Tuesday, July 20, 2010

أين كنت فى 2006

بالأمس زارتنى 2006 دون أدنى تخطيط ، لا أحب الزيارات المفاجئة ، كنا فى 2006 وهو بداية التحاقى بالمؤسسة التى أعمل بها ، نعمل على بحث ميدانى عن العاملات بالجنس التجارى ، فى ذلك التوقيت كان مالك فى السجن ، كنت أعمل من الخامسة مساء حتى التاسعه ، فى الصباح كنت أجلس على الانترنت أتابع أخبار مالك وبقية الرفاق ، وأهاتف من أعرفهم ليخبروننى كيفية الذهاب الى السجن لأذهب لهم بوجبه دافئة ، أقرر أن أذهب لأصنع محشى ورق عنب ، أذهب إلى العمل فى الخامسه وأتركه لأمى تستكمل لفه ، أذهب لتحكى لى العاملات بالجنس التجارى قصصهن المختلفة ، أستمع بينما أمى فى المنزل تستكمل عمل ورق العنب للرفاق فى السجن ،/ لم أكن أعرف منهم سوى مالك ، أتذكر أنى كتبت عنه ذلك ، فى صباح اليوم التالى أذهب الى السجن فى سيارة دينا سمك التى لا اعرفها ، تدخل لزوجها بينما أقبع فى السيارة مع رشا جدة لعدم السماح بدخولنا ، لأنه لا تربطنا أى صله قانونية بمالك .

بالأمس كنت فى تدريب لإعادة العمل مرة آخرى على بحث العاملات بالجنس التجارى ، نفس الأشخاص رأيتهم مرة آخرى ، البعض لم أره منذ 2006 حتى الآن ، يسألنى أحدهم " ها اتجوزتى؟" أخبره بلهجه متشككة عن الحقيقة ، يخبرنى بلهجة أكيدة عن عدم جدوى الزواج وفشل ذلك الاختراع .

أخبره بلهجة لم تتغير منذ 2006 أن الزواج جميل ودافء وعندما يحب إثنين بعضهما سيصنعان المعجزات ، فقط أضفت " عندما يريدان ذلك بالفعل" .

أتصفح الاستماره التى سأطبقها مع البنات ، أتذكر نفس البنود التى كنت أقرأها فى 2006 وفى خلفية ذهنى أشياء عدة حلم البنوتة اللى جوايا بالولد المدفون جواها ، اللهفة على الأصحاب ، مظاهرات وسط البلد .

أخبرتنى مديرة المشروع والتى كانت بالصدفة أيضا تزورنا بالأمس " فاكرة لما استأذنتى ساعه لحضور مظاهرة" سألنى بعدها زميل آخر لم أره منذ وقتها " الا قوليلى انت لسه بتحضرى مظاهرات " دمعت عينى بما يكفى لعدم الإجابة ، لكن صديقتى الحميمة أجابت بدلا عنى ، " عندنا شغل مش فاضيين " .

بمجرد انتهاء اليوم وخروجى من المكتب الممتلىء بأحداث 2006 استقليت سيارتى التى لم اشتريها فى هذا العام نهائيا ، وأدرت اليسا التى انتجت شريطها فى العام الحالى وليس 2006 ، وفى الخلفية صوتها يرن " ظلمك على قلبى ، بدعى انا لربى عنى هواك يزول "

Sunday, July 11, 2010

بلورة سماوية

لا أريد أكثر من الكتابة عنك ، هل تعلم اننى ما كنت أستطيع تمضية الوقت الماضى بدونك ؟ كلما ثقل الحمل ، كلما اتجهت ببصرى إليك وحدثتك موقنة أشد اليقين بأنك تسمعنى

كنت أسترق السمع إلى صوت أعماقى بعد حديثى إليك ، كنت أشعر بأنك قد أرسلت رسالة إلى يا رب ، كنت لا اميز بين رغباتى ورغباتك لى

فى البدء كنت أطلب منك بطفولة شديدة أشياء تخصنى ، وأؤكد عليك تاكدى منها ، وأنت تقف حائرا بين ان تنفذ رغبات ابنتك المدللة ، وبين ما تراه أنت دوننا

الان فهمت يا رب ، فهمت انك ترى الأمور من بلورة كبيره ، كبيره بحجمك يا الله ، وأنك تحاول أن تسعد البشرية

حينما وقفت أمامك فى المرة الأخيرة والدموع تملئنى قلت لك افعل ما تراه مناسبا ، لن يحدث شيئا سيئا

قالت صديقتى أن الأسوء قد حدث بالفعل ، لكننى أخبرتها بلسانك أن الأسوء لم يحدث ، انت لا ترسل لنا الأسوء ، فقط ترسل أشياء تبدو لضعاف الروح سيئة ، لكنها تمتلىء بحكمتك يا رب

أعرف أنك حكيم ، لا أعرف ذلك من حكايات جدتى ولا حديث المدرسات فى المدرسة الدينية التى كنت فيها

اعرف ذلك من عمق ما تفعله معى ، دوما أجلس لأسالك أن تفسر لى بعض مما تفعل ، لكننى أعرف أن مجرد الصبر على حكمتك حكمة تمنحنا إياها

أفعل ما تشاء ، أنا أثق بقدرتك ، أثق أنك ترانى جيدا من خلال بلورتك السماوية .. أثق بانك ستمنحنى حياة أستحقها .. أثق بأنك ستمنحنى أطفالا يثقون فى بلورتك السماوية

يحبونك بعمق حبك لهم ، أنا أحبك يا رب لأنك علمتنى كيف أنظر لك .. كيف أنظر للعالم من بين سبع سماوات عميقة

لا أحد يعلم أنك أهديتنى يوما ما عندما اشتد البكاء على بلورة صغيره لا تشبه بلورتك لكنك كنت مباركا لها، وقلت لى حينما تبكين بشدة انظرى لهذه البلوره فستجدينى انظر إليك .

أنا ما زلت أنظر إليك يا الله

Sunday, July 04, 2010

فانتازيا مصلحة الأحوال المدنية

أستيقظ نشطه منذ الصباح الباكر ، أقرر أن أغير الحالة الإجتماعية فى البطاقة والعنوان كأى مواطن مصرى شريف ، أحمد الله أن لدينا فى جامعة القاهرة مكان للطلبة والعاملين بالجامعة يختص بإصدار بطاقات الرقم القومى ، أذهب لأجدهم قد انتقلوا إلى مصلحة الأحوال المدنية فى الهرم ، بنشاط أحسد عليه أقود السيارة إلى هناك ، لأجد فى طريقى طابور طويل من المواطنين الشرفاء والغير شرفاء ، أظل بنفس النشاط مقنعة نفسى أننى لن أقف بهذا الطابور وأن الأمر لن يستغرق سوى دقائق ، فمعى قسيمة الطلاق وبطاقة الأب وبطاقتى القديمة .. أؤكد لنفسى أننى بمجرد الانتهاء سأذهب للنادى لإحتساء فنجان قهوة سادة وسط النيل واللحاق بميعادى فى المكتب .

يمنتهى الهدوء أسأل الضابط " أنا من جامعة القاهرة – فين المكان المخصوص لينا " لا يرد على ويتحدث بحدة شديدة مع المواطن الغلبان

الضابط : مش انا قلتلك ميت مرة ان الورق ده مش نافع انت ما بتسمعش الكلام ليه

المواطن : ما هو أنا روحت هناك وقالولى ينفع

الضابط يمسك يد المواطن بعنف: أنا عايز أفهم أنتوا ليه ما بتثقوش فينا

ينهار الضابط ويهتف بحدة شديدة وما زالت يده قابضة على المواطن الغلبان : قولى رد عليا أنتوا ليه ما بتثقوش فينا

أتدخل بهدوء مذكره إياه بأن لدى استفسار ما أود أن يجيب عنه

يخبرنى بلهجه أهدأ وببرود أكبر أننى يمكننى أن أقف فى الطابور الطويل

أدخل إلى الحجرة الفارغه والتى توجد بها سيدتان تتناولا ساندويتشات الصباح

أنا : عاوزه أغير بيانات البطاقه

إحداهما : من آنسه إلى متزوجه

أنا بابتسامه بلهاء : لا من متزوجه إلى مطلقة

تنظر لى السيدة باستعجاب وبمجرد خروجى من الحجرة أسمع صوتها وهى تمتصمص بشفتيها وتقول شوف إزاى

لم أكن أعرف ما الذى فعلته ، هل لأنى تزوجت أم لأنى طلقت أم لأنى مبتسمه وسط كل تلك التراجيديا السخيفة

لم يكن أمامى إلا الوقوف وسط الطابور الطويل الذى لم أعرف بدايته من نهايته ، ووجدتنى وسط كل ذلك أحن إلى فنجان قهوة سادة فى جلسة نيلية خاصة ، ألعن القسيمة والبطاقة وكل الأسباب التى دفعتنى للمجىء إلى ذلك المكان ، وأنسحب بهدوء إلى فنجان القهوة السادة على نيل القاهرة .

eXTReMe Tracker