Monday, August 28, 2006

تجاعيد


جلست اتامل تفاصيل الزمن علي وجهه ..يجلس في صمت يتامل في الا مرئي لي ..عمره يجاوز السبعين ..يبدو لي انه لم يفعل ما اراده في السبعين عام الماضية ..ادخل الي ..اراقبني واراقب خوفي ..اربعة وعشرون عام مضت ..اتامل في الباقي ..الخوف من المستقبل احدي فئات الخوف المرضي الذي اقف احيانا كمحاضرة اشرحه للاخرين ..ابدو مقنعة جدا في مواجهته كما قال لي البعض ..تحبطني جدا تدوينة مالك ..اتجرعها في صمت وبتلذذ آمن ..لم افعل كل ما اريد ..هناك اشياء كثيرة لم افعلها بعد ..لم تظهر التجاعيد علي وجهي ..ما زال البعض يراني كابنة السادسة عشر من العمر..افرح ..لكنني اموت خوفا من الآت ..لست متشائمة ..انا دوما مقبلة علي الحياة تصيبني بعض ملامح الخوف فاتغلب عليها ..عذرا ايها المجهول الذي علقت منذ فترة واتهمتني بلذة الحديث عن النفس ..يمكنك بالضغط علي العلامة اعلي الصفحة ان تلغي صفحتي ويمكنك ان ترجع صفحة الي الوراء لتتابع ما كنت تقرا ..امس وصفني زميل في العمل بانني مجنونة ومغامرة .. حاولت ان افهم معني ما يقصده ..هل كان يقصد شيئا جيدا ؟ّ! اتامل فيما يصفني به الناس ..كيف للخوف ان يتسرب الي المجنونة المغامرة ..ربنا يسامحك يا مالك كنت هكتب تدوينة متفائلة ..يعني هو انت تكتئب تفرض علينا كلنا الاكتئاب ..يمكنني ان اصنع الفرحة في هذا الصباح ..هذا الصباح لي ..لست خائفة والتجاعيد لم تظهر بعد علي وجهي وانا لست مخلوقة للتجاعيد ..وعندما اتم السبعين ساولد من جديد من رحم تجاعيدي وسيصبح لها شكلا اخر غير تجاعيد الرجل الذي لمحته في الاتوبيس ولن اقضي هذا النهار في حزن ..يمكنني ان اؤجله للغد او بعد غد ..فالحياة مليئة باشياء اخري ستفرض الحزن ..لكن من الواضح ان هذا الصباح خلق لشيئ اخر

Friday, August 18, 2006

وحشتني رضوي

اكاد لا اعرفني هذه الايام ..اشعر بافتقاد الي رضوي الاولي ..اكاد اتوقف عند اسمي واتلمسه ..ملامحي في المرآه ..الفاظي الجديدة ..طريقة تفكيري ..حبي الوحيد ..اكاد اقولها للمرة المليون ..جرح يلسعني والم في الروح ..اكاد اجن وانا اناقشني ..واشعر بالملل وانا اخضع طريقة تفكيري للمنطق وللعلم و احلله واحاول ايجاد بديل منطقي لكل حماقاتي ..مللت ..فقط اريدني كما كنت ..رضوي ..اكاد ابحث عن الصغيرة التي كنتها يوما وهي تهرب من العقاب وتحلم بغد افضل تختفي فيه كل السلطات ..وابحث عن طفلة كنتها ايضا تحلم بولد جميل ليجلسان سويا علي البحر ..حيث لا احد غيرهما ليتمكنا من انزال قدميهما بحرية في البحر ..ابحث عن حبي للمسرح وفتاة كنتها تحلم بالتمثيل وتحفظ جيدا كل حوار مسرحي لتعيده في الصباح وحدها امام الكراسي الفارغة ..ابحث عن طفلة اصبحت انثي احبت ولد جميل شاهدته في اوج حلمه وارادا ان يستكملا الحلم معا ..ابحث عن تلك المجنونة التي كانت تكاد تقفز في طرقات المصري اليوم والموقف العربي و الكرامة والاسبوع والصدي والموجز وصوت الشعب ..الان اصبحت اخري ..اردد اشياءا كثيرة واتغير بشكل مفزع وبسرعة شديدة ..اصبح اخري غير رضوي .. انا الان لست هي .. وربما انا هي والواقع من حولي يتغير وانا اتغير وفقا له ..لست بحاجة الي الدفاع ولست مطالبة بايجاد تبريرات ..فقط اريد ان اجلس مع رضوي نتناول معا فنجانا من القهوة لاناقشها في ما اذا كان لديها وقتا اسبوعيا تمنحني اياه لاكونها

Thursday, August 10, 2006

في الثانية عشر ظهرا بعد خمس سنين

ينتابني احساس بالقرف من الكتابة ..او فلنسميها عجز كتابي وفقا لدليل التشخيص العربي..تمر الايام مسرعة..نمارس كما اعتدنا كافة طقوسنا اليومية ..امارس طقوسي التي تبقيت من السنوات الماضية ..لكل منا طقوسه منذ سنوات واحلامه الخاصة ..يطرا في ذهني الان توقعاتي لما سيحدث لي في الثانية عشر ظهرا بعد خمس سنوات ..ربما اكون قد انتهيت لتوي من توصيل طفلنا الاول الي الحضانة ..لاجلس مستمتعة في صالة شقتنا لكتابة فصل جديد في رسالة الدكتوراه ..وربما اكون جالسة في فرنسا علي مقهي لا اتذكر اسمه الان منتظرة لتوي خروج عمرو من الجامعة التي يدرس فيها فلسفة بعد حصوله علي منحة للدراسة هناك ..وربما اكون جالسة في مستشفي الدمرداش بمركز الطب النفسي لاتلقي علاجا من مرض نفسي اعتقد انه سيكون اضطرابات وجدانية ثنائية القطب واخمن ان تصبح النوبة وقتها اكتئابا ..وربما سننضم جميعا لصفوف المقاومة بعد غزو اسرائيل للقاهرة وتدميرها للسد العالي ..وربما ساكون جالسة في مكتبي برئاسة الجمهورية لامارس عملي كمستشارة نفسية للرئيس الجديد ..وربما ساجلس منزوية في احدي اركان جامع الحاكم بامر الله اكتب فصلا جديدا من روايتي الاخيرة ..وربما ساتواجد في احدي الهيئات التابعة لوزارة الداخلية لاستخرج تصريح زيارة لعمرو في السجن بعد قرار جمال مبارك بحبس كل الافراد في الهيئة العليا للمدونيين وكل من له علاقة بكتائب الشهيد مالك مصطفي وذلك فور توليه الحكم بساعات ..الاكيد انني بعد خمس سنوات وبخاصة في الثانية عشرة ظهرا لن اكتب من هذا المكان وبنفس اللغة الركيكة وبنفس الروح ..فانا لن اكون انا في الثانية عشر ظهرا بعد خمس سنين

eXTReMe Tracker