Sunday, August 24, 2008

مكاشفة



دوما أكتشفنى عند المرور بخبرة جديدة، سفر عمرو أتاح لى إكتشاف أشياء عدة فى الروح ، أقرر أن أقطع فترة إقامتى عند امى وأذهب إلى بيتى ولو ليوم واحد ، وحشتنى الكنبة الحمراء ، والمطبخ والتكييف ورائحة منزلنا ، أكتشف منذ اليوم الأول لمجيئى لأمى أن طعم القهوة مختلف عما أعدها فى بيتى ، استعجبت جدا لأننى أستخدم نفس نوع البن ، تتأكد لدى نظرية المكان

ذهبت بالأمس إلى بيتنا ، لم أنزعج من زحمة الشارع التى عادة ما أنزعج منها ، تستقبلنى الشقة بدفء حميمى ، بمجرد أن كلمت حماى أنخرط فى بكاء موجع ، أتجنب مهاتفة حماتى ، رقيقة هي وشفافة وحتما ستبكى معي


أظل أبحث عن بيجامه لعمرو لتدفئنى رائحته ، أتذكر أننى غسلت كل أشياؤه قبل السفر ، لكننى فجأة أجدها خلف الباب ، مائة مرة قلت له أن لا يترك الأشياء متسخه ، ويضعها فى الغساله ، أسامحه ، أنخرط فى البكاء للمرة الثانية بمجرد إحتوائها لى ، سرعان ما أغط فى النوم
.

أستيقظ فى الصباح لأجد أنه ما زال أمامى أربعة أيام ، أظل أحسب فى الساعات على إنتهاء اليوم ، أشعر بغربة فظيعة ، واتألم لتلك الحالة ، أين ذهب عالمى ؟

تغيرت ، تزوجت وذهبت فى نفس الوقت لعمل جديد ، فتبدلت عوالمى ، ولأننى فى أجازة بسبب سفر فريق العمل ، أشعر بأننى وحيده بلا زوج وبلا رفاق

لم يبق سوى الأصدقاء القدامى ، أخرج مع شيماء اليوم لنزور ضحى ، أتأمل فى تلك الهوة التى اتسعت بينى وبينهما .
سأذهب فى الغد لزيارة أسماء ، أعرف أنه لم يعد هناك مشترك بيننا
وفى نفس الوقت لا أريد رؤية أحد

تنتابنى مشاعر عجيبة ، مشاعر غارقة فى المرضية ، أحاول مقاومتها
لابد أن أذهب فى الغد إلى الحسين ، أذهب وأتأمل فى حالى ، حتما سأجد دوائى هناك ، تلك القوة التى يمنحنى لها الله هناك وسط بركة الأولياء

Saturday, August 09, 2008

محمود درويش لن يأتى القاهرة مرة أخرى

يخبرنى عمرو منذ قليل بلهجة حزينة - محمود درويش مات -أكدت عليه أكثر من مرة أن لا يخبرنى بأخبار الموت مرة واحدة - بعدها بقليل يدير صوت محمود درويش على الكمبيوتر - أسمعه بحزن صافى - لا أجد كلاما كثيرا يمكننى أن أضيفه مرة آخرى - لكنى عن جد حزينة - حزينة جدا - كنت أفكر فى المرة القادمة لزيارة محمود درويش الى القاهرة ، تخيلتها فى الجامعة المريكية ، كنت أحضر نفسى لتلك النشوة - ياااااه منذ وقت طويل لم اسمع درويش - كلما ضاقت روحى ، استمعت الى صوته ، فهو قادر على تهدئتى دوما-يسألنى عمرو "تفتكرى محمود درويش بيعمل ايه دلوقتى"-أفكر بمنطقية شديدة فيما يفعله محمود درويش الأن -ربما يتأمل التجربة بعمق ، ليكتب قصائد عديدة ليرسلها إلينا نحن المشتاقين دوما إلى كلمة حقيقية - بعد قليل سأفقد مذاق الشعر -محمود درويش أمازلت ترى أن الموت يخطئنا؟! -أنتظر منك ان ترسل بقصيدة مع أول عابر عندك - فالشعراء لا يموتون

زياد




سألتنى بثقة شديدة "هو انت ابنك اسمه ايه؟" كدت أرد عليها بنفس الثقة - زياد- لكنى

بثقة أقل أجبت أنا ما عنديش عيال

Saturday, August 02, 2008

الجنة لا تفتح أبوابها لصديقات أبى

تخبرني أمى بأن صديقات أبى سيدخلن النار – اللي بيحب حد عاصى هيدخل معاه النار- تحبي تدخلي النار؟

ترعبني الفكرة – أقرر أن أقاطعهن – في المرة القادمة لن أسمح لطنط منى أن تقبلنى ، وعندما تحضر لى تلك الكتب المليئة بالصور سأرفضها ، ولن أخذ منها تلك العروسة الكبيرة التى ستشتريها لى من لبنان .

ماما هو ليه صحبات بابا مش هيدخلوا الجنة؟

تخبرني بلهجة غاضبه – اسمهم زميلات بابا – وأنا قلتك قبل كده علشان بيشربوا سجاير ومش محجبين .

أفكر فيما تقوله أمى – بالفعل صديقات أبى سيدخلن النار – طنط منى بالذات تضحك بصوت عالى ، وتشرب سجائر بكثرة وملابسها بلا أكمام – وعندما سافرت معها إلى البحر نزلت المياة بالكيلوت والسونتيان .

بدأت أفكر فى دخول طنط منى النار – وبالتاكيد ستدخل معها طنط عزة أيضا ، فهى تقبل بابا عندما تراه ، ورأيتها أيضا تقبل عمو شكرى وتقول له أنه وحشها .

أذهب مع أبى إلى حفلة مارسيل خليفة ، ألح على أمى أن تذهب معنا ، بابا قولها تيجى معانا – ماما ما بتحبش الغنا والكلام ده يا حبيتى – هكذا خبرنى أبى .

أذهب مع أبى ويخبرني أن مارسيل من لبنان ويغنى دوما للمقاومة وللحلم ، وحدثني عن أغانيه وكيف كان يسمعها مع ماما وهما مخطوبين .

- هى ماما كانت بتسمع أغاني زمان ؟!

- اه وكانت بشعرها وبتلبس حمالات .

تهزني كلمات أبى وتخيفني على امى– أفكر فى دخول أمى النار – حتما ستدخل ماما النار – أسال أبى – هو ماما هتدخل النار علشان كانت بتلبس كده؟

يخبرني أبى بأن ماما تغيرت وان الله يغفر لعباده – وهى الآن لا تفعل ما يغضبه .

سرعان ما نذهب إلى بيت طنط منى ، لنجدها تنتظرنا على باب العمارة ، تقبلني وتعطيني شيكولاته .

ترن فى أذنى عبارات امى – أقرر بأنني لن أخذها .

- يووووه نسيت العروسه – استنونى اطلع أجيبها

- خليها واحنا راجعين يا منى – كده هنتاخر على الحفلة

أفرح بشده أنها أحضرت لى العروسة كما وعدتني – أفكر في طيبة طنط منى – أكيد سيغفر الله لها كما غفر لأمي.

سرعان ما ندخل الحفلة – وأجلس بجوارها – أنسجم مع مارسيل خليفه – يغنى بحزن لأمه ولفنجان القهوة ، أستمع إلى نشيج طنط منى – تمتد يدى فى الظلام ، تربت عليها – ما تخافيش يا طنط ربنا بيحبك و أكيد هيغفرك – ما تخافيش هتدخلى الجنة

Labels:

eXTReMe Tracker