Wednesday, September 04, 2013

فراشات ملونة

                                

أقرر منذ الصباح أننى سأذهب إلى الحسين ، أحاول تذكر المرة الأخيرة لى هناك – إنه ديسمبر الماضى حيث عيد ميلادى ونسمات البرد .لم أتأخر فى الذهاب يوما كل هذه المدة .
بمجرد أن تلامس قدماى المكان أشعر بالسكينة والتخفف من كل ضغط .
أقف فى مقام الحسين تقريبا وحدى ، أتأمل الزخارف وأفكر فى أن الحسين ليس مدفونا هنا ، حتى رأسه ليست موجودة هنا .
أدعو الله مخلصة بما أريد – أطلب المزيد من السكينة التى افتقدتها فى الأيام الماضية 
أتأمل فى كل المرات التى جئت فيها إلى هنا .
مراحل عمرية عدة وحالات متعددة ، مرات ذهبت وأنا فرحة ومرات محبطة وحزينة ومجروحة .
فى كل المرات خرجت وأنا لدى أمل فى غد مختلف – خرجت وأنا أشعر بالسكينة .
أمشى فى الشوارع الخالية من المارة فى الصباح الباكر وأجلس فى الحاكم بأمر الله ، فى كل مرة أنفذ نفس السيناريو .
اليوم وجدت الجامع مغلقا لكن شيخا كبيرا هاتف رجل البوابة ليفتحه لى. يسألنى باهتمام شديد " إنت تبع ايه ؟" أخبره أنى لا أتبع أحدا – فقط طلبت نصف ساعة للجلوس فى الهواء الطلق ومتابعة الحمام من حولى .
أدخلنى الرجل وأغلق البوابة خلفى ليتركنى حبيسة ذكريات ثلاثة عشر عاما من التواجد هنا  وأحلام للمستقبل.
حلمت بأننى سأنجب طفلان ، ولد وبنت ، البنت سمراء بشعر أسود طويل ناعم ترتدى جلباب  ملون صغير وطفل سمين أبيض اللون يرتدى جلبابا أبيض وأسير معهم فى الحسين أنا وأبيهم ليشاهدوا الجامع الذى تعشقه أمهم .
ربما سنستريح قليلا على احدى المقاهى ، وربما سأنسحب أنا والبنت لأعلمها الغرام بالفضة .
سيشترى أبيهم لنا سوبيا وتمرا وسأخبره كما فى كل مرة أنى لا أحب أى منهما ، سيطلب أن نصلى الجمعة هنا وسأتذمر قليلا لأن الجو حار ولا أحب خطبة الرجل فى جامع الحسين.. لكننا سنصلى جميعا معا .
سيحدث يا رضوى – ستنجبين أطفالا فى الوقت الذى سيختاره الله – أنت تعلمين مواعيده . أخبرك بأنه سيمنحك طفلا لكن فى موعد يعلمه هو فقط وستوافقين عليه فيما بعد .
هذا وقت التعلم والرياضة .. امنحى نفسك الفرصة للتعلم مرة آخرى  وممارسة المزيد من الرياضة .
أتنفس الآن بعمق وأفكر فى كم الأشياء الايجابية التى أمتلكها ، أنفض عن نفسى بقايا أحزان وإحباط الأمس .
أكرر لنفسى أننى لم أتغير فى بعض الأشياء ، فما زلت قادر على البدء من جديد ، وما زلت قادرة على تجاوز الإحباط ورؤية الايجابيات .
ما زلت قادرة على تأمل الأماكن الجميلة وحبها والاخلاص لأماكنى التى أحبها .

يا الله امنحنى أوقاتا حلوة وامنحنى قدرة على تجاوز الاحباط وقدرة على الحلم .امنح فراشاتى الملونة براحا كبيرا يطيرون فيه بحرية .

eXTReMe Tracker