ما اقصده ..اعرف انه اعتاد ان اخرج عليه فجاه باشياء عجيبة فلم يعد يستغرب ..
وتلك المرة الاولى التى كنتى تجلسين فيها على منصة وتتحدثين عن مجموعة قصصية ..خوف ممتزج بفرح طفولى وبمجرد ان قال لك احمد الخميسى هتبقى حد كويس ..انطلق ذلك الفرح الصاخب ..
اه يا كل سعاداتى السابقة ويا مراتى الاولى ..اجتمعا وامنحانى لحظات سعادة استثنائية فانا اليوم سعيدة جدا ..وليس لدى سبب واضح للسعادة وليس لدى نية فى تحليل هذه السعادة

Tuesday, February 21, 2006

آلام المرة الاولى

للمرة الاولى لذة ساحرة وألم موجع..كثيرة هى المرات التى اكتشفت فيها ذلك الالم .. احاول تذكر مراتى الاولى
تلك المرة الاولى عندما اكتشفت ان امى حامل للمرة الثانية وانها يمكنها ان تنجب طفلة غيرى..تلك المرة الاولى التى رايت فيها رشا ،وتبولت فى فراشى تقليدا لها ، واخذت ارضع مثلها من صدر جارتنا التى هاودتنى وفعلت..وقتها شعرت باننى اطرد من عالمى، وان آخر يمكنه ان ياخذ مكانى بالاتفاق مع امى
والمرة الاولى التى اكتشفت ان الكبار يمكنهم ان يرتكبوا اخطائا اكثر فظاعة مما نرتكبه نحن الصغاروذلك عندما كانت تكذب المدرسة امام الموجه التعليمى وتقول اشياء بالكذب وكانت تخفى العصا التى تضربنا بها عندما ياتى المفتش وتجعلنا نكذب ونقول اشيائا غير حقيقية ..يومها شعرت بان الكبار افاقين وان العالم مليىء بالاخطاء التى لا تغتفر
وتلك المرة التى اكتشفت فيها ان العالم مليىء بالاثام بعد اول مكالمة تليفونية تلقيتها وبها معاكسة سخيفة ..وبكائى بشكل هستيرى لانى سمعت كلاما ما كنت اتخيل وجوده فى دنيانا الفاضلة
ذلك الالم الاول عندما اكتشفت ان حكومتنا موالسة، وان الشرطة ليست فى خدمة الشعب ، وان الضابط ليس انسانا ،وان رئيس الجمهورية ليس ابا، و زوجته ليست هى المراة التى كانت تجلس فى حفلات صفاء ابو السعود وتطرب مثلنا عندما كانت تغنى صفاء يا صحابى وصحباتى
تلك المرة التى اكتشفت فيها بان الوطن لا ينبض، واننا مزيفون ،و المثقف مهادن، واننا بلا علماءوبلا آباء حقيقيون
تلك المرة التى اكتشفت فيها ان الحب والزواج اشياء عادية وان عمرو رغم انه يحبنى واننى احبه الا اننا عاديون ..علاقة جميلة قد تصبح عادية يوما ما
وتلك المرة التى اكتشفت فيها اننا عابرون ولسنا مخلدون فى هذه الدنيا ..فلا معنى للالم

Saturday, February 18, 2006

الاباء الصغار


انها حالة خاصة جدا ..منذ فترة طويلة وانا لم اذهب الى فيلم يمتع تلك الصغيرة الكامنة بداخلى ..دائما ما ارهقها بمشاهدة افلام عن عالم لا تستوعبه اساسا فى الواقع ..انه فيلم الاباء الصغار ..ذلك العالم الذى دخلته لمدة ساعتين ونصف ..تذكرتنى وانا طفلة صفيرة تحلم بمغامرات كبيرة لتنقذ عالمها ..مرات حلمت بتحرير فلسطين عن طريق الاجتماع السرى بابناء الجيران والوعد الدائم بالاستيقاظ ليلا والذهاب بالعجله الى النويبع ثم دخول اسرائيل ليلا والجنود نيام لناخذ اسلحتهم ونقتلهم فتتحرر فلسطين..يااااه اعادنى الفيلم الى تلك الايام الاولى فى براءة الطفولة ..ما عادت طفولتنا بريئة وما عاد اطفالنا ابرياء ..لوثتهم اغانى الفضائيات واستطاعت ان تصنع داخلهم غرائز جنسية مبكرة ..استطاع هذا الفيلم الجميل ان يخلق عالما جديدا ..او ان يعيد صياغة عالمنا الاول عبر لغة بسيطة ..استطاع ان يحقق ما يسمى بالقومية العربية ببساطة شديدة ..ربما تبدو كلمة قومية كلمة مضحكة فى هذا العالم ..لكن اطفالنا دخلوا فيلم سورى ببطولة اطفال سوريين ودريد لحام ذلك السورى الجميل وحنان ترك التى استطاعت ان تخلق جوا من البهجة بدا مصطنعا فى بعض المشاهد الا ان ادائها كان جميلا فى معظمه ..وهؤلاء الاباء الصغار استطاعوا زرع البهجة بداخلنا..لاول مرة افرح مثلهم ..هؤلاء الاطفال فى هذا العالم الذين يبدون دوما اكبر منى ..عندما فرحوا بفيلم الشرشحة الاكبر " خالتى فرنسا " لم استطع ان اجاريهم وظللت طوال الفيلم اشعر بالملل واسرق الضحكات ..الا اننى امس ضحكت من قلبى واستمتعت من قلبى وعادت طفولة حقيقية تنبض داخلى ..تحية الى دريد لحام الذى قام باخراج الفيلم وتحية الى منتجه الذى عرضه فى القاهرة ..وتحية الى الاباء الصغار.

Monday, February 13, 2006

اللا أحد


منذ فترة وانا لم اكتب قصه بمجرد ان شعرت باعراض الكتابة كتبتها لكنها خرجت باهته جدا ..احب الكتابة الشعرية لكنها هذه المرة خرجت وبها شعرية مائعة لدرجة تمويع النفس ..بينى وبين نفسى اعرف ان اعلى درجات انتقاد الذات تحميك من انتقاد الاخريين ..اطمع فى ان يقول

لى احد " القصة رائعة..لماذا تقولين ذلك ؟ اليكم القصة الكارثة

رغبة محمومة فى الكتابة ..ينتابنى احساس بالالم اليومى .. تنميل فى اليدين والقدمين .. ترتفع دقات قلبى بشكل مفاجىء .. الم فى الروح يتسرب الى كفعل يومى امارسه فى الحياة .. اللا رغبة فى رؤية احد .. سخف حديث الاصدقاء ، فقط ان اكون وحيدا متاملا شكل اللا علاقات واللا احد ..من بعيد تاتى هى كنور ينبثق فى الافق ، يمشى رويدا .. رويدا ، يدخلنى .. تحتوينى رغبة محمومة فى ممارسة الحب معا ، تلك اللحظات التى كنا نختلسها من الوقت لنمارس الحياة حياتنا معا .. رغباتنا الصغيرة التى تتحول على الفراش الى فعل منجز يومى ، وقت ان كان اللا احد احادا كثيرين ، واللا اصدقاء كثيرون يلتفون حولنا ، الا ان النور يخبو رويدا رويدا حيث اللا احد.. رغبات كثيرة تتخلل مسامى ، صوت فيروز فى اغنية ناعمة ، رائحة البخور ممتزجة برائحة الصابون الذى تغتسل به بعد ليلة حب عارمة .. رائحتى التى تعشقها .. رائحة القلم الحبر وهو ينزلق بسهولة على الورق وانا امارس الكتابة .. رائحة الاصدقاء مجتمعون هنا
رائحة تتخلل مسامى .. رائحة الورق الابيض ، وفراشنا الفارغ،وكاسيت بلا شرائط فيروز، واللا احد
عالمى بلا قصص يومية .. بلا احد ينسج حوارا مع اخر فاتلقفه فى لهفة ، فيمتزج مع خلايا مخى ، ويشتبك معها فيلمس ذلك الوتر الحساس فى قلبى، فاكتب.. لا كتابة .. لا رائحة .. لا اصدقاء .. لا احد .. لكننى الان منشغلا بكتابة قصة سخيفة عن اللا احد

Sunday, February 12, 2006

خيوط


اكتب الان بصعوبة شديدة ..هذه هى المرة الرابعة التى اكتب فيها وامحو كل ما كتبته بضغطة واحدة على تلك العلامة فى اقصى يمين الصفحة فيمحى كل ما اكتبه ..الان انا اريد ان اكتب ..ليس فى ذهنى موضوع معين ..الكتابة فى اى شىء مجرد الجلوس والكتابة بشكل متحرر من كل شىء ..اتذكر كلمات عمرو " عندك اخطاء نحو فظيعة ..لازم تاخدى بالك وتراجعى وانت بتكتبى " اقول لنفسى مش مهم اخطاء اللغة ..عايزة اكتب براحتى ..اعرف انه الان سيقول لى بلهجة طيبة ومتسامحة " انت حرة " احاول تذكر ما حدث فى الايام الماضية ..يااااااه منذ فترة طويلة وانا لم اكتب ..فشل متكرر فى الكتابة بشكل عام ..لم اكتب قصة تعجبنى مجرد محاولة باهته اول امس ولم احبها..وفشل فى الكتابة هنا ومحاولات باهته تكللت بالنجاح للكتابة فى الجريدة لكننى وحدى اعرف انها فاشلة وبلا روح ..اجلس مستسلمه للكتابة اتذكر تلك الصديقة وهى تمنحنى احدى وصاياها فى كيفية معاملة الزوج " اعطيه كل الحرية لكن فلتظلى تمسكى بالخيوط الخفيه ..لكل رجل خيوطه تعرفها امراته وتعرف انه يفعل ما يشاء لكن هناك خيطا واحدا لا يملكه غيرها يشده اليها " افكر بجدية شديدة فى هذا الخيط ..لماذا يظل عمرو معى وما الذى سيضمن لى انه لن يذهب لامراة اخرى ..ربما الثقة ..وربما الحب ..كل هذا هراء كلامها منطقى ..هناك فى قلبى يكمن شيئ يجعلنى لا احب غيره ..ارى كثيرين واعجب بكثيرين لكن هناك مساحة ما من الخصوصية بيننا لا يملكها غيره ..افكر فى ذلك الخيط الذى يملكه هو ويجعلنى احبه ..بجد لا اعرف ..ينبغى ان اساله اليوم بجدية شديدة عن سبب حبه لى ..لكنه حتما لن يجيبنى وسيرد بلهجة ملوله مالك يا رضوى ..ووقتها ساضطر انا ان ابحث عن خيوطه التى تكمن عندى ..واسال لماذا احبه ؟..انا الان سعيدة لاننى اطماننت ان وفاة جدى لم تؤثر على سلامة عقلى وما زلت تلك البنت المجنونة التى تفرح فجاة و الان انا سعيدة لاننى كتبت بوست ممل جدا

Wednesday, February 01, 2006

الحاج عبد الحليم الحلوانى


ايمكننى بسهولة ان اعترف بموته ..ايمكن للموت ان يتسلل اليه ..الم يناقشه فى تاجيل
الرحيل ؟ ..اه يا جدى لم احبك بالقدر الذى تستحقه ..كان يمكننى ان افعل المزيد من اجلك لم استوعب الى الان ما حدث ..موت فجائى بلا مرض حقيقى ..زبحة صدرية فجائية تخطفه منا ..لن يرد على فى التليفون كعادته فى الصباح اهاتف جدتى فى البدء ثم اطلبه ياتى صوته قويا هادئا حنونا ..يسال عن احوالى ..فى الفترة الاخيرة كان يلح بالسؤال عن تعينى فى الجريدة " ايه لسه ما اتعينتيش ؟ " ثم يسال عن اخبار الشقه " عمرو عمل ايه فى الشقه ..ابه كل ده ما خلصتش " يلح فى السؤال يوميا فاتضايق ..فهمت يا جدو اعرف انك تطمئن علي قبل الرحيل ..لم ابكيك كما تستحق ..رغبت فى القاء النظرة الاخيرة عليك ..مستسلما انت ..لست كعادتك ..تركت الابناء يفعلون بك ما يريدون ..لكنك فرضت رايك " مصاريف الجنازة من جيبك الخاص ..لا اريد لاحد ان يدفع من جيبه "ستظل فى انفى رائحة بقايا بخور تغسيلك ورائحة البطانية التى دسست انفى فيها ورائحتك للمرة الاخيرة وانا اقبلك وملمس شعرك الناعم جدا الذى المسه لاول مرة ..توقعتك اليوم سترد على فى التليفون وستعاتبنى لاننى منذ اربعة ايام لم اهاتفك واقول لك " الشغل يا جدو ..اصلى نزلت بدرى ..جريدة الكرامة كما هى لم تقرا موضوعى ..فقط القيت النظرة الاخيرة عليه قبل الرحيل وابتسمت لى عندما داعبتك وقلت " الجرنال بجنية ونصف اوعوا تاكلوا عليه " لا اصدق نفسى انك رحلت ونحن فى العزاء توقعتك بجوارى تربت على وتعرفنى للناس " رضوى بنت اسامة صحفية زى ابوها وبتعمل ماجستير " انت خنتنى ومت قبل ان اوكلك فى جوازى ..انطلق واقول " اعمل حسابك انت وكيلى مش بابا " فتبتسم وتفرح فى صمت وقور ..عزائى انك رحلت دون الم ..رحلت دون ان يحملك احدهم ..لم يجرح كبريائك احد ..رحلت فى صمت ..اه يا جدو انت وحشتنى قوى ..وحشتنى بجد

eXTReMe Tracker