Tuesday, November 06, 2012

مخاض الدهشة





عرفت منذ أسبوع فى ولادة لى لى أنها كانت حامل ، وأن تلك اللحظة التى تتألم فيها هى لحظة الولادة . مسحت على رأسها وجلست بجوارها أنتظر ميلاد طفل جديد.
تأخر مجىء الطفل لأكثر من ساعتين إستئذنتها للذهاب الى العمل ، ووعدتنى أمى أن تعتنى بها حتى المساء .
هاتفتنى أمى لتخبرنى أن لى لى ولدت قط ميت وأنها حزينة ، تركت العمل ولغيت كل الارتباطات وذهبت اليها . بمجرد أن فتحت الباب وجدتها تجلس فى مكان ولادتها وتنظر الى وتخبرنى بكل ما حدث .
جلست أربت عليها ، لكنها كانت تشمشم كل فترة فى المكان الذى ولدت فيه وتبحث عن طفلها الصغير فى كل أرجاء الشقة .
ذكرتها بحدث كنت أظنها نسيته تماما وهو لحظة مجيئها الى البيت فى عمرثلاثة شهور وهو  نفس عمر وجعى الكبير . حكيت لها كيف أنها كانت سندا حقيقيا لى وكيف كنت أمارس أمومتى ، وكيف كانت تمنحنى اهتماما حقيقيا افتقده .
أكدت عليها أننا الان سنتبادل الأدوار وأننى سأعوضها عن هذا الطفل . وجلست أحدثها عن عوض الله وأنها ستنجب غيره فى أشهر معدودة لأن كلانا يعرف جيدا مدى اقبالها على الزواج ومدى إقبال قطها الزوج الهارب دوما على هذا الموضوع .
ذهبت بها الى الطبيب وأعطاها الحقن الازمة وأكد لى أنها الان جيدة وأنه لا يوجد أى أجنة آخرى فى رحمها لأنى شكيت أن هناك قط ميت آخر فى الرحم لمسته بيدى .
وبعد أسبوع ، تحديدا أمس فى المساء وبعد ليلة لطيفة وأيس كريم جميل عدت الى المنزل منتعشة ، وجدت لى لى  فى انتظارى تموء بجوار الباب وتأخذنى الى جوار التليفزيون لأكتشف أنها وضعت قطا صغيرا آخر بعد أسبوع ، الطبيب لم يصدقنى  وقتها عندما قلت له أننى لمست فى رحمها قط آخر .
كنت فرحة ومندهشة بشدة من المفاجأة .. أن تضع لى لى قطا صغيرا جدا يشبهها ويكاد يصوصو بصوت جميل وهى تتلمس أمومتها الأولى وهو يتحسس أماكن الرضاعة بتلقائية وهى تحاول الجلوس لارضاعه والتنازل عن أنانيتها المفرطة ورغبتها فى اللعب .
المنظر كان طازجا ومدهشا ومثيرا للبكاء والتأمل .
لى لى أنا الآن بعد ثلاث سنوات من ميلادك أحب ولد جميل يهاتفنى فى المساء كما أخبرتك عند الميلاد وعن قريب سنتزوج وننجب أطفالا يشبهوننا كما أنجبتى أنت طفل يشبهك أنت وزوجك . أخذ لونك ووجه زوجك .. أنا أيضا سأنجب طفلا يشبهنى ومحمد .. ربما سيأخذ عينيه ولونه وسيأخذ قلبى وروحى .



eXTReMe Tracker