Friday, December 31, 2010

صندوق هدايا الله

أهدتنى صديقتى فى عيد ميلادى صندوقا كما تمنيت – كنت أبحث عن صندوق يمكننى أن أضع فيه هدايا الله المنتظرة – الفكرة طرأت بشكل إيمانى فى عقلى .

قلت ما دامت الثقة فى الله هى طريقى الأوحد للأمل فلابد أن يوجد شيئا أضع فيه كل تلك الأمنيات التى أثق فى قدرة الله على تحقيقها .

هذا الصندوق المبتغى كنت أعرف أن أحفادى سيجدون فيه ما يجدد إيمانهم – حفيدة مميزة لى ستفتحه يوما لتجد فيه أشياء تخص أبيها ورسائل لجدها – عندما ستنظر للتواريخ ستجد أن الخطابات الموجهة لجدها فى عام لم أقابله فيه بعد

وعندما تنظر لملابس الطفل الموجودة فى الصندوق وتقرأ تاريخ الشراء ستعرف أن جدتها لم تكن أنجبت أبيها بعد .

عندما ستسترجع ما حكته الجدة لها عن حبها وكيف رزقها الله بحب أسطورى وكيف تمنت أن ترزق يوما بطفل جميل هو أبيها الآن – وقتها ستبتسم الحفيدة وتقرأ الفاتحة على روح الجدة وتشترى صندوقا مثله لتضع فيه كل ما تنتظره من الله .

تفاءلت أن صديقتى أهدتنى إياه عشية العام الجديد – أهدتنى الصندوق وهى تقول لى " صندوق هدايا الله كما تنميتى " اخبرها بأننى سأضع فيه خطابات الحبيب وملابس الطفل وكل ما أثق فى أن الله سيمنحنى إياه .

ربما أترك خطابا واحدا لتلك الحفيدة حتى تجد ما يخصها فتبتسم فى عشية عامها الجديد .

Thursday, December 09, 2010

فى عامى التاسع والعشرين

كل سنة وأنا طيبة .. مر عام آخر فى حياة تلك الطفلة التى ما زلت عليها ، مر عام ثقيل ثقل الموت ، لكننى لم أمت .. مر عام ملىء بالفوضى المرتبه ، كلما ثقل الحمل ، رأيت بعينى من يخففه .. مدينة أنا فى هذا العام للكثيرين .. أنت يا الله .. كنت أراك تنظف حياتى وتطهر قلبى وبيد حانيه تلمس جبينى يوميا قبل النوم ، كنت تقوم بدور الحبيب .. كنت تعدنى وتنفذ وعدك .. وهذا يكفى .

وأنت يا نانيس .. هذا العام لم يكن يمر بدونك .. أتذكر فى كل مرة كنت أجىء إليك باكية بنفس الأسباب ، كنتى تحاولين لملمة وجعى برفق حنون ، عندما قلت لكى بالأمس أنا أحبك .. لم أقصد أبدا ذلك الحب الذى يعتاد الناس أن يتبادلونه بين حين وآخر .. أنت كنتى بمثابة فقرة مهمة فى عمودى الفقرى ، بدونه أصاب بالشلل .

أنتم جميعا يا رفقاء العمل لن أنسى منكم أحد إيهاب و أميل ونجوى وكارمن ومريم وسلوى ومراد ، كنتم بمثابة أسرة بديلة قررت تبنى طفل تائه .. كنتم بمثابة عائلة إفتقدت جوها فى ظهيرات الجمع الأسبوعية .

أمى .. أنت التى لم أفكر أن أكتب عنك يوما ، لأننا على خلاف مستمر ، هذا العام أنتى كنتى بمثابة سند حقيقي لى ، كنتى تتخلين عن كل خلافاتنا الفكرية والدينية وتحاولين منحى حبا بلا شروط .. ماما أنا مدينة لك بأمانى هذا العام .. فى كل مرة كنتى لا تنامين فى التاسعة كما تفعلين دوما لتحكى معى حتى العاشرة حتى أحكى ما مر بيومى كنتى تملئين جزء مفتقد .

أصدقائى فى كل مكان ، فى كل مرة كنتم تهاتفوننى لتطمئنون على كنتم تلمسون وترا حساسا فى قلبى .. لا أريد أن أستثنى أحد شيماء وعزة وغادة وزنجى ومروة وربيع ومنى وملكة وأسماءوآسرو.............................

بالأمس جلست لأصلى وأطلب من الله هدايا كثيرة يرينى إياها ، جائتنى أول هدية بالأمس ، رسالة دافئة من نهى الجميلة لتذكرينى بتدوينة قديمة كنت قد كتبتها فأصابتنى بالرغبة فى استكمال ما بدأت .

هذا العام أنا ممتنة لكل ما مر فى عامى هذا ، حتى تلك الأحداث السيئة المميتة ممتنة لها لأنها منحتنى القدرة على رؤية كل هذا الجمال .

سعيدة هذا الصباح بالمرجيحة الجديدة وفنجان القهوة الذى اكتسب طعما جديدا عليها ، ممتنة لشيماء التى قررت أن تأخذ أجازة من عملها لترافقنى فى يوم ميلادى فى الحسين .

ممتنة لوادى النطرون الجميل الذى سيتسع لعيد ميلادى مع أصدقائى .. ممتنة لكم أصدقائى لأنكم وافقتم على الاحتفال بعيد ميلادى وحدى وتسامحتم مع أنانيتى " ده عيد ميلادى لوحدى مش عايزة نحتفل بحد تانى " أعرف أنكم تقدرون تلك الطفلة الصغيرة التى تظهر بين وقت وآخر ولا تكبتوها .

.أيها الأصدقاء .. صباحكم سكر

Wednesday, December 01, 2010

دينهاج

ينتابنى الدفء بمجرد الدخول إلى رحم تلك الحجرة الصغيرة جدا التى أقطن فيها هنا ، الجو فى الخارج بارد جدا ، لكلمة بارد جدا معنى مختلف غير الذى أستخدمه عادة ، الجو غير محتمل ، كدت أشعر أكثر من مرة بأننى سأتجمد ولن أتحرك أبدا.

رغم الثلج الشديد والمشى المتصل والفسح والشوبنج ، أنزل تحت الدش الساخن ، أرتدى بيجامتى وشرابى وأدس نفسى تحت البطانية وأصنع شيئا غريبا ساخنا وأستخدم الكمبيوتر ، وأستمع إلى فيروز فأشعر بالدفء .

ذهبت فى الصباح إلى امستردام لكنها مدينة صاخبة لم تشعرنى سوى بلذة الشوبنج ، لم أستمتع فيها بالقدر الذى يدفعنى إلى التأمل ، أظن أننى أحببت دينهاج ، مدينة هادئة تدفعك إلى التأمل .

أتخيل اننى سكنت فيها ، وأصبح لدى بيت صغير كما تلك البيوت ذات الشبابيك الزجاجية التى أراها هنا ، واصبح لدى كلب صغير ، أظن أننى ساختاره كبيرا جدا ، منذ يومين رأيت كلب كبير بحجم الأسد ، لم أرى مثله فى حياتى ، ووقعت فى غرامه فورا .

اظننى سأمتلك مدفأة وبوتا صوفيا كما الذى أراه فى المحلات ، وسينطلق صوت فيروز أيضا ، وسيجلس الكلب بجوارى يستمع إلى فيروز .. لكنه كلب هولندى لن يفهم فيروز لكنه سيطرب لسماعها مثلى .

لكنى على كل لن أمتلك بيوتا فى هذه المدينة ، وسأعود فى مساء الغد إلى شقتى ولى لى التى تطرب لسماع فيروز ومحمود درويش .

الأمسيات هنا لطيفة جدا ، الأصحاب طيبون ، ذلك الصديق الفلسطينى وصديقته الفلسطينية منحانى مزيدا من الدفء وهم يحكون عن اصرارهم على العيش فى فلسطين رغم الحصار .

حكينا كثيرا ، حدثتهم عن رضوى عاشور ورواية الطنطورية ، وحدثونى عن رام الله والقدس . حدثنى سعيد الفلسطينى عن خطيبته التى يحبها كثيرا وسيتزوجها بعد شهر ، كان يقول أنها أجمل ما فى الخليل .

وحدثته عن زياد طفلى المنتظر ، ضحكت صديقته الفلسطينية عندما حكيت عن زياد وقالت " كيف بيصير عندك ولاد وما فى زلمه ، من وين بتجيبى الصبى؟"

لكن سعيد أكد عليها أن الله سيمنحنى زياد وحكى بالانجليزية التى يستخدمها كثيرا ما يعنى أنه يتمنى لى" زلمة منيح ".

فى نفس الأمسية أخبرتنى صديقتى المصرية أن عالمى ضيق وسالتى لماذا لا أتأمل سوى فى علاقتى بالأشياء ، أخبرتنى أن فى هولندا أشياء كثيرة على تأملها وأنها ستختبرنى فى الصباح وترى فى ماذا تأملت .

أظننى فى هذا المساء أسيرة لصوت محمود درويش فى قصيدة لاعب النرد ، ولصوت فيروز فى " أديش كان فى ناس" ولرائحة الثلج فى الخارج ومذاق الشىء الغريب الذى أحتسيه .

eXTReMe Tracker