Wednesday, October 05, 2011

البحث عن التوازن



منذ وقت ليس بقليل وتنتابنى مشاعر الرغبة فى الفضفضة ، الجلوس بحميمية على الكنبة والطرقعة على الكيبورد للمدونة ، الأمور داخلى هادئة ، عبارة أكتبها يوميا بشكل لا واع فى كشكول مذكراتى ، لكنى أكتبها بشكل واعى الأن .

ماذا تعنى الأمور داخلى هادئة ؟

بالأمس فى أولى الجلسات الصباحية لإحدى المريضات جلست تتحدث عن تعلقها الشديد بشريكها ، ارتباطها به ، عدم قدرتها على التنفس بدونة ، عدم رؤيتها لنفسها ، ذوبانها فيه وألمها منه .

ظللت أحدثها عن التشابه بين تلك الحالة ومريض الاوتيزم ، أنا ولعبتى المفضلة ، ظللت أتحدث عن كيفية تكوين علاقة بنفسى ، فجأة قفز الى ذهنى فيلم " طعام .. صلاة .. حب " والبحث عن التوازن عبر أربعة أرجل ، تحدثنا طويلا عن كيف تحب نفسها ، تطرق الحديث الى فقرة العلاقة بالجسد ، كيف تحب جسدك ، لا أذكر متى بدأت أضع الكريمات على جسدى بانتظام ، تحول وضع الكريم الى طقس يومى ، لا أذكر الكتاب الذى كان يتحدث عن أهمية ذلك ، لكنى قرأت عن أهمية وضع كريم برائحة محببة الى نفسك ، تعلمت كيف أذهب الى المحل لأختار كريم سيعجبنى دون أن أفكر فى هل سيعجب الشريك . فى المرة الأخيرة عندما كتنت أجرب الكريمات فى المحل وأبحث عن رائحة بعينيها ، بحثت البائعه عن خاتم زواج فى يدى اليسرى .



ربما لم يعلم أحد حتى الآن أن الكريم هو احدى وسائلى للبحث عن التوازن ، أن تحب نفسك ، وتتدللها.





أول أمس اشتريت زرعة جديدة ، وأخذت أرتب مكان جديد لها ، وأعيد ترتب المكان استقبالا لها ، وأخذت أفكر فى ذلك التشابه بين الزرعة وصديقتى الأقرب . أخذت أعيد التأمل فى نضج الزرع ، وأفكر فى تاريخ شراء كل واحدة منهم ، تلك الزرعة يوم أن ذهبت للشهر العقارى لتوكيل أبى للطلاق ، وتلك يوم أن تخانقت مع مشرف رسالة الماجستير وكاد أن يوقف العمل فى الرسالة ، وهذه يوم أن حصلت على الطلاق ، وتلك يوم أن ذهبت الى معالج نفسى بعد الطلاق مباشرة ، وتلك يوم أن انتهيت من الجلسات ، وتلك يوم أن شعرت بأننى يمكن أن أبدأ من جديد ، وأخذت أتذكر كل الأسباب التى دفعتنى لشرائهم ، وأخذت أتأمل فى أننى استطعت تجاوز كل ذلك بعد مرور 22 شهر وضعت الزرعة الجديدة بجوارهم وكنت أعرف أن هذه الزرعة لتعلم اللغة الانجليزية بطلاقة ، قررت أن هذا العام هو عام اللغة الانجليزية على راى صديقى المفضل ، وأكدت لى صديقتى أنى مجدة وانه بعد 9 شهور سأتحدث الانجليزية بطلاقة ، راقتنى فكرة التسعة شهور ، وظللت أتأمل فى شكل الزرعة بعد تسعة شهور .



ربما يعلم الجميع أن الزرع هو إحدى وسائلى للبحث عن التوازن ، أن تشترى زرعة لمناسبة تخصك ، وتراقب نفسك من خلالها .




كتبت خطاب أخير لله أخبره فيه بتطور الأحداث فى حياتى ، أخبرته بأننى أريد الذهاب الى العمرة هذا العام ، وأننى أريد الذهاب الى لبنان هذا العام أيضا ، والى أمريكا العام القادم .

وأخبرته أننى ممتنة جدا لكل ما فعله معى ، ظللت أؤكد عليه أننى ممتنة للكمبيوتر الصغير الذى جائنى به بنفس اللون الذى طلبته منه ، ولم أنسى شكره على الشقة لأنها هديتة الكبرى .



تفهمت كل ما فعله من أجلى ، ولم أغضب نهائيا من أى شىء قام به ، وفى الصباح عندما لغيت سفرية لبنان قلت له " أفهم ان لديك سبب يمنعنى من السفر الى لبنان ، ما زلت أنتظر العمرة وأنتظر امريكا العام المقبل "



محادثة الله بحميمية هى احدى وسائلى فى البحث عن التوازن . أن تقيم علاقة مع الله خاصة ، وأن تشعر بالرضا بذلك .


فى الليلة الأخيرة قبل السفر مع الاصحاب الى الأسكندرية عانيت من الأرق الشديد ، نفس الأرق الذى كان يصيبنى ليلة المصيف وليلة الذهاب الى المدرسة ، أقوم من النوم لأكتشف أن الساعه ما زالت الواحدة وأن على الاستيقاظ فى السابعه لألحق بصديقتى عند بيتها لنتحرك فى التاسعه .



الأصدقاء هم الونس والدفىء والحميمية ، هم الخط الفاصل بين طقوس الوحدة والذوبان فيهم .

أصدقائى هم أسفنجة تمتص الألم ببراعة .

أصدقائى الأعزاء انتم بمثابة رجل ثابتة على الارض ليكتمل التوازن ، أن تقيم علاقة مع أصدقاء يقبلونك كما أنت وتقبلهم كما هم .

صديقتى اليزابيث جيلبرت مبدعة كتاب " طعام صلاة .. حب " ربما أنتى لا تعلمين ما الذى فعلتيه بواحدة من بنات الشرق الأقصى عندما تحدثى عن التوازن ودفعتيها للبحث عنه .. شكرا جزيلا .

eXTReMe Tracker