Thursday, April 28, 2011

الحكى فوق مكعبات الرخام


وأنا ألملم حقيبتى استعدادا للسفر إلى المنيا كان أكثر ما يشغلنى هو أننى لم أشترى كتابا يدفئنى ، أن أظل وحيدة فى السفر بلا أصدقاء أو كتب يعنى الإكتئاب والذى لن أحتمله هذه الأيام .

أفكر بما أن لدى وقت طويل قبل قطار السابعة ، إذن سيصبح لدى متسعا من الوقت لشراء كتاب ، أقرر أن أصطحب معى الجميلة نهى محمود وكتابها " الحكى فوق مكعبات الرخام " بمجرد أن ألمح مكتبة الشروق فى مصر الجديدة أهلل فرحا كالأطفال ، أصعد بسرعه وأسألهم عن الكتاب الذى نسيت اسمه للمرة الثانية ونسيت رقم تليفون نهى والذى طلبته منها مسبقا لأننى عادة ما أنسى اسماء الروايات ، لكن يبدو أن حالتى تدهورت للدرجة التى دفعتنى للتأكيد على أن اسم الكاتبة غادة محمود وقلت للبائع أننى لا أتذكر إسم الرواية ، لكنه منحنى الكتاب الذى أخذته بفرحة شديدة ، وقررت أن أصطحبه فى القطر .

القطارات باردة ، وروحى تحتاج لدفىء كى تهدأ ، وضعت الحقيبة بمساعدة شاب وسيم فى الرف أعلى الكرسى ، فقط أخذت الكتاب والشال ، جلست بشكل يريحنى ، غصت أكثر فى الكرسى ، وفتحته وغبت معه قرابة الساعة ، كنت ممتنة لنهى لأنى شعرت أنها كتبته من أجلى .

فى كثير من عباراته شعرت أنها لمست وترا حساسا داخلى ، كنت أحتاج لرواية لها نهاية سعيدة كما حكايات الأطفال ، فى هذه الأيام أكتب روايتى الأولى ، وأفكر فى نهايتها ، رغم أننى فى منتصف الرواية ، لكن بشكل ما تشغلنى النهاية ، أريد نهاية سعيدة ، لكننى أكتب بشكل واقعى جدا عن الحياة ، أدعو الله مخلصة أن يمنحنى نهاية سعيدة كى تنعكس على الرواية .

لكنى أردد لنفسى ومن قال أن زواج البطلة من بطل يحبها هى النهاية السعيدة ، لكنها حتما كانت نهاية كتاب نهى ، والذى دفعنى الى الابتسام والمشهد الأخير يجمع البطلة وزوجها وطفلتهما المنتظرة ، كنت ألمح كلمة النهاية على شاشة صغيرة متخيلة فى عقلى ، كدت أصفق للنهاية فى القطار كما نفعل فى السينما عندما لا يحبطنا المخرج وينحاز للواقعية .

من الممتع جدا أن أقرأ رواية جميلة لكاتبة أجمل ، ومن الممتع أن يكون ذلك فى صحبة نفسى بقطار يتجه إلى المنيا فى إحدى المساءات الباردة .

أصدقائى الأعزاء اكتبوا روايات جميلة فهى حقا تسعد قلبى الوحيد وتشعره بالدفىء .

Wednesday, April 13, 2011

عندما أصعد إلى السماء

وانا أجلس فى جلستى الصباحية للتأمل اليومى سائلت نفسى لماذا يحبنى الله بشكل مميز ، لماذا أشعر بأننى ابنته المدللة ؟

أتأمل فيما يفعله معى الله هذه الأيام ، يمنحنى كل ما أطلبه ، أشكو له أننى إقتربت على الإفلاس وأننى لن أستطيع تكملة الشهر نهائيا ودفع التزاماتى ، فأجده قبل أن تنفذ الفلوس يمنحنى مالا بقدر ما أحتاج ، فى الشهر التالى أسئله بشكل غير جاد " ألا تحب أن تمنحنى نفس المال من نفس المصدر" كنت أعلم أستحالة ذلك على المستوى الواقعى ، لكن رده يأتى بعد ساعات قليلة بأخذ نفس المبلغ من نفس المصدر .

لماذا تحبنى يا رب ؟.. أتأمل فى كل عطاياك ، الشقة التى تجاور شقة أمى فأصبح فى حمايتك وحمايتها وفى نفس الوقت أحمى خصوصيتى ، هذا السطح الجميل الذى صعدت إليه يوما قبل أى شىء وتمنيته ورتبته فى عقلى انت منحتنى إياه بشكل خيالى .. ورتبته بشكل أفضل ، زرع كثيف ، زرع مزهر بألوان جميلة مبهجة ، ومرجيحة كبيرة وقطة صغيرة وعصافير كثيرة تزقزق من حولى .

وحمامتى المفضلة تأتى إلى فى الصباح لتشعرنى بالأمان .

ما الذى فعلته لأستحق كل ذلك ؟

أنا أتخاذل كثيرا فى فعل أشياء طيبة كما كنت أفعل فى الصغر ، لم يعد لدى وقت لذلك ، ولا مجهود ، لكنى أعدك دائما أننى سأفعل أشياء ستحبها .. أحاول فقط ألا أخطىء من أجل ألا تحرمنى من حبك .

ما بين شهوة الخطيئة وشهوة الحصول على حبك سد منيع ، أنت يا رب ملاذى الأول والأخير . أنت مصدر أمانى .

أعرف أننى بطفولة ونقاء سأطلب عونك وانك بقدرة ساحر كبير ستنفذ ما أريد .

يا رب بينى وبينك أسرار كثيرة لا يعلمها سوانا .. يا رب أنا ممتنة ، أكتب ذلك على المدونة لأنك قلت " فأما بنعمة ربك فحدث"

أنا أتحدث عن نعمتك .. أرجو أن تذكرنى عندما أصعد إليك فى السماء أن أسالك لماذا أحببتنى بهذا القدر؟

Wednesday, April 06, 2011

حكايات صباحية



أستيقظ هذا الصباح على شعور بالإختلاف ، لا أعرف ما الذى يفرق هذا الصباح عن غيره من الصباحات ، أستيقظ بنشاط لأطل على زرعاتى الكثيرات فى الروف ، بحنان زائد أعيد ترتيبهم وتسميدهم بسماد إشتريته أمس من معرض الزهور ، أعرف الزرعات الجديدات على جيرانهم القدامى ، أضع واحدة صغيرة فى أصيص أكبر كى تتنفس بحرية ، أتذكر كلام الطبيب " إبتعدى عن الزرع ولا تجلسى طويلا أمامه " نظرا لحساسية الصدر التى أصابتنى مؤخرا – لا يفقه شيئا هذا الطبيب ، لا يعلم كم استمتاعى بالجلوس امام الزرع والنظر للسماء وقراءة القرآن كرسائل روحية لى .
لا يعلم ما الذى تفعله فى روحى النصف ساعة التى أقضيها فى الروف صباحا – لا يعلم ان مفعولها أقوى من تلك البخاخة التى أوصانى بها .
أحضر ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور – وكراسة العام الجديد واجلس على المرجيحة لتراودنى ذكرى لى لى التى ذهبت وتركتنى لتتزوج .
بنشاط أحسد عليه أشعر أننى أريد أن أخبز كيكة وأفاجىء بها أصدقائى فى العمل ، وتنتابنى رغبة فى عمل وليمة كبيرة لأصنع فيها محشى ورق عنب وفراخ محشية بالأرزولسان عصفور . وساعة العصارى جيلى مثلج بالموز .
أجلس لأربت على نفسى وأشجعنى للذهاب إلى الطبيب وعمل إختبار الحساسية السخيف وتأجيل الموز والمحشى إلى حين .
أراقب نمو الزرعات بنشاط وإهتمام ، أراقب أشكال الزرع الجديد ، كيف يصنع الله كل هذا الجمال ، الورقة مرسومة بعناية خالق ، ألوانها تدهشنى وتشعرنى بالرغبة فى البكاء إزاء كل هذا الجمال .
كيف تتمازج الألوان بهذه الروعة والدقه ، وأسأل نفسى لماذا لم أهتم من قبل بالزرع ؟ كيف عشت كل هذه الأعوام بلا زرع فى بلكونتى ؟ .. لا أتذكر شكل الصباحات بلا زرع .. عندما أنجب طفلا سأجعله يسقى الزرع وأعلمه كيف يفهم ان تلك الزرعة قد ضاقت بمساحتها وتريد مساحة أكبر لتنمو بحرية .
سأعلمه كيف تشعر الزرعة فى اليوم الاول لها فى سطح جديد ؟ سأعلمه كيف تستمد القدرة على الحياة .
هذا الصباح لى ، يذكرنى بتلك الصباحات التى كانت تعيشها البنت التى كنتها فى ثانوى ، صباحات تستيقظ فيها بروقان مضاعف ، تتفنن كيف تجعل من لبس المدرسة زيا مختلفا ، ربما تضع توكة مخالفة ، أو ترتدى حذاء أنيقا وترفع قليلا من جيبة المدرسة حتى تصل للركبة . وتضع برفان مونتانا .
هذا الصباح سأرتدى أجمل ما لدى ، وأدير شريط منير الذى أحبه " يا بنت يا ام المريلة كحلى " وسأشترى أيس كريم بعد استئذان الطبيب .. صباحكم ندى .

eXTReMe Tracker