Tuesday, March 30, 2010

جذور جديدة

أشعر بحميمية شديدة ، ورغبة ملحة فى الكتابة ، فى البيت الجديد تتسلل آشعة الشمس إلى كل الحجرات ، الشقة مضيئة ، أتعلم الحياة فيها ، هذه الأيام أتعلم أشياء جديدة ، أستعيد بعض من انتمائاتى السابقة ، الأمور داخلى تأخذ فى الاستقرار .

الأمس كان يوم مثالى بالنسبة لى ، تركت السيارة ، وذهبت إلى مركز البحوث وجلست فى المكتبة ، صورت بعض الصفحات الهامة للرسالة ، جلست مع بعض الأصدقاء القدامى نتبادل آخر أخبارنا ، ذهبت إلى العمل ، سرت على قدمى فى نفس الشوارع التى كنت أرتادها من قبل، دلفت إلى ميدان الجيزة ، ظللت أتجول فى السوق ، وأشاهد البضاعات الجديدة التى لم أرها منذ سنوات .

فى المساء وبعد ان دخلت فى النوم بسرعة شديدة ، ظللت أحلم بأحداث قديمة ، كأننى أكمل ما كنت بدأته منذ خمس سنوات كان الحلم دافئا وشجيا .

عادة لا أتذكر أحلامى لكنى أستسلم للروح التى منحها الحلم لى .. أستيقظ مفعمة بالنشاط ، أرتب لمجيىء أصدقائى ، أعد الجيلى وصلصة الطماطم للمكرونة ، انظف الشقة ، أكتشف أننى أكون ذكريات جديدة .

أتأمل فى أن المستقبل بالنسبة لى ما بين المرئى والا مرئى .. أكاد أحسه لكنى لا أمسك به ، كصياد يرمى شباكه فى البحر وينتظر .

أجلس على حافة البحر وأنتظر ، أنتظر أشياء غير التى كنت أنتظرها منذ خمس سنوات ، أنتظر كشف أكبر للنفس ، أنتظر ميلاد أشياء جديدة ، ستنمو بداخلى جذور يسقيها ماء البحر ، وتتفرع عالية للسماء .. سيظلل عليها السحاب ويسقيها الرب من مياهه .

Sunday, March 14, 2010

صباحات جديدة


أجلس فى هدوء صباحى نادر أستمتع بآشعة الشمس وهى تسقط على الفانوس اللوحة المعلقة فى الجدار ، أستمع إلى كامليا جبران ، ما زالت قادره على امتصاص الحزن ، يجلس بجوارى الكلب المؤقت " لاكى " يستمع إلى كامليا بهدوء مضاعف ، بينما أنا أنظر فى أمره وأفكر هل يمكننى احتماله لأيام آخرى .لاكى كلب لطيف يوزع حنانه بشكل عجيب على البشر ، أحبنى بشكل لا يوازى بدء علاقتنا ، يفرح بشكل صاخب جدا عندما أدخل الشقه ، ويظل يصرخ كلما خرجت ، أنزعج جدا من تلك التصرفات ، رغم أن هذه التصرفات هى ما دفعتنى لاقتناءه .

الأمور هادئه داخلى ، أرتب الشقه الجديدة ، أرتب مشاعرى ، أرتب مهامى الجديدة . وصفنى أحدهم بالجبل ، أعجبنى الوصف ، لاسمى معنى الجبل ، جبل رضوى والذى تقول الأسطورة عنه أن به أنهار من العسل والمياه ، ويختبىء بداخله المهدى المنتظر ليملأ الدنيا عدلا.

هذا الصباح لى .. هكذا أقرر ، أتخذ قرارا بالفرح ، سأرتب اليوم بشكل لطيف ، سأذهب بالكلب إلى صاحبته ، وسأذهب للعمل ، وفى المساء سأتفق مع عامل ليركب التليفزيون والدش ، سأنظف الشقه من مخلفات الكلب ، وأوقد بخورا ، وأشاهد فيلما دافئا وانام .

Sunday, March 07, 2010

لم أعد زوجة أحد

فى الساعات القليلة القادمة سيحدث الطلاق ، فى الساعات القليلة القادمة سأصبح رقما يضاف إلى أعداد المطلقات فى مصر ، قى الساعات القليلة القادمة ستنتهى قصة وتبدأ قصة آخرى ، فى الصباح تراودنى رغبة الذهاب الى بيتنا ، وفتح الشقه بمفتاحى الذى لم أستخدمه منذ شهرين ، فى المرات القليلة التى ذهبت فيها مؤخرا استخدمت الجرس ولم أقم بفتح الباب مباشرة ، كنت أفكر فى الذهاب لاحتساء القهوة أو للجلوس مع عمرو كأخر ما يمكن فعله ، لكنى لم أفعل ، أعرف أنه سينزعج بشدة وإن تظاهر بعكس ذلك
الأمر فى غاية التعقيد ، بعد قليل سيصبح شخص غريب يتعين على أخذ مسافه عند الحديث معه ، قدر الله ما شاء فعل ، هكذا يقول كل من يستمع للخبر ،أو يصرخ أحدهم فجأه ويقول أن الأمر لا يمكن تصديقه ، فأطل بقوة وأقول أننى أصدق وأن الله يختار الأفضل ، الأمر بالغفعل مربك ومحزن ، لكن هكذا تحدث الأشياء ، ستتحسن الأمور داخلى يوما ، سأصبح آخرى ، يقول لى الناس أنك بمرور عام ستنسين ما حدث ، أتمنى ذلك بالفعل ، على كل أيها الأصدقاء فلنجرب الحياة بهذا الشكل ، الحياة فى كل الأحوال تستحق أن تعاش ،

Friday, March 05, 2010

مجرد أحلام

فقط الرغبة فى الكتابة هو ما يدفعنى الآن .. هذه الأيام من أسخف ما يمر فى حياتى ، قيبل هذه الشهور الخيرة ، كنت طفلة صغيرة لم تختبر ألم حقيقي ، لم تختبر سوى موت جدها ، وموت صديق عزيز ، ومخاوف عدة من الأحداث الكبرى فى الحياة .

الآن أنا أختبر كل ما يمكننى أن أخاف منه ، أختبره وحدى ، أو ربما هناك آخر على الناحية الآخرى يواجه نفس الألم .. مما يدفعنى إلى التساؤل حول لماذا الإصرار على اختبار الألم رغم حدته ؟.

أول أمس كنت أجلس مع شخص يعانى من الإكتئاب ، كان يقول أنه يبكى طوال الوقت فى العمل ، يشعر بالرغبة فى البكاء فجأة وهو فى اجتماع هام ، فى هذه الحظة بالذات كنت أنا فى أمس الحاجه إلى البكاء ، فى أمس الحاجة إلى شخص أحكى له .

تكتب صديقتى على الفايس بوك أنها تطالب بحريتها فى الحزن .. كم أنا فى أمس الحاجه لذلك .. أريد أن أبكى دون أن يدفعنى الآخرون إلى الكف عن البكاء .

الأمس رغم قسوته حمل لى لحظات حقيقية كنت فى أمس الحاجه إليها ، حضن حماتى ودفئه وبكائنا سويا ، كانت تقول لى لم أكن أعلم من قبل أننى أحمل إليك كل هذا الحب ، فقلت لها باننى لم أعلم من قبل أننى يتيمه بدونها .. بكينا معا ، ثم فجأة أصابنا انكار لكل ما يحدث ، وأخذنا نضحك على أشياء ساذجه ، ظللنا نضحك حتى انتهى العمال من تحميل العفش واكتشفنا بأننا سنفترق مرة آخرى ، فبكينا للمرة الثانية .

أعرف أن الأسوء حدث ، وأن الأيام القادمة لن تحمل لى الأسوء مرة آخرى .. ربما سأشهد أيام دافئة .

كم أنا بحاجه إلى فضاء متسع وجلسة طويلة مع النفس وبكاء طويل ، ثم طاقة نور تفتح فجأة فتتحول كل كوابيسى إلى أحلام ملونة ، وتتحول المرأة الباكية داخلى إلى طفلة سعيدة .

eXTReMe Tracker