Saturday, December 31, 2005

اعتذار


أتوجه بالاعتذار لديكم جميعا ولنفسي على تلك الأنانية المفرطة والسعادة الطفولية براس السنة وكتابة البوست السابق ..هذا ما كان ليصدر في عام اختتم بمجزرة السودانيين لكننى كطفلة صغيرة تفرح للتو لان والدتها أعطتها حلوى لتسكتها بعد وفاة أبيها .. اعذروني ..فهكذا أنا

المترو وتجليات اليوم الأخير في السنة


منذ يومين وأنا أريد الكتابة عنها .. تلك البنت التي قابلتها في المترو .. لكن لم يتوافر لي وقتا للكتابة هنا .. استغل هذا الصباح الهادىء وقبل كتابة حوار سعدي الكعبى للجريدة .. اكتب عنها ، لكنني اكتشف فجأة بان اليوم هو أخر أيام 2005 وكنت قد قررت أن احاسبنى .. فظللت أفكر عن ايهما اكتب؟ .. ربما وجدتها فرصة للهروب من الحساب العلني وقلت اكتب عنها وبامكانك أن تكتبي عن السنة الماضية في كشكول مذكراتك كما تعودتى دوما .. اربت علي بحنان وأقرر الكتابة عنها وبخاصة أنى لم ارتكب أية كوارث هذا العام وعلى كل فانا جيدة جدا فيما نفذته من أهداف وضعتها من عام مضى .. أحاول أن اكتب الآن عنها بأقل أخطاء نحوية حتى لا يحزن أبى وعمرو ..
اركب من محطة مترو العتبة ..مثقلة بحقيبة اوراقى وحقيبتي الشخصية وأشياء في الروح ..تلحظني الجالسة امامى فتأخذ حقيبتي وتسالنى عن محطتي الأخيرة .. فأقول لها باني سأنزل في الجيزة .. لحظات طويلة تمر في صمت خارجي بينما يظل عقلي يسترجع أخر يوم رأيت فيه عمرو.. كان دافئا وحنونا جدا .. تقطع لحظات تاملى لتخبرني بان مكان بجوارها قد فرغ الآن ..فاجلس واخرج كتاب الفريد فرج " شارع عماد الدين" من حقيبتي وأقرا .. يقاطعني صوتها
أنت بتذاكري ولا بتقرى -
لا بقرا
طب ممكن اطلب منك طلب ؟
أخمن في الثواني المعدودة التي تسبق خروج الكلمة التالية بأنها ستطلب نقودا .. لكنها تفاجئني بقولها " أنا عايزاك دلوقتى تعلمينى القراية "
دلوقتى ؟
اه أنا بعرف أفك الخط لكن مش قوى يعنى
انت معاكى ايه؟
دبلون تجارة لكن بالغش يعنى ..طول عمرى بغش فى الامتحانات

سرعة كلامها الممتزج بهدوء عجيب يعوقني عن التفكير لكنها تستطرد وتحكى عن رغبتها فى تعلم القراية
طب اقري كده شويه فى الكتاب وورينى
تاخذ الكتاب وتحاول فتقرا كلمة " كلام" كان .. ثم تتوقف لتقول لى " على فكرة الجملة ده مش لايقه مع بعضها " فاصدق كلامها واقول لانك تقراينها من منتصفها واقراها لها من اولها .. المهم .. تنبهنى الى ان صوتى ارتفع قليلا وانها تخجل من ذلك وتستطرد لكنى اقاطعها هذه المرة
انت بتشتغلى ايه ؟
مع مباحث المترو يعنى افتش الستات وابص لو راجل ركب عربية الستات، وكمان مندوبة مبيعات .

احاول ان اعلق لكنها تقاطعنى قائلة " عارفة انا عايزة اعرف اقرا ليه ؟"
اصل حبيبى بعت لى رسالة على الموبايل وفضلت احاول فيها لحد ما قريتها اصل ده خصوصيات ومش بحب حد يقراها لى ويشوف اللى ما بينا وبعدين خطيبى ما بيعرفش يفك الخط انما حبيبى بيعرف يقرا ويكتب كويس قوى واسلوبه حلو .. حتى بصى
وتقرا لى الرسالة بصوت بدا لى مرتفعا لدرجة اربكتنى لان الرسالة تحتوى على كلام به كمية عبارات جنسية وايحاءات تفضح .. المهم حاولت التعليق باى شىء لكنى فشلت لكنها لم تفشل واستطردت تحكى لى
- عارفة امبارح اتسرقت فى المترو كنت حاطة خمسين جنيه ورقة واحدة فى الجيب ده واتسرقت وكمان اتسرق الموبايل .
ايه ده .. افكر الان ان انا عبيطة كيف سرق منها الموبايل امس ومعها الان واحد اخر .. ايه ده ازاى ما اخدتش بالى ؟ .. معقول لحقت اشترت واحد .
يقاطعنا هذه المرة رنين هاتفها فترد " ايوه طب كلمنى كمان عشر دقايق انا فى المترو "
تنتهى من المكالمة وتوجه كلامها لى اصل انا شغلى كله مع رجاله فبيتصلوا بى .. ما قلتليش اعمل ايه علشان اعرف اقرا كويس..كدت اضحك لكنى اكملت كلامى بمنتهى الجدية وظللت اتحدث كما فى الاعلانات عن فصول محو الامية وفائدتها المرتقبة فى قراءة رسائل حبيبها على الموبايل والكتابة ان احبت بدلا من كتب رسائل الغرام فى الموبايل التى لا تشعر بما فيها
اقتربت المحطة التى سانزل فيها فاستئذنت فى النزول لاعطى نفسى فرصة للوقوف امامها لتأمل ملامحها الهادئة جداوالتى لا توحى بكل ما تحمله داخلها واخذت اتامل فى حال الدنيا .. وكل سنه وانتم طيبين .

Monday, December 26, 2005

سعدي الكعبي


اقرأ الخبر في الجريدة كأنه شيئا عاديا .. سيقام معرضا للفنان العراقي سعدي الكعبي بقاعة ابداع بالمهندسين .. أتوقف أمام الاسم اعرف أن الكعبى هذا شخصا مهما لكن الأهم انه عراقي افتح النت وابحث عنه فتصدق نبوئتى واعرف انه من أهم الفنانين العراقيين الموجودين في بغداد .. بسرعة اخذ إذنا من محمود الوردانى رئيس القسم في الصفحة الثقافية في جريدة الكرامة التى اعمل بها .. وبسرعة أكثر اهاتفه وأجرى الحوار ..ادخل المعرض فتقرأني اللوحات .. يحدث بيننا شيئا فنتحاور .. قبلها رأيت معرضه على موقعه لكنني رايتها لوحات عادية .. نساء ورجال .. واعجبتنى لوحاته الأولى أكثر .. إلا انه فجأة حدث التلاحم بيني وبين لوحاته .. هل يصدقني احد باني سمعت لحنا ما وأنا أشاهد اللوحات .. تدفق داخلي ذلك الإحساس القديم بان ازور بغداد مدينتي الأولى ووطني الأول حيث ولدت .. أجرينا الحوار وعقلي مشتت واتسائل كيف اطلب منه ذلك ؟ لكنني فعلتها .. وأعطيته ذلك العقد الذي أحبه ليدفنه في بغداد فلدى اعتقاد بان من يشتاق إلى مكان عليه بوضع أثره فيه فيلتئم الشمل مرة أخرى وتذهب إلى حيث وضعت الأثر .. وأنا وحشتني جدا بغداد ولا تكفيني رائحة ترابها الموجودة في حجرتي .. سالنى الكعبى .. لماذا كل هذا العشق وهى ليست ببلدك أنت جئت ولديك ثلاثة شهور؟ لم أجد إجابة .. ربما هو الصمت الذي اختاره عنوانا لمعرضه" حوار الصمت " لكنني قلتها له لم تصمت لوحاتك معي إنما تحدثت فكان حوارا رائعا .. خرجت من المعرض وأنا في حالة انتشاء يلزمني بعدها سماع صوت فيروز في أغنية لا اعرفها فأشتري ذلك الشريط الذي لا اعلم عنه شيئا .. " الجمعة الحزينة" ترانيم بصوتها .. افرح بجد .. ويدخل الهواء البارد إلى مسامي فينعشني ويسرى رعشة خفيفة في جسدي .. شكرا سعدي الكعبى وشكرا فيروز

Monday, December 19, 2005

أنا .. عملة معدنية


فجأة اكتشف أمس باننى عملة معدنية لكنني للأسف لست نادرة .. أحاول أن استكشف أوجه التشابه بيننا.. لكلينا وجهين .. ملك وكتابة ..صحافة وعلم نفس ..ايهما الملك وايهما الكتابة ؟!ربما أنا أفضل كثيرا هذه الأيام ..لم تعد تنتابني نوبات الإحباط والتساؤلات الكبرى عن اهميتى في الحياة ..هذه الأيام تنتابني مشاعر بارا نويا تشعرني باهميتى المضاعفة في الحياة.. لكنها الصدفة وحدها هي التي تجمعنا سويا .. أنا والعملة
صدفة قد تجعل الوجه كتابة وصدفة قد تجعله ملكا .. هانا صدفة تجعلني صحفية وصدفة أخرى تجعلني باحثة نفسية .. في البدء كنت افرح بهذه الصدف ..أن تغير مسارك يوميا شيء ممتع هكذا كنت اهتف لنفسي .. حياة مختلفة .. فجأة يهاتفنى احدهم ليسالنى ما رأيك في الاشتراك بهذا البحث .. أفكر فأوافق .. ثم بعد فترة ياتينى احدهم ليسالنى عن المشاركة معهم في إصدار جريدة فأكون صحفية .. وحدها هي الصدف التي تصنعنا .. لكنني كنت قد مللت من وجهي العملة فكرت في تثبيتها على وجه واحد اصنعه .. لكنني فشلت وظل الوجهان قدري ..ربما هذه الأيام أمارس نوعا جديدا في التحايل على الصدف .. أصاحبها واتواطىء معها فتشركني في سرها واصنعني معها .. أمارس رفاهية الاختيار العب على وجهي العملة بمهارة لاعب سيرك في الحلبة .. اعمل بالصحافة وأمارس دوري في البحث العلمي وأظل اردد كلمات المنافقين باننى يهمني جدا تطوير البحث العلمي واعمل كذا وكذا لأجل ........... لكنني لست بمنافقة أنا فقط اصنع قدري .. مجرد محاولة لمشاركة الله في اختيار القدر .. لا اطمع في أكثر من أن اصنع قدري .. وهانا أحاول .. ربما انجح وربما يصفعني القدر على وجهي ويطردني من الحلبة لأصبح مرة أخرى عملة معدنية جعلها القدر نادرة

Wednesday, December 14, 2005

رائحة

منذعيد ميلادى ورائحة ما تجتاحنى وتشعرنى بالحنين ..فى البدء لم اميزها لكننى منذ يومين عندما قرات ما كتبته سامية فهمت انها رائحة الطفولة واخذت اتسائل عن متعة ان تظل طفل واخذت اسال مروة صديقتى تفتكرى الدنيا مؤرفة؟ لكنها كانت فى حالة اعادة صياغة للحياة كلها فلم تجيبنى .. ظللت منشغلة بفكرة الرائحة .. اقوى حاسة عندى هى حاسة الشم ....يمكننى ان اميز بها من احب رائحتان احفظهم واسترجعهم بقوة رائحة ابى ورائحة عمرو لكل منهما رائحة تختلف عن الاخر وتستدعى فى مشاعر مختلفة ..استرجع الزمن برائحته اتذكر رائحة شامبو برت بلس يوم الجمعة ورائحة الفصل فى ابتدائى التى تختلف عن رائحته فى اعدادى عن ثانوى يمكننى التمييز ..تنطلق من المدرسة كلها رائحة خاصة فى ابتدائى ربما رائحة الرمل المختلط بحر الفسحة ورائحة ساندويتشات الجبنة وحجرة التدبير ورائحة خوفنا فى حصة الدين من تسميع السور التى لم احفظها ابدا وفى اعدادى يختلف الامر حيث رائحة البرتقال فى الحصص والتى ظللت اكرهها جدا الى الان وتستدعى فى ذاكرتى صوت طرقعة قشرة البرتقال الخارجة لتوها من فتحة القلم الجاف على قفا الجالس مباشرة امامنا .. كل ذلك يختلف عن رائحة ثانوى حيث البارفانات المهربة فى حقائبنا من مس مارى ورائحة ساندويتشات الطعمية فى حصة العربى ورائحة الجبنة التى لا احبها وتاكلها اسماء اعز صديقاتى فى حصة مس دنيا التى اوعدها دائما بالالتزام وحفظ قواعد الجرامر.. يااااه يمكننى تمييز رائحة الجامعة حيث ساندويتشات الهامبورجر والسوسيس وضحى وشيماء ومحاضرة يمنى الخولى ونجيب الصبوة ورعبى فى محاضرة مصطفى سويف ...ياااااه ماذا تتذكرين من روائح اخرى؟ ربما رائحة دكتور خالد استاذ علم النفس الاجتماعى ..هو بالذات كنت اعرف حضوره فى القسم من انطلاق الرائحة ..رائحة لا استطيع تميزها ..عندما تحب شخص وتعتبره مثلك الاعلى فتعرف عن قرب كل تفاصيله التى تتمثل دوما فى الرائحة .. الى الان لا اجيد شرح الروائح ....لكننى احن لرائحة الزمن الجميل ولحظات الحب الحميمية ورائحة اول عروسة امتلكتها وراحة حصالتى القديمة التى كانت على شكل بيت ورائحة طفلة لم ألدها بعد

Friday, December 09, 2005

عيد ميلادى الرابع والعشرون


اليوم عيد ميلادى الرابع والعشرين ..يااااه اربع وعشرون عام مضت على فى هذه الدنيا ..افكر منذ امس فى كيفية الاحتفال ..اريده احتفال اسطورى يليق بالمناسبة..تستغرب امى من حالتى وتقول انى اهول الامور.."عادى يعنى عيد ميلادك ..كل سنه وانت طيبة" لكنه لم يكن عاديا ..اعرف ان عندى سبع طواوييس كما يقول ابى دوما يشعروننى بالتميز .. لكنى اريد الاحتفال والفرح وهذا من حقى .. اشعر ان العالم كله يحتفل بى ..بداية من الكمبيوتر الذى خرب وجعلنى انزل الى نت كافية لاكتب واضطر ان اسمع اغانى سخيفة .. وانتهاء بعمرو الذى لم يكتب عنى فى بلوجه ..كان لابد ان يعلن للعالم كله ان النهاردة عيد ميلادى بدلا من الكتابة عن تلك المظاهرة.. بس ولو هحتفل حتى لو فشل هو فى اختيار مكان جيد يليق بالاحتفال ..يخبرنى منذ يومين انه يكره التفكير فى الاحتفالات واختيار الامكنة الغير عادية فاشفق عليه بشده لكنى اخبره انه ليس ذنبى وعليه ان يفكر جيدا.اتذكر عيد ميلادى فى الطفولة وامى وهى تصنع التورتات وهدايا عيد الميلاد وفستان الميلاد الجديدوتلك الصور الفوتغرافية التى نضعها عام بعام فى ألبوم وفرحتى وانا محور الاهتمام..بعيد عن السامعين ده مرض ..بس مرض حلو ..جميل ان تشعر بالسعادة من اشياء ربما لا تشعر احد بالسعادة .يعنى مثلا قبل عيد ميلادى اظل اذكر اصدقائى ان لا ينسوا الاتصال فى الثانية عشرة مساء فافرح بجد عندما يتصلوا واشعر انهم تذكروا رغم انى انا المذكرة لهم ..بس ولو ..هذا العام قررت ان احتفل فى حجرتى وذلك فى الصباح ففى كل عام اذهب الى مكان اكتشفه واحبه وعادة يكون فى القاهرة القديمة ..هذا العام اردته فى حجرتى واخذت ارتب برفق اشيائى حيث طينة بغداد وتماثيلى الصغيرة وصور وكروت ورتبتهم وجلست لاسمع منير فى اغانى قديمة وفيروز واحتسيت القهوة فى شعور باللذة مضاعف واخذت افكر فى المساء واتوقع ذلك المكان الذى سيختاره عمرو للاحتفال معا.. .سعيدة وافكر فى تلك الهبة السماوية التى منحتنى السعادة والتحقق مؤخرا وكانها ارادت ان تمنحنى اياها قبل عيد ميلادى فانا اكتب الان فى جريدة الكرامة فى صفحة الثقافة ونشر لى العدد السابق موضوعين وسينشر لى العدد القادم موضوعين ..سعيدة جدا وسعيدة اكثر ان محمود الوردانى رئيسى وسعيدة جدا جدا انه لا يعرف ان تلك البنت التى يرى انها موهوبة هى ابنة صديقة اسامة عفيفى ..حالة من الرضا الداخلى لدى تتضاعف مع ميلادى الرابع والعشرون واشعر ان القدر ما زال يخبىء لى الكثير .. كل سنة وانا طيبة ..وكل سنة وكل من احبهم معى .. وكل سنه وانا لا اتذوق طعم الفقد ..

Saturday, December 03, 2005

هزيمة الوطن فى شارع عبد العزيز


عن اى هزيمة ستتحدثين هزيمتك الشخصية التى اكتشفتيها ظهيرة امس ام هزيمة الوطن؟ وطن كامل تساقطت معانيه امامى .. ربما الامر ليس بهذه الدرجة وانت دوما تهولين من الاشياء كما تصفك امك .. لكن ما حدث كان كبيرا بالفعل.
ابدء من اول امس عند شرائى لكاسيت من شارع عبد العزيز ..لا الامر هنا لن يكتسب تلك التراجيدية التى تريدين منحها اياه.. سابدء من امس حينما اردت اعادة الكاسيت او تبديله باى شىء آخر لانه كاسيت بمنتهى البساطة سيىء ولا يسجل بشكل جيد.. الى هذا الحد امر مشروع او هكذا تخيلته انا .. الكل كان يهتف بى لا ينبغى ان تفعلى ذلك من يشترى من شارع عبد العزيز يقتضى عليه ان يتحمل الخسارة ..كان يمكننى تحمل الخسارة لكننى قلت لنفسى انها سلبية وينبغى ان اذهب .. لكن اما كان ينبغى لى توقع الاهانه والهزيمة؟!.. ما حدث لى ساوجزه فى الحوار التالى بينى وبين البائع
انا ( بلهجه استنكارية عبيطة) : كده الكاسيت الاقيه مش بيسجل كويس
البائع (بلهجة استنكارية عبيطة): ولا شفتك قبل كده
انا ( بلهجه استنكارية عبيطة جدا): شوف ازاى
البائع ( بلهجة عنيفة): انت قليلة الادب .. وفجاة خطف الكاسيت من يدى بعنف
انا ( وقد بدات افقد اعصابى وبزعيق هستيرى): انت ازاى كده .. ايه ده انا عايزة صاحب المحل ده وهاخد فلوسى ومش عايزة حاجة ( وظللت اكرر الكلمات بلهجة هستيرية)
البائع ( بمنتهى البرود وقد لاحظ ارتعاشة يدى وقدمى ) : امشى كده وانت واقفة تترعشى
انا ( وبنفس اللهجة الهستيرية) : انا عايزة صاحب المحل
ثم افوجىء به يقول لى انه صاحب المحل واتلقى الصدمة التى ليست بصدمة .. ونكمل الحوار بشكل بدا الان لى مضحكا فيتهمنى بانى بوظت الكاسيت ثم يقول لى انه من الطبيعى ان" وكمان "ب60 جنيه لا يسجل ثم يقول لى انه جربه لى وسجل ثم اتهمه بانه كاذب لانه لم يجرب التسجيل فقط جرب التشغيل ثم اعطيه الكاسيت الذى سجلته فى حوار الفنان التشكيلى محمد عبله والذىبدا الكلام فيه غير واضح بالمرة وهكذا يمر الحوار بيننا وينتهى بان اشترى شيئا آخر بثمن الكاسيت واضيف اليه الفارق كمان..
وخرجت وانا ابكى بالفعل فى شارع عبد العزيز الذى بات لى جزء من وطن مزيف واستقليت تاكسى وجلست ابكى .مهما وصفت شعورى لحظتها لن افلح .. احساس بالتضاؤل والهزيمة امام جاهل وبدا لى ان كل كلام ........ من اجل التغيير هراء وبدا لى ان الوطن نفسه مزيفا واننا مزيفون واننى لا يمكننى ان افعل شىء .. فكرت فى تحرير محضر لكنه لاشىء تخيلوا اننى ذهبت للضابط فى مكتبه وشغلته بقضية ان الكاسيت لم يسجل كويس فى حوار محمد عبله .. لابد ان يلعن ابى وابو محمد عبله.. الامر الوحيد الذى بات منطقيا ان استاجر بلطجية واضربه او استغل بعض المعارف من بتوع امن الدوله ويربوه .. لكن كل هذا بدا لى ايضا هراء ..حكيت لامى فاستحلفتنى ان لا اقول لابى وزعقت انى حكيت لعمرو خطيبى وجلس جدى يحكى لى عن شاب كان يمشى مع خطيبته ثم فوجىء بشباب يعاكسونها فتخانق معهم فاذا باحدهم يخرج مطواه لكنه يلاحقه ويدافع عن نفسه فيموت الولد البلطجى وياخذ الشاب حكم بسبع سنوات ويخرج ليجد خطيبته قد تزوجت .. قصه ساذجه بدت لى بلهاء لكنى احترمتها امام جدى .. ولم افهم مغزاها فانا لم اقل لعمرو من اجل ان ينزل ليتخانق مع الرجل رغم ان عمرو انفعل جدا من داخله كالعادة لكنى اجيد فهمه وافهم انه ينظر للامر مثلى على انه ماساة وطن الا ان الامر قد تضاعف لديه لانه فى النهاية رجل تهان خطيبته وهو لن يفعل شىء سوى التحليل مثلى واتهامه المحق باننى ما كان ينبغى لى الذهاب الى شارع بييع بضاعة زباله وبيحكموا بلطجية .. بدا الامر مزعجا لكننى الان افضل ربما بحكم حكى الامر واعادة تفسيره اكثر من مرة وربما لاننى الان لا اتهم الوطن وافصل بين هؤلاء الذين فى كثير من الاحيان اختزل الوطن فيهم فاقول ان الوطن هو النيل والعمال والباعة وعيال المدارس الحكومى لكن الوطن هو انا وانت وهؤلاء ايضا

eXTReMe Tracker