Monday, April 21, 2008

هلع

منذ أيام إنتابتنى نوبة دوار حادة ، جعلت المكان المحيط بى أشبه ببانوراما مستديرة ، أو مراجيح بشكل أدق
بالطبع بعد استشارة طبيب العائلة اتجهنا الى تخصص الأنف والأذن والحنجرة ، والذى طلب آشعة مفترضا فرض مبدئى بامكانية إجراء عملية جراحية ، ورفض التحدث فى تفاصيلها قبل إجراء الآشعه ..وظللت مرتبكة ومخضوضة من فكرة العملية ، وبدأت فى تلقى تشخيصات عدة من الأهل والأقارب ، منها طلب تحليل حمل رغم تأكيدى لهم بعدم وجود حمل وأننى أدرى الا انهم لم يصدقوا ، ثم تشخيص آخر من طبيبة معرفه وتغييرها للدواء على التليفون ، ونصائح من البعض بعدم إجراء أى عملية لان الدكاتره جزارين
ولأننى أعانى من قابلية للايحاء مرتفعة أخذت أصدق كل ما عرض علي من تشخيصات ، وكلام من مرضى سابقين ، وظلت حالتى تسوء طول الأسبوع الماضى من فزع ليلى ودوار وعطش فى منتصف الليل الى دوار وصداع طوال اليوم الى أن جاء موعد الاستشارة وقرر الطبيب اجراء العملية
، ولعدم الثقة فى الدكاترة نبهتنى أمى ان أذهب لطبيب آخر للتأكيد ، وبعد السلام والتحية والانتظار لعدة ساعات ، نسيت ان اذكر أننى فى البدء ذهبت لطبيب استشارى وظللت أنتظره من السادسة الى الحادية عشرة دون أن يأتى وفى النهاية تمردت وحرضت المرضى على الثورة وخرجت دون ان أراه
لنرجع مرة آخرى الى الطبيب الثالث والأخير الذى قرر أن نجرب بعض الدوية ونؤجل الجراحه الى حين رؤية تأثير الأدوية ، هدأت وشعرت بالاسترخاء لأول مرة منذ أسبوع وبمجرد أن أخذت الدواء فى الصباح شعرت بالتحسن ، أعرف جيدا مرضى القابلية للايحاء يتحسنون بالفعل عندما يشعرون ببعض الراحة والطمآنينة
المهم اننى بعد خروجى من عنده استقليت تاكسى وكنت أحكى لعمرو على التليفون عن ما دار بينى وبين الطبيب واذا بسائق التاكسى يتدخل فجأة فى الحديث ناصحا إياي بعدم تصديقى لكلام الطبيب لانه ذكر جملة نجرب الأدوية ، وظل يحكى عن سيناريو متخيل حول الذهاب الى الاستشارة ثم تكرار الدواء ثم الذهاب الى كشف أخر بعد اسبوعين ثم عدم جدوى العلاج وإجراء العملية فى النهاية بعد إستنزافى ماديا ..وأكد على ضرورة الذهاب الى طبيب ثالث ، وعدم ذكر أننى المريضة بل إدعاء أن أبى هو المريض ، لم أفهم جدوى هذه النقطة ، وظل يتحدث بأننى يجب أن أعظم من قدرة ليهتم .. وظل ينصحنى طوال الطريق بنبرة أبوية الى أن جاء وقت دفع الحساب ، حيث إنقلب بحدة مطالبا بزيادة المبلغ بلا أى مبرر
ما أثارنى بشدة هى تلك الحالة من عدم التصديق للاطباء وعدم الثقة فيهم الى هذا الحد ، وما يترتب على ذلك من دفع مبالغ طائلة على استشارات متكررة لأطباء متعددين للتأكد مرة من التشخيص ومرات عند إجراء أى تدخلات جراحية ، أعرف أن حالتى بسيطة وافكر فى شكل التصرفات فى الحالات الأكثر خطورة ، منذ متى فقدنا الثقة فى الأطباء؟ ذلك هو السؤال الذى تؤرقنى بشدة الإجابة عليه

eXTReMe Tracker