Monday, October 31, 2005

من ثقب فى الروح ...تنظر


جسدك ،بيتك الاول.حصنك الهش.داحل بيت من
زجاج وحجارة،وباب يغلق بسلاسل لا تصد الغزاة
تجلس جامعا اطرافك، مصطنعا الامان.انك لا تنظر من نافذة تطل على
حرائق المدينة، بل من ثقب فى الروح
تسمع طرقا على الباب كل مساء. لا تخف ! فالقدرلا يطرق الابواب
تبحث عن ملائكة متخفية او ظاهرة ،لتحملك الى غيمة آمنة فى ركن
مجهول من سماء بغداد.لا شىء سواها يحميك من غدر الارض ، ومن
طوفان جحيم يلج المخادع
الصيف كرة مبللة بالنار. الجحيم طالع من الارض ، هابط من السماء
وخزان الماء جاف فى مدينة الانهر
وجه اخى يزداد صفرة ونحولا. فى احشائه جمرة تاكل ما حولها ببطء
فمتى يدرك آله الحرب ان فقدان الاحبة نار حارقة
بسام تجرا ذات صباح ، واطل من نافذة داره . كانت الطريق فارغة . وحين
توغل فيها، اخترقت جسده رصاصة سامة. الجندى الامريكى لا يريد احدا
يزاحمه فى شوارع مدينتنا
لا يكفى ان تفتح عينيك ، تتلفت حولك، تتلمس خطواتك.تذكر ،ان فى
جنبيك قلبا قابلا للانفجار
مى مظفر(العراق\ الاردن

من العدد الاخير من مجلة زوايا التى صدرت مؤخرا

Tuesday, October 25, 2005

عبد الحميد عبد الهادى



ما الذى يمكن كتابته عن عبد الحميد عبد الهادى؟.. ياااه انت التى تكتبين؟! اشعر باننى ينبغى الان ان اكتب وليس غدا كما قررت .. الان ساكتب..رغبة ملحة فى الكتابة عنه – هكذا كانت كل رغباته ملحة .. ربما هو الموت المبكر الذى يجعل كل ما لدينا ملحا جدا.. احاول ان اكتب عنه شيئا جيدا..فهو يستحق..رغبة فى البكاء الان تجتاحنى عليه..لن ابكى ..انا لا اعرفه لابكى ..ساكتب بشكل حيادى .. لا يمكن ان تكتب عن عبد الحميد عبد الهادى بشكل حيادى .. لم يكن مجرد شاعر سبعينى ماهر.. كان نبيا ..يتنبىء بالغيب ..سامحنى يا الله يا من شكلته على هذا النحو..كان طبيبا وشاعرا وانسانا مختلفا.. لم يكن عاديا ولا يكتب عن العادى كل ما يكتبه نبوءة قد تتحقق يوما .. يكتب عن آسر ابنه الاول قبل ميلاده يسنوات :
أسميتك آسر
اذ اقرا فى عينيك تبادلك الايام محبتها
............................................
............................................
............................................
آسر
يا ولدى
يا اصلد عيدان شجيرتنا
...........................
..............................
.............................
خذ اشعار ابيك بقوة
لا شىء سوى الاشعار اورثك

يولد اسر ويرث اشعار ابيه فيصبح شاعرا. يرانى عند ميلادى فينظر لعينى ويبلغ نبوئته الطبية هذه المرة"البنت ده نظرها هيكون قوى جدا " فاكون كما قال.. شىء ما يربطنى به ..قلت ذلك لاسر منذ ساعات ..اريد ان اكتب لافهم ما الذى يربطنى بعبد الحميد ذلك الشاعر الذى لم اسمعه فى اى شريط مسجل لكننى عندما اقرا له قصيدة قطر عجوز ..ابكى وعندما اقرا قصيدة آسر ابكى بالنيابة عن آسر .. كان جميلا ودافئا وغجريا ومتعبا (بكسر وفتح التاء) منذ ان كنت صغيرة وانا اسمع عنه .. يحكى ابى حكايات مضحكة عنه كان بشوشا وحزينا جدا ..كان شابا وكهلا .. لماذا اتحدث عنه وكانى اعرفه..للمرة الالف اقول لنفسى انت لا تعرفينه هو شاعر وكفى .. لماذا يكون نبيا ودافئا وحزينا و........... اكره كل ذلك ..كان كذلك.. ماذا يمكنك ان تكتبى .. ماذا كنتى تتوقعين؟ ربما توقعتى انك ستكتبين دراسة تحليليلة فى شعر عبد الحميد .. انت لاتعرفين عنه سوى ما قلتيه ربما اكثر قليلا .. موته فى حادث سيارة يقول البعض انه مدبر لاكتشافه فساد ما – لا اعرف وربما حبه لزوجنه امال الوحيدة التى تستطيع ان تشم فيها رائحة عبد الحميد. تلك الرائحة التى شممتها فى بيته عندما دخلته لاول مرة.. والتى تكمن فيه اشيائه الخاصة كما كانت دوما ..ماذا ايضا يمكنك ان تضيفيه..لا تسفهى كل شىء وتخضعيه لمنطقك الغبى.. هناك اشياء لا يمكن خضوعها للمنطق ..هكذا كان هو وابيك وعمر نجم ومحمد مستجاب و.................
جيل كامل ترك المنطق ومات ..لم يتحملوا هروب المنطق ربما ..حتى موتهم لم يكن منطقيا .. اتسائل رغما عنى لماذا يا الله؟! ..تنساب دموعى بلا ادنى تفكير فى منطقيتها .. اشعر بانه سعيدا وانه يشعر بى ويفهم هو ويتنبا لماذا تلك الرابطة بينى وبينه؟
يدق فى اواخر السبعينات على ابواب قبره فيكتب من اجمل ما كتب ليتنبا بموته (حدوتة قطر بضاعة عجوز) اقرا واتمتم بكلماته لتهدا روحه ورغما عنى اتمتم بالفاتحة
الى الصديقين اسامة عفيفى وسامى كمال
تم تم .. تم تم .. تم تم
سامع... سامع يا جرس
انا ماشى اهه
رغم انى لسه ما لحقتش عجلاتى
.. انا ماشى
تش .. .. تش
باى باى ..باى باى يا محطة
ودا رغم انى بحبك جدا
وبحب ارصفتك واكشاك السيمافور..والمبنى
الجربان.. والناظر
نباتشى التحويلة
حتى غفيرك دا اللى تملى بيتسربع ويرن الجرس
المدعوق.. .. قبل ما آخد نفسى
باى باى يا محطة
ومع انى دايما باتلهف ع الوقت اللى بارتاح على
رصيفك فيه
فانا ماشى ومش زعلان
اصلى خلاص اتعودت ان اللى بحبه
بيسيبنى ..يا اسيبه
انا ماشى ..ماشى ومش زعلان
تتش ..تتش.. تتش
انا قطر بضاعة عجوز تعبان
بازحف على مهلى قوى
انا مش كسلان
ولا افرق عن ايها ديزل ركاب
ولا غير ان الدنيا ادته اربع عربيات
شيك قوى ونضاف وخفاف
ورزتنى انا بحمول ما لهاش اول من اخر
انا يمكن اجمد منه
لكن .. اذا هو معدى انا بتاخر
مرة يزمرلى ويسالنى عن الصحة
ومرات يجرى ويطنش وعينيه بين القضبان
انا مش زعلان
ما انا اصلى اتعودت وباستحمل
وكمان ..قلبى طيب جدا
فلا عمرى حبطت فى قطر زميلى
ولا دستش حد معدى على القضبان
تتش..تتش ..تتش
انا قطر عجوز مصدى وتعبان
احيانا ..وانا راكن فى محطة ..او فى المخزن
او على قضبان التحويلة
باتصاحب على قطورات كده زى حالاتى
عواجيز ومصديين
نتكلم ..يحكولى عن احمالهم وهمومهم
واشكيلهم .. من طول عربياتى
اذا واحد منهم هكع اجرة شوية لحد ما ياخد
نفسه
واذا خانى موتورى على السكة بيقطرنى واحد م
الاصحاب ع الورشة
لكن .. وفى كل الاحوال
نقعد مع بعض شوية
ونسلم على بعض ونمشى
بعد ما كون فعلا حبيتهم واتعودت عليهم
المؤلم..انى دايما ما باشوفهمش
واذا صادف مرو لمحت صديق..بيكون دايما
على الخط التانى
اول ما باشوفه جاى على باهدى
"ازيك يا صديقى
منهم اللى يهدى ويزمر يسالنى عن احوالى
ومنهم اللى بيعمل زى الديزل ويطنش
اقعد استرجع ايامنا اللى اتعكزنا فيها على بعض
تفر دموع الزيت من عينى وتنزل بين القضبان
تتش ..تتش ..تتش
انا قطر بضاعة عجوز ..تعبان
...... وادينى المرة دى بودع آخر قطرين ف
اصحابى
مش عارف ليه المرة دى حزين اكتر م العادة
ونفسى احود على ايها تحويلة
وافضل اعيط لما ارتاح
يمكن علشان دول آخر قطرين ف اصحابى
واكتر اتنين خزنت معاهم فترة طويلة
او يمكن علشان حاسس انى خلاص اتهديت
وقريب خالص يمكن ارمى العربيات المليانة دهية
واموت
واذا فكر واحد منهم فى المستقبل
- يعنى اذا فكر
ييجى ويسال عنى ها يتقال له
انى فى يوم هكعت على السكة وما لقتش اصحاب
تقطرنى.. ومت
فاتفكيت
واتبغت حديدة خردة لبتوع الروبابيكيا
توووت
انا هاركن حبة على التحويلة استنى لما اتعدوا
بعد ما تمشوا هاكمل
رغم انه ما عادشى على السكة غير الاحزان
توووت
انا قطر بضاعة عجوز ومصدى وتعبان
توووت
انا قطر بضاعة عجوز تعبان
توووت
توووت
6-10-1979

كرامة الوطن

ان كرامة الفرد انعكاس لكرامة الوطن

من الدستور المصرى الصادر 1971..منذ ان قراتها مساء امس فى مقالة الدكتور مصطفى سويف بمجلة الهلال وانا اشعر بالارتعاش

Saturday, October 22, 2005

زمان


ماذا تعنى كلمة زمان؟
يااه انا كان نفسى من زمان اقول الكلمة ده ..دائما ما اشعر بان جيلنا يفتقد النطق بهذه الكلمة..زمان تعنى لدى النكسة التى تمنيت يوما لو حضرتها وتعنى جمال عبد الناصر وموته واتفاقية كامب ديفيد وجلسات الشيخ امام وحفلات ام كلثوم وعبد الحليم..هذا المناخ بالكامل لا يعرف جيلنا عنه شيئا ..هذا الحنين وتلك الرائحة نفتقدها نحن من ولدنا فى اوائل الثمانينات وترعرعنا على حرب الخليج وانتفاضة الفلسطينين..كثيرا ما كنت اتسائل فى زمن اخر عندما يصبح لدى ابناء ويحدثوننى عن ماضينا واشعر بالحنين واحكى..عن اى شىء ساحكى ؟ تؤرقنى بشدة هذه المسالة..شىء مؤلم ان تشعر انك بلا ماضى وبلا ذكريات جمعية ..دائما يصور لى غرورى اننى الوحيدة التى تسمع من جيلى منير وتعشقه وانا الوحيدة التى تعرف الشيخ امام وانا الوحيدة التى تقرا ماركيز وتسمع عن الواقعية السحرية لكننى عندما اخرج من دائرة ذاتى اكتشف بان هناك من هم مثلى وافضل واننا الذين ولدنا فى اوائل الثمانينيات يمكننا ان نشتاق معا لصوت منير فى اغانية القديمة وكتب ماركيز وصوت الشيخ امام وربما مظاهرات كفاية ومدوناتنا التى خلقت فى ارواحنا جميعا شيئا مختلف

Wednesday, October 19, 2005

حاجاتى

فنجان القهوة من اهم اشيائى التى احبها جدا ..يقع فنجان القهوة فى اقصى شمال مكتبى ويظل هكذا رغم احتسائه الى صباح اليوم التالى ..لا يملك احد فى المنزل تحريكه من مكانه ..اقول لماما"يعنى يرضيك لو مت ما يبقاش فى قهوة اشربها..لازم تفضل كده علشان روحى تنزل وتشرب منها"وبالطبع تفعل امى ما تطلبه منها بنتها المجنونة..اموت خوفا على اشيائى ..يقول لى عمرو لازم تتخلصى من ارتباطك بالاشياء لكنى افضل ان اكون كما انا دوما مخلصة للاشيائى حيث مكتبى الذى استوليت عليه من ابى وفنجان القهوة وطينة بغدادوبعض التماثيل القديمة والرخيصة من على الارصفة وصور لاشخاص لا اعرفهم- كله الا الصور الفوتغرافيا ..مجنونة انا بها اذهب الى الحسين حيث بائع اشياء قديمة ادخل حيث التراب والصور الفوتغرافية الكثيرة لعائلات لا اعرفها لكنى اسميهم واحدا واحدا..تقول لى شيماء صديقتى " مش عارفة ايه الى بيعجبك فى التراب والحاجات المصدية ده" ثم تسالنىبجدية شديدة"اوعى تكونى هتفرشى بيتك كده" فاؤكد لها ذلك لكنها تستطرد"طب بدل ما تدفعى فلوس خدى الحاجات الى احنا بنرميها للزبال "لكنى احزن عندما تقول لى انهم تخلصوا من صينية النحاس لجدتها واعطوها للزبال "طب ليه يا شيماء كنت هاتيها..ده ممكن تتبيض ..رغم انى عايزاها كده بترابها" اعشق التراب واستغرب من انفعال امى لاننى لم اقوم بتنظيف تراب الشقة و فرحت امس عندما قال لى عمرو انه يحب التراب ولا يرى فائدة تذكر للتنظيف..نرجع الى اشيائى وماساة السفر معى وتركها..منذ شهور سافرت الى العريش لمدة اربعة ايام او اسبوع لكن ما اخذته معى من اشياء يكفى لهجرة كما اكدت امى لكنى لم استطع اخذت اقلب فيهم :رواية دارية لسحر الموجى،فنجان القهوة وترك الاخر مكانة لحين العودة من السفر،ثلاثية نجيب محفوظ ،معظم شرائط الشيخ امام وفيروز ومنير وعلى الحجار وعمر نجم ومحمود درويش والابنودى ووجيه عزيز ،وطينة بغداد وكشكول مذكراتى،وعروستى،صور لى ولعائلتى ولعمرو وفضتى و.................... كثيرة هى الاشياء التى اخذتها معى ..تبقى الحجرة ورائحة تراب الكتب الممتزج ببخور الصندل وبقايا فنجان قهوة الصباح..يااه ساظل اشتاق لهذه الرائحة فى بيتى مهما كنت احبه سافتقد اشيائى فى سياقها الطبيعى حيث تشعر معى بالحرية

Sunday, October 16, 2005

انا ساكنة فى امبابة

نادرا ما يلح على مكان لاكتب عنه مثلما فعلت معى امبابة..لست من سكان امبابة ..فانا اقطن فى بيت اسرتى فى الهرم..عند مدينة الفنون حيث الهدوء ودفىء شارعى وسكانه الطيبين ..والميدان لدى سكان الهرم والعمرانيةهو ميدان الجيزة حيث اننى اكرهه جدا لكنى فى نفس الوقت احبه جدا ..لا اتخيلنى مرة قد عدت الى البيت دون المرورعليه..ماذا عن امبابة تلك المنطقة الجديدة التى قدر لى ان اعيش فيها فيما تبقى من عمرى .. ترعبنى جدا فكرة ترك اماكنى التى احبها..عندما خطبت لعمرو كنا نبحث بشكل تلقائى عن شقه بالهرم حيث ميدان الجيزة الذى اكرهه..ولما لم نجد قالها لى "ندور فى ارض الجمعية فى امبابة" وافقت على مضض ..لا اتخيلنى وقد سكنت فى امبابة وازاء تمسكه الطفولى بالفكرة وافقت ..لكنى رايته وهو متحمس فى البحث ويواظب على زيارة السيد السمسار ..وفى كل جلسة لنا يظل يعدد مزايا السكن فى ارض الجمعية حيث عشر دقائق للتحرير وخمس دقائق للمهندسين وحيث القرب من وسط البلد التى نعشقها ..وحيث الهدوء..ويظل يحكى عن دراسة لا اعرف مصدرها ذكرت نتائجها ان ارض الجمعية من اكثر الاماكن جودة فى التخطيط بشكل يفوف الهرم وفيصل شعرت بالفعل بان "من عاشر القوم" وهو عاشر السماسرة لفترة لكنى على كل حال وافقت ان اسكن هناك وبمجرد موافقتى وفى اقل فترة اصبح لدى شقة فى احدى الشوارع الهادئة نسبيا فى ارض الجمعية ..بقى ان احب المكان ..ارانى وانا استكشفه كما يستكشف عاشق لجسد امراة يحبها بالفعل استكشفه بهدوء ولذة..احاول ان احب النيل هناك على الكورنيش ..وصخب الاطفال وهم يلعبون بالكرةوطيبة ام فارس صاحبة العمارة وعدم قدرتك على التمييز بين كونها مسيحية ام مسلمة ..اتسائل بينى وبين نفسى ..لماذا وافقتى؟ كان بامكانك ان ترفضى ولن يستطيع ارغامك على شىء ..شىء ما فى صوته وفرحته بالشقه وبالسكن بالقرب من شوارع طفولته واحلامة ارغمنى على الموافقة ..لا بل جعلنى اشعر بسعادة الام عندما تشترى لطفلها لعبة كان يريدها .. بقى ان تكونين جريئة امام الناس وتقولين انك ستسكنين هناك ..يسالنى الاقارب عن مكان الشقة فاقول ارض الجمعية فيسالوننى مرة اخرى عن المكان فاقول على الكورنيش ..الان اقولها وساقولها لكل من سالنى انا فى ارض الجمعية فى امبابة..فانا الان احب امبابة حيث الاطفال والنيل وام فارس وحكايات ابراهيم اصلان والشجرة التى تحضن شجرة اخرى تحبها وشقتى التى احبها جدا وعمرو

Thursday, October 13, 2005

عمر نجم..غياب الحضور حضور الغياب



يمكننى ان اكتب عنه بدون ان اراه.. يمتلك روحا شفافة تضىء عالمى الصغير رغم الغياب .. عمر نجم لم يمت .. فالشعراء لا يموتون
لم اكن اعرف عنه سوى انه شاعر جميل رحل يوما عن عالمنا وصديق لابى يشبه اصدقائه الطيبيين وزوجته مايسة زكى تشبه زوجات اصدقاء ابى المخلصين .. لا جديد حتى عندما كان يقول لى ابى "ينبغى ان تقرئى لعمر نجم " كنت اؤجل وارى ان سماع محمود درويش والابنودى اهم .
الا انه ومنذ سنتين تقريبا وفى معرض الكتاب ذهبت الى امسية له رغم موته ...عجبتنى فكرة ان احضر امسية لشاعر رحل عنا .
وبالفعل عرفت عمر نجم ... ياااااه لم تصدقنى زوجته عندما قلت اننى كدت ارى عمر بصورته التى لا اعرفها جالسا على المنصة والتى كانت فارغة وان صوته المنطلق من التسجيل كان حقيقيا لدرجة اربكتنى ..عمر نجم لمن لا يعرفه شاعر وانسان جميل ..فكما يخرج الدفىء من كلماته كان هو كذلك.. قليلون من هم لديهم ذلك الهم بان تاخذ انت حقك لانك تستحق وينبغى لى انا المطالبة به ... ياااااه كم كان دافئا بالفعل .
يذكر ابى انه كان يجيئه يوميا بشاعر شاب لينشر له ويامره ان ينشرله ويلعنه ان تأجل النشر ..
سجلت تلك الامسية لذلك الشاعر الحاضر الغائب عنا وفينا .. ووعدت زوجته ان اعطيها التسجبل ولم افعل كعادتى..لكننى عندما اشعر ان الوطن اصبح مشوشا اجلس فى حجرتى واستمع اليه واستمع اليها "مايسة زكى" التى كانت تتحدث عن القصيدة قبل ان نسمعها فى تلك الامسية فتخرج الكلمات منها ومنه فتشتبك مع روحه ودقات قلبها التى تكاد تسمعها ورغبتها فى البكاء والفرح معا.
تذكرت كل ذلك عندما وجدت ذلك الكتاب الصادر مؤخرا عن مكتبة الاسرة بعنوان "غياب الحضور ..حضور الغياب" وهو مجموعة مختارة من قصائده وبخط يديه والذى كان جميلا مثله... اتسائل احيانا لماذا يختار الله امثال عمر نجم وعبد الحميد عبد الهادى – الذى ساكتب عنه لاحقا .. و يترك لنا اشباه البشر ... له فى ذلك حكم.. الى روح عمر نجم الطاهرة اهدى اليه قصيدته "قلبى اللى كان بفته
"

وكأن مش باقى
غير انى ارثى
من زمان مسكون ببكرة
انما مسجون بأمسى
انا اللى مولود فى وقفتك
يا بورسعيد
ونا اللى كان سبوعى
زغروطة فى زفة شهيد
ونا اللى ف خمسة يونيه
طلقت مريلتى ، وصاحبت نضارتى
وقطعت طيارتى الورق
ولبستلك كاكى
باموت
لو الشجر ف احضانك
ينام باكى
غنيت مع القمرى وفتحت شباكى
لما اللمض عيطت والنور بقى مزرق
انا قلبى كان بفته
انا قلبى اصبح ارق
من نسمة حواريكى
طبطبت على كتفك وقولتلك بوحى
وهبتلك روحى
وقعدت استنى مع الباقيين هلال العيد
من امتى باستنى ومفيش جديد
الا انكسارى
والشيبة من بدرى
وهزيمتى م التجاعيد؟
مشنوق على سلك الكهربا دلتا وصعيد
مشنوق وفوق المصطبة سهران وحيد
مشتاق اناجى القمر اتاريه مخاصمنى
انا اللى راضع مواويله وبضيه فاطمنى
ونا اللى كان القمر يندهلى ف المواعيد
لا صرختى واصلة
او صوتى ... او همستى
وكأن مش باقى
غير
انى
ارثى
سبتمبر 1991

Wednesday, October 12, 2005

الاسكندرية


لماذا الكتابة عن الاسكندرية الان رغم انك بدات فى الكتابة عن السيدة زينب..بالتحديد عن المظاهرة اليوم ثم رايتك تحاولين الحديث عما هو خاص فى علاقتك بالسيدة زينب ثم بضغطة واحدة على الماوس حذفتى كل ما كتبتيه لتكتبى عن تلك المدينة التى اكتشفتيها هذا الصيف ..طالما رددت انك تحبين الاسكندرية ..طوال عمرك يسالك اصحابك عن تلك المدينة التى تصطافون فيها فتردين بسرعة الاسكندرية اصلنا بنحبها جدا ..ابى وحده هو من يحبها وبالطبع ورثت ذلك دونما تفكير كما اورثنى كل احلامه دون قصد منه ..كرهت الفنون التشكيلية يوما ما ثم فوجئت اننى احبها او على ان احبها فاحببتها دون قصد منى او منه ..لم يجبرنى على حب شىء احبه لكننى احببت كل ما احب هو .. كفى الحديث عن ابيك ..انا هنالاتحدث عن الاسكندرية ..لم احبها جدا يوما قبل تلك الاجازة الاخيرة..حب عادى لطفلة ستذهب للمصيف وتفرح بالبحر والرمل..لكنها بدت مختلفة هذه المرة

مقتنعة انا ان المدينة تمنح اسرارها الينا عندما تريد..ومنحتنى السر..كالعادة ذهبنا الى هناك بدون تفكير وفى هذه المرة جاءت لى اشياء هامة تمنعنى من قضاء كل الفترة معهم فقط علىان اقضى يومان ..لا اعرف لما الحزن الشديد الذى انتابنى وقتها رغم انى لا احب السفر او احبه ليومين وفى اليوم الثالث اظل اشتاق لرائحة اشيائى فى سياقها الطبيعى ..الا هذه المرة قررت ان احتفل بسرعة بالاسكندرية لم استمتع بالذهاب الى البحر مثل كل الناس وناخذ معنا الساندويتشات وننزل الى البحر ثم نتعب فنجلس على الرمال ثم ننزل مرة اخرى الى البحر..كل هذه الاشياء بدت لى سخيفة جدا وتمردت عليها من اول لحظة وطلبت منهم ان ينسونى فى هذين اليومين ..كان القرار هو الالتحام بالمدينة ..الاسكندرية لا يمكن اختزالها فى شاطى وبحر ..قررت ان اخرج بسرعة من ميامى وابحث عن الشوارع الاصلية للمدينة ..وسط البلد..كرموز ..المنشية..جليم..كثيرة هى الشوارع التى مشيت فيها دون ان اعرف لها اسم كنت ابحث عن السكان الاصليين ..كم كرهت المصطافيين من امثالى ..فعلت كل شىء يمكنه ان يمتعنى ..اكلت ايس كريم ..دخلت سينما ..راقبت البشر ..ارسلت اميل لعمرومن على نت كافيه اكتشفته بالصدفة ..ما كان ينقصنى بالفعل هو احتساء قهوة فى التريانون لكنى لم افعل ..ذهبت الى بير مسعود وانا اجمع اشلائه من ذاكرتى ..لم اذهب الى هناك منذ ان كنت فى خامسة ابتدائى ووقتها قالت لى عمتى اننى اذا طلبت طلب ورددته داخل البير ووضعت بعض النقود المعدنية سيحدث ما اطلبه..وبالفعل دعوت ان يحدث اى شىء ويتغير مجموعى فىالابتدائية والذى كان على ما اعتقد 75%والمفاجئة بالنسبة لى اننى عندما عدت الى القاهرة اكتشفت ان مجموعى الحقيقى هو85% وان الاول كان خطأ كنترول..ووقتها شعرت ان مسعود هذا الذى له بير شخص صالح يحبه الله وينفذ له طلباته..هذه المرة ذهبت الى هناك ودعوت ايضا رغم اننى على علم بعدم صحة ذلك لكننى وجدتنى اقول فجاة لنفسى ولم لا ربما يحدث فعلا ودعوت ما دعوت..بقى صباح واحد جلست فيه ابنة عمتى الصغيرة والتى لا يتجاوز عمرها عشر سنوات تبكى لى وتطلب ان اذهب معهم الى البحر واليكم نص الحوار لانه بدا لى مضحكا جدا الان

سارة: ونبى يا رضوى تعالى معاناالبحر وانزلى الميه والله ده حلوة قوى الصبح

انا : ماينفعش يا حبيبتى انا وعدت اسكندرية انى مش عمل زى الناس المستغلة

سارة:يعنى ايه

انا : يعنى عيب نستغل البلد بمنطق اننا دافعين قرشين فى المصيف ولازم نستمتع بيهم انا ضد المبدا ده

سارة:مش احنا هنا علشان نستمتع

انا : اه نستمتع ونمتع البحر كمان هو بيكره جدا اننا نستغله نعوم فيه واحنا منفصلين روحيا عنه كل همنا ناكل ونبلبط وبس ..لازو يكون فى علاقة ما بينا علشان يستحمل وما يزعلش

سارة بعد ان نفذ صبرها: يعنى هتيجى معانا ولا لا

انا :دلوقتى وبعد اكتشافى ده ممكن

نزلت البحر واستمتعتنا ..انا والبحر واستقليت القطار متجهة الى القاهرة الصاخبة دوما

Tuesday, October 11, 2005

طب ليه؟


اعانى من الاسئلة ..لكل شىء لدى سبب ..عندما يقول عمرو انه يحبنى اباغته بالسؤال الذى يحزننى جدا عدم اجابته.."طب ليه" يحاول ان يظل هادئا امام تلك المجنونة التى يحبها بلا سبب واضح لديها ..لكننى بالفعل اظل اتسائل واحاول ان ابحث عن اجوبه تشفى هذه الرغبة

لا اتذكر الامر فى طفولتى لكننى اتذكر دوما ان اسئلتى كانت تخرجنى من دائرة العقاب طوال عمرى ..فحينما كنت صغيرة ولا اطيق المذاكرة عن طريق الحفظ و لاا طيق عقاب الاساتذة فكنت ابدء بالاسئلة التى لم استطيع ان احفظها..ويباغت الاستاذ سؤال لصوت طفولى (هو يا استاذ يعنى اي......... ) وهكذا كنت افلت من العقاب كل مرة حتى عندما كبرت وصرت فى الجامعة كانت ترعبنى جدا فكرة ان يفهم احد نقاط ضعفى فى المذاكرة فكنت ابادر بالسؤال..وحتى عندما كبرت وبدات فى العمل بالصحافةعندما لا يكون لدى فكرة جيدة اعرضها على رئيس القسم ابادر بالسؤال ..وعندما شعرت بان عمرو يحبنى اعتقد انى بادرته بسؤال لتخرج الكلمة منه وارتاح...يااه بجد انا كده فعلا ..لسه واخده بالى من تطور االمسالة بالشكل ده ..لكن الامر ليس كذلك فى حالة الاسئلة التى بلا اجوبة..بالفعل انا اكون جادة فى معرفة الاجابة لشىء ليس له اجابة او معرفة اجابة مختلفة لشىء له اجابة واحدة ..ربما هى تلك صفات الاشخاص المبدعين كما تقول نظريا ت علم النفس ..لكن هذا ان بحث الشخص بنفسه عن الاجابة وانت لا تفعلين..كسولة انت طوال عمرك ..لكن يبدو انك بدات تخرجين خارج هذا الاطار..سالتنى صديقة صغيرة منذ يومين ..لماذا تنشرين مثل هذه الاشياء علىالبلوج ..اين الخصوصية ..لكننى بالفعل اشعر بكامل خصوصيتى عندما يعرف العالم كله ما الذى افكرفيه..طبعا لم اقل ذلك للصغيرة ..لكنى اكتشفته الان وانا اكتب..ربما الكتابة نفسها هى محاولة للاجابة على اسئلتى المستعصية والا اجابية...ربما

Sunday, October 09, 2005

اخيرا ولدت

يااااه اخيرا كتبت قصة ..بدت المسالة مزعجة جدا لى ..خفت من كلام بابا من ان الكتابة اليومية على البلوج ستستهدف طاقتى الابداعية وتزامن معها فشل حقيقى فى الكتابة منذ شهر تقريبا ..لا كتبت بس كانت محاولات فاشلة ومن غيظى قطعتها ..بس الحمد لله امبارح كتبت يمكن كنت فى حالة خاصة علشان هسمع غنى للشيخ امام يعنى كنت امبارح فى حفلة للساقية فيها اغانى تجنن لفرقة مبدعة بجد ..طبعا ذاكرتى خانتنى كالعادة ومش فاكرة اسم الفرقة لكن عمرو سجل الحفلة هقولة ينزل اغنية منها على البلوج بتاعة ..المهم كمان كنت اشتريت بخور صندل من نوع كويس فبعد الفطار شربت القهوة مع ريحة البخور مع صوت فيروزعملوا شغل معقول وكتبت..يعنى هى القصة مش قوى لكن انا فرحانة بيها برضة اليكم "صبيان"
يسيران معا متخذان من الشارع صاحبا ثالثا..يركلان بقدمهما الصغيرة طوبة فى الطريق ..يحاولان الوصول فى الموعد المحدد..يحملان على ظهريهما حقيبة ويتابعان العالم من حولهما بعينين زائغتين ..تزداد خطواتهما باقتراب الموعد.
يغمرهما الصباح بضحكات طفولية صاخبة تهدىء من لسعة البرد الصباحية..يتابعان بشغف كبير مسار الطوبة الصغيرة وهما يركلانها لمسافات بعيدة .. يتفقان بخبث طفولى على سرقة عم محمود بائع اللبن فمعه ما يكفى لتحقيق حلميهما لكنهما يؤجلانه الى صباح يوم منتظر..يحكيان عن ما مر بيومهما امس ..تتشابك الحكايات فيصنعاحلما واحدا بعالم لا مكان للكبار فيه..يصنعان المقالب الصباحية حيث لذة ساندويتش الفول والمخلل المسروقين من عم وهيب ودقات قلبيهما اثناء الهروب من صبيان عم وهيب.. وفى الافق يلوح لهما موعدهما المحدد .. صبيان ما زالا يحلمان بنجمة فى السماء لا تافل ..يرددان اناشيد الصباح المبللة بالندى ويغمرهما الكون بسكونه وسط صخبهما الا محتمل .. يقترب الموعد المحدد.. يدخل الى عالمها الصغير الهادىءالكونى ..يفصلهما ليذهب الاول الى مدرسته وقد اقترب موعد طابور الصباح وينتظر الاخر كصبى لاسطى كبير يعمل مكوجيا فى محله

Saturday, October 08, 2005

جدتى

لجدتى رائحةعنقود العنب و رائحة الملوخية التى تجيدها بشكل استثنائىورائحة حكايات قديمة تجيد حكيها واعادة انتاجها مرة اخرى ..كم احبها ..كم مرة قررت ان تقولى لها انك تحبينها جدا ولم تفعلى ..خجلتى من تلك المشاعر الاستثنائية التى تنتابك تجاه من تحبين فتمنعك من المكاشفة..سميحة هذا اسم جدتى ومكتوبة فى شهادة ميلادها نزيهة محمد عبد الشافى ..فجاة شعرت بالكتابة عنها ..رايتها امس بشكل مختلف ..صبورة ولديها شموخ عجائزى جميل تكاد تشم رائحتة فى لفتاتها ورائحة برفانها المميز جدا وحقيبتها الجلدية التى لا تتنازل عنها وتجد صعوبة شديدة فى حملها اثناء صعودها السلم لكنها على اية حال تصعد وممسكة بحرص على حقيبتها ومنديلها التى تجفف به عرقها صيفا وشتائا.
ياااااه ما اجمل ايام الجمعة القديمة حيث جدى فى صلاة الجمعة وجدتى تجلسنى بجوارها على الكنبة فى الصالة لاشاركها تقطيف الملوخية وتظل تحكى لى عن زوجات طلقن من ازواجهن لانهن لا يعرفن الطبيخ ..كنت صغيرة لا اتعدى العاشرة لكنى ما زلت اتذكر حكاياتها وصوتها المنغم مع اختلاف الاشخاص.. ياااااه ايام ..منذ شهر تقريبا وفى يوم جمعة قلت لجدتى اما زلتى تذكرين حكاية الديب والثلاث معيز ..ونبى احكيها دلوقتى يا
نينة ..ضحكت من حفيدتها ولم تحكيها ربما خجلا من عمرو الذى كان يزورها لاول مرة والتى كانت تنادية
بحضرتك ..جميلة جدتى يقولون انى اشبهها كثيرا وانا ارانى شبيهة لها من الداخل ..اراقبنى وانا اصنع الملوخية وانا اوشوشها(حماتك جاتك جاتك مشنة عيش ما كفتك) هكذا تقول جدتى لتخرج الملوخية كما ينبغى لكننى وفى كل مرة اوشوشها لا تخرج مثلها..اتذكر تلك الصورة التى اخذت لنا فى الاسكندرية انا وانت ورشا ..الان وبعد مرور اكثر من خمسة عشر عاما انت كما انتى لم يتغير شىء ربما ضعف اصاب الذاكرة وجعلك تنسين وتحكى الحكاية عشر مرات لكنك قادرة دوما على اعادة انتاجها فتخرج مختلفة فلا ينجرح كبريائك ..ربما صرتى لا تقدرين على عمل الملوخية لكنك ما زلتى قادرة على تقطيفها معى وتظللنا حكاياتك القديمة عن العريش واهل العريش الذين رحبوا بك وبزوجك وبنوا لكم بيتا وتحكين عن والدك الصيدلى المثقف والذى كان يهوى التمثيل وشارك فى العديد من الاعمال وتحكين عن رغبتك فى انجاب بنت بعد اربعة ذكور وفرحتك بمجيئها وتحكين عن ميلادى فى العراق وشوقك لرؤيتى وتحكين عن حرمانك من المدرسة وكيف انك ثقفتى نفسك بالقراءة المستمرة وبدخول السينما مساءات اول خميس من كل شهر وتحكين وتحكين وانا اسمع..اقولها رغم انك لن تقرايها اننى احبك جدا

Thursday, October 06, 2005

رغبة فى الحكى



كم انا محتاجة للكتابة الان؟ استغرب تلك الرغبة الملحة دوما فى الكتابة
لماذا انا هكذا؟ ياااااه سؤال مكرر مللت من الاجابة عليه
اكتب لادارى فشلى ربما فى كتابة قصة جديدة.. قالها لى ابى – هذا البلوج سيستنزف طاقتك فى الكتابة القصصية لكنى قلت بمنتهى التحدى ان هناك قصة فى ذهنى وساكتبها .. لكنها لم تخرج رغم ان المشهد جيدا .. اقاوم بشدة الكتابة الى عمرو ..لا اريد ان ارجع الى رسائلنا اليومية على النت رغم اشتياقى الشديد اليها.. يوميا افتح اميلى الذى وضعته خصيصا له .. ربما يكون قد ارسل ..شعر برغبة فى الحكى معى لكننى اعرف انه لن يفعل .. الحب ان تحب طريقة حبيبك فى حبك ودون ان تسعى الى تغييرها .. استمع الان الى سى دى نصير شمة .. فجاة شعرت برغبة ملحة فى سماعه وربما اشتياق لحفلة له فى القلعة ويكون الجو ممطر- لا احب المطر فعليا رغم احساسى الدائم باننى احبه- لكنه يقلقنى دوما ويشعرنى بالخوف.
هدوء يغمرنى الان وانا استمع الى نصير واشبع رغبتى فى الكتابة مؤكدة لنفسى اننى الان فقط يمكننى ان اكتب قصة

Wednesday, October 05, 2005

سعدى يوسف

عندما قرات هذا النص لسعدى يوسف شعرت باننى يمكن ان اكون مختلفة عما اريد وعما اتوقع

قد نذكرُ أنّ السلطانَ ابراهيمَ المملوكيَّ
بنى مسجدَهُ الجامعَ ذا القببِ الخمسِ، هنا …
ليس البحرُ بعيداً
ليس البحرُ قريباً
لكنّ الأسماكَ الحُمْرَ، الحُرّةَ، قد طُمِغَتْ باسمِ السلطانِ
السلطانِ ابراهيمَ ؛
كذلك أهلُ الساحلِ
والنسوةُ تحت غطاءِ الرأسِ التركيّ
وأسواقُ البلدةِ
والمحتسبُ …
الليلُ على هذا الشاطيءِ من أحجار المتوسِّطِ
يهبطُ مثلَ مُلاءاتٍ ليس لها لونٌ أو رفرفةٌ .
قد يصلُ الصيّادونَ الآنَ إلى المرفأِ
بينَ شِباكٍ وقناديلَ
وألواحٍ كانت تَخْضَلُّ ؛
وقد تنبعثُ الجَرّةُ كاللوتسِ من قاعِ البحرِ الرومانيّ …
السلطانُ المملوكيُّ ( أنا في المقهى أكتبُ . لا أدري
كيفَ أُقيمُ اللحظةَ حاجزَ صوتٍ ! كنتُ تعلّمتُ كتابةَ أشعارٍ
في مقهىً باريسيٍّ )
وأُتابِعُ :
إنّ السلطانَ المملوكيَّ تَعَمّدَ أن يجعلَ حاجزَهُ
بين الجامعِ والرومانِ، رمالاً …
( شرَعَ المقهى يكتظُّ، وأقربُ طاولةٍ تتأجّجُ
بالضحكاتِ، ونارِ الأرجيلةِ )
إن العشبَ قويٌّ
العشبُ قويٌّ
والعشبُ يُغَلْغِلُ في الحَجَرِ
الدمَ أخضرَ
والماءَ
وما يجعلُ ما يَفْصِلُ، يَتَّصِلُ …
( اشتقتُ إلى بيتي بالضاحيةِ البيضاءِ تماماً، أعني بيتي في لندنَ
واشتقتُ إلى رُكني في بارِ البَحّارةِ ؛ )
طبعاً،
سأُخَفَّفُ وَطْءاً
في البرزخِ بين الجامعِ والصَّرْحِ الرومانيّ …
وسوف أُتَمْتِمُ في السِّرِّ
صلاةً غامضةً …
…..……………..
…………………
…………………
أَشياخي في الخلوةِ ؛
هذا الليلُ طويلٌ، مكتنِزُ الأسرار
ومنتظِرٌ آياتِ السامرِ
والبَحّار …

Tuesday, October 04, 2005

رمضانيات

لماذا يجب علينا ان نزيد القران فى رمضان ؟ الح على هذا السؤال بشدة اثناء الحاح امى قرب الفجر ان اقرا قران.. الحاحها جعلنى اشعر بمدى الذنب الذى ساقترفه اذا قرات قران لمجرد ارضائها..لماذا يتوجب علينا دائما ان نقرا القران؟ولماذا تقضى امى ساعات طويلة فى حفظة ومواظبة التسميع والحزن بشدة لعدم تذكر اية معينة..انا ايضا اواظب على قراءة القران يوميا لكننى فى رمضان انفر عادة من زيادة ما اقراة ليندرج تحت مسمى زيادة الحسنات ..انفر من البنات الاتى يقران القران فى رمضان اثناء ركوب المواصلات لمجرد ان حسناتهم ستزيد ..سمته امى امس اوكازيون رمضانى وسالتنى لماذا تبادرين بالشراء فى الاوكازيونات ولا تبادرين بعقد هذه التجارة مع الله ..استفزنى كلامها ..لكنى كنت مع الله فى حالة استثنائية وتواصل عالى بعد صلاة العشاء وصلاة اخرى لا افضل ان تسمونها تراويح لانها لا تعتمد على عدد الركعات بقدر التواصل مع الله..وجدتنى قد اتخذت القرار وسحبت المصحف معى لاقرا فى المتروبدلا من الرواية وشعرت بانى اريد ان افعل ذلك ليس لزيادة الحسنات بل لحاجة ما فى نفسى اشعر بها وارى نورها يتوهج فى روحى كلما ابتعدت عن اوكازيونات رمضان وحسناته

Monday, October 03, 2005

خلاص..بكرة رمضان

قررت ان احتفل باليوم الاخير قبل رمضان..اخذت القرار وذهبت الى الحسين لاحتسى اخر فنجان قهوة صباحىعلى قهوة الحلوجى..اتخذت القرار بسرعة قبل ا ن يناقشنى عقلى ويقترح تاجيل الذهاب لان لدى لموعد هام فى الحادية عشرة صباحا لكنى اخرجت له لسانى وقررت الاحتفال
اخذت اراقب سلوكيات الناس فى اليوم السابق لرمضان ..جلست بجوارى فى الميكروباص امراة بدينة جدا وتقريبا كانت قاعدة على وانا نحيفة جدا ..ما اثار غيظى انها لم تعتذر وكأن الله خلقنى لمجرد ان اكون مسند حضرتها..فابديت اعتراضى بطريقة شبه مهذبة لكنها ابدت اعتراضها على اعتراضى وتقريبا شبه شتمتنى..المهم تذكرت مدرسة الدين فى مدرستى الابتدائية وهى تلقننا اننا ينبغى ان نقول فى مثل هذه الحالات اللهم انى صائم فكدت ان اقول لها اللهم انى هصوم بكرة..بس سكت واقنعت نفسى انها تعانى من مرض نفسى وعلى تحملها بصفة التخصص على الاقل وعلى الا انكد نفسى وافسد الاحتفال ..ثم كان الميكروباص الثانى والازدحام الصباحى واول مرة ارى رجال تطير بمجرد ان ياتى هذا الاختراع الى اسمة تاكسى بالنفر والموجود فى العتبة ليوصلك للحسين ستجد الرجالة تنطير - اه وحياة صيامى بكرة بتطير..المهم زاحمت وتعلمت الطيران مثلهم لاحصل على مكان واخيييييييرا وصلت لقهوة الحلوجى واحتسيت القهوة ..واخذت اتجول فى المكان واستنشق رائحة البخور واتلقى معاكسات اصحاب المحلات الصباحية واسمعهم وهم يحتفلون باخر معاكسة صباحية قبل رمضان وغشنى بائع البخورفى اخر غش صباحى قبل رمضان..الكل ينتظر رمضان البائعون والمتدينون الجدد والمفتيون الجدد والناس التى ستتفرغ لصلاة التراويح وكل ما يشغلها ان يكسبوا اكبر قدر من الثواب فى تلك الفرصة الاستثنائية..لا احب مثل هذه الفرص الاستثنانية تجعلنى اكرة الشهر ..عندما ذهبت الى الحسين اليوم دعوت الله ان يحمينى شر هذا الشهر ويمنعنى من الانزلاق وراء السعى المادى الى ارضائه وان يحافظ على روحى طاهرة ويجعلنى ادعوه واشكره بلا مصلحة ..اتذكر مدرسة الدين التى اثرت لفترة على عقلى وهى تؤكد ان كل حرف قران نقرئه بعشرة حسنات فتفرغت ايام لعد حسناتى وكلما اخطات فى الحسبة اعيد القراءة مركزة على رصيدى الذى يزيد من الحسنات.. ادعو الله مخلصة ان يمنحنى الصبر على اكتشاف مكمن قوتى التى زرعها داخلى وان يمنحنى الصبر على التغيير وان يمنحنى شقة جيدة وان يمنحنى حب عمرو ويحافظ على ابى .. ويرحمنى من المدعيين فى هذا الشهر ..استكمل جولتى مستمتعة بالفوانيس متخيلة شكل الفانوس الذى وعدنى به عمرو ..لا يفسد هذه الجولة سوى صورة حسنى مبارك الملصقة على مبنى جميل فى شارع المشهد الحسينى..اتخيل مبارك وقد احتفل بجلائه عنا فقط طوال شهر رمضان

Sunday, October 02, 2005

وسط البلد


جيدة انا حين اكتب عن اماكنى .. قليلة هى الاماكن التى احبها .. جامع الحاكم بامر الله ، قهوة الحلوجى ، حجرتى فى الشتاء، شجرة النبا فى مدرستى القديمة، بيت جدتى ، الحجرة الاولى فى مجلة الموقف العربى.. وسط البلد
لماذا ستكتبين عن وسط البلد ؟ .. اكتشفت امس فى الساعة الثانية عشرة ظهرا اننى احب وسط البلد.. لا بل احبها جدا
ربما هى الوحيدة التى تطور حبى لها واختلف معناه معى وانا اكبر
وانا صغيرة كنت ارتاد وسط البلدلاشترى ملابس العيد ..كم احببتها فى تلك الفترة ونحن نتجول امام الفاترينات وحلم اقتناء فستان ما يسيطر على عقل الصغيرة
كثيرا ما كنت اذهب مع ابى الى مبنى نقابة الصحفيين بوسط البلد .. اتابع ما يفعلونه بانبهار طفولى.. هناك اخذت الميكرفون دون ان يلحظنى احد والقيت اول واخر قصيدة امام جمع غفير.. اعتقد انها كانت لاحمد فؤاد نجم .. هناك كان ابى يعتصم لاسباب كثيرة لم اكن افهمها ..ما كان يعنينى هو اننى ساسمعهم يلقون تلك الاغانى التى احبها .. هى نفسها وسط البلد التى احببتها فيما بعد عندما اكتشفت ابى واصبح بامكاننا ان نصبح اصدقاء..حينها كنا نجلس فى الاكسليسيور او الامريكين هو يحتسى القهوة السادة وانا اكل ايس كريم
هى نفسها وسط البلد التى كان يسمح لى ابى بالخروج فيها مع صديقاتى حيث تلك الفسحة البريئة امام فاترينات المحلات وايس كريم العبد
وهى نفسها وسط البلد التى تضم الاتيلية والتاون هاوس الذى اكرهه وقاعة مشربية..حيث معارض الفن التشكيلى و ذلك الفنان الذى يعبر عنى بدلا منى ..يااااه هى نفسها وسط البلد التى سمعت فيها اول كلمة بحبك من عمرو
وهى نفسها التى اجوب فيها المظاهرات حيث الحلم الكامن فينا بالتغيير.. يااه وهى نفسها التى اجلس فيها على قهوة البورصة حيث صبى القهوجى الذى احبه وفنجان قهوتى السادة الذى ورثته عن ابى
هى وسط البلد التى هى ملك لك ولى ولطفلة ما زالت تحلم بشراء فستان جديد واناس يحلمون بثورة وشاعر يحلم بقصيدة جديدة

eXTReMe Tracker