Wednesday, May 19, 2010

لى لى

لى لى هى أجدد عضو فى الشقة معى ، هى القطة الجميلة التى أهدانى إياها عمى منذ ايام ، لى لى رغم الشهر والنصف الذى ستتمه بعد أيام ، إلا أنها تبدو لى مبهرة جدا ، ذكيه ورقيقه ، قالت لى صديقه منذ يومين بمجرد رؤية صورها على الفايس بوك بأنها تشبهنى فى شىء لا تعرفه ، ظللت أراقب لى لى لأبحث عن اوجه التشابه بيننا ، لى لى دلوعه تأتى لتتمسح فجأة فيك لتشعر بالأمان ، أنا أيضا أحتاج إليك ليكتمل أمانى ، لى لى بمجرد عودتى تدخل إلى حضنى لتعلن كم افتقدتنى طوال اليوم ، هل قلت أنى أفعل ذلك أيضا معها .

لى لى لا تعرف أحدا غير رشا أختى الصغرى ، بالأمس ظللت أحكى لها عن كل شىء ، بمجرد أن انتهيت من الحكى وجدتها نائمه ولم تدخل لتوقظنى كما تفعل كل ليلة ، تركتنى فى الحجرة ونامت وحيدة على الكنبة الحمراء فى الصالة .

لى لى تستقبل الصباح مثلى ، تتأملنى برفق وأنا أحتسى القهوة وأستمع إلى فيروز ، تراقبننى ثم تبدأ فى الجلوس بجوارى ، فيروز بتطلب معاها حنيه ، تجلس وديعه تتركنى للحظات صمتى .

لى لى مجنونة جدا ، عندما أقبلت على اقتنائها كنت أعرف معلومة أن القطط الشيرازى لا تفضل الحركة الكثيرة ، وانهم يتسمون بالهدوء والنبل ، لكن لى لى تتحرك بسرعه شديدة وبجنون وعدم صواب ، تذكرنى بلحظات توترى عندما أتحرك فجأة بسرعة شديده وأفقد الصواب .

لى لى لديها مثابرة على إنجاز الأشياء وقدرة هائله على التعلم ، رغم عدم معرفتها كيفية القفز على السرير ، إلا أنها تعلمت بسرعة شديدة كيف تضع رجل على الكرسى ثم تتسلق بعد ذلك الى السرير ، فعلت ما تريده رغم صعوبته ، ذكرتنى بتعلمى للسواقة .

لى لى تحب الاب توب ، فى الصباح اكتشفت الجهاز الوحيد الذى لم تكتشفه ظلت تداعب الكيبورد بأصابع قدميها الصغيرتين ، وتفرح لذلك الصوت المزعج الذى ينتج من لعبها ، غير مباليه نهائيا بغلق الصفحات التى كنت أقرأها ، وغير مباليه بصراخى لها .

لى لى لم تحب الجبن أو اللبن ، فقط أحبت الشاى والانشون .. لى لى تحب الشاى بلبن بمقادير معينة الأغلب شاى ومقدار ضئيل جدا من اللبن ، استغربتها بشدة وأنا أصنعه لها ، ربما هذا ما دفعنى إلى حكى كل ما حكيته فى المساء .

لى لى بجنونها وحنيتها لا تشبه أحد غيرى .

Saturday, May 15, 2010

أن تصنع البهجة

أفكر أننى بعد قليل سأعود إلى القاهرة ، سأعود إلى شقتى الجميلة ، بعد قليل ستساعدنى سارة زوجة البواب فى تنظيف الشقة ، الأصح أننى سأتركها تنظف ما يحلو لها ، وأجلس متقوقعة فى حجرة النوم أقرأ بضع صفحات من بين القصرين للمرة المليون .

ستنظف الشقة وأرتاح لشكل السيراميك الأبيض فى أسود وهو يلمع بشكل استثنائى ، وقتها سأوقد البخور الذى اشتريته فى آخر مره ذهبت فيها إلى الحسين ، سيمتزج برائحة الزرعة الجديدة .. الريحان برائحة الصندل يمتزجان فى عقلى فيثيرا فى أعماقى إشتياق إلى ما سيكون .. الصندل وحده يثير فى داخلى حنين الى ما فات ، لكننى أمزجه برقة مع الريحان فيثمر غدا أفضل .

فى الصباح سأذهب إلى الحسين ، ليتنى أعرف كيف توقد الشموع على الأضرحة ، كنت سأوقد شمعة لك .. لك انت الذى لم تأتى بعد .. سأوقد شمعة لكل ما فات وأطفئها ، وأوقد شمعة جديدة لك .

سأشترى خاتما جديدا .. خاتم ذهبى اللون ، سأضعه فى إصبعى مكان القديم ، سيصبح رمزا لك .. رمزا لكل ما لم يأت بعد .

أظننى الآن فى مواسم الفرح ، كفى حزن .. خمسة شهور من الحزن الصافى ، من الحزن العميق .. الآن أنتظر قدوم مواسم الفرح .. أعرف كيف تصنع البهجة ، فقط أنتظرك لتشاركنى هذه البهجة .

Thursday, May 06, 2010

صبار بالورد



تجلس دوما أمام محل النظارات الشمسية بشارع البعثة بشبرا ، أمر عليها يوميا ، أطلب منها أن تسمح لى بركن سيارتى الصغيرة ولعة بجوار الزرع ، فترفض فى كل مرة مشوحة بيديها " ده مكان أكل عيش " ألعنها فى سرى وأتحسر على المساحه الشاسعة التى كانت ستسمح لولعة بالاستقرار وعدم توتر أعصابى فى البحث عن ركنة آخرى .

اليوم لم يخطر فى بالى إلا أن أشترى أصيص زرع ، لم أكن أبحث عن مكان يحوى ولعه ، كنت أعرف أننى حتما سأجد لها مكان آخر ، فقط كنت أبحث عن شراء زرعة جديدة بعد أن فكرت فى ذلك عدة مرات فى الثلاثة شهور الأخيرة ، سألتنى بود غريب " تحبى ايه ؟"

كنت أريد أن اشرح لها أننى ابحث عن زرع له دلاله خاصة ، لكنها فاجأتنى بقولها تحبى الصبار بالورد ؟

لم أسمع من قبل عن الصبار بالورد ، أعرف أن الصبار زرع مر ، يبعث فى نفسى المرارة ، يذكرنى بالموت ، لا أحب الصبار ، لكننى فجأة وجدت وريقات حمراء تغطى شوك الصبار ، وجدتنى فجأة أقول " يخلق الفرحة من قلب الحزن" وانطلقت اطلب منها عاوزه فل وصبار بالورد وياسمين ونعناع وريحان .. أصفهم بحنان فى بلكونة شقتى ، أعدهم بأننى سأهتم بهم ، وأننى عن قريب سأشترى قطة وعصافير وأن القطة ستجلس بجوارهم ، و سيتناثر أكل العصافير قليلا على وريقاتهم ، و سأجلس وقت العصارى مبتسمه لهم مداعبة القطة والعصافير ، وسيمتلىء البيت بصخب أصحابى يوما ، وسنختار أن نجلس بجوارهم مداعبين القطة والعصافير ، متأملين فى روعة الزرع ودلالة الصبار بالورد .

eXTReMe Tracker