رضوى القديمة
ولماذا أفكر فى محوها الآن وأقاوم ؟.. ما فائدة أن تطلعوا جميعاعلى إحباطاتى ؟
تنتابنى مشاعر عدم فهم وحنين إلى ما فات .. لا يشفع حبى لعمرو التخفيف من هذه المشاعر .. أصبحت لا أفهمنى وأصبحت أعول على الله كل ما يحدث ..لا أفهم هل هو الله الذى يحرك كل ما حولى ويختار لى أم أنا ..فى غمرة كل ما يحدث تسألنى صديقتى عن رضوى القديمة ..توجعنى جدا لدرجة تبكينى وأنا أدافع عن كل ما أصبحت أؤمن به ..لكن رغم ذلك أعدها بأنى سأذهب للحسين وأبحث عنها وبالفعل أذهب وأبحث عنها ..أشاهد نفسى من الخارج ..أتامل الجرسون الذى يعرفنى فى قهوة الحلوجى ويطلب لى قهوتى السادة بدون أن أطلب أشاهدنى وأنا زوجة ..أشاهدنى وأنا أذهب لبيتنا القديم زيارة خاطفة وأرحل ..أشاهدنى وأنا لدى كارت مكتوب عليه رضوى أسامة معالجة نفسية ..أنا التى أعرفها طفلة لم تتعدى العشرين ..شقية وتحلم بجريدة لا تغلق أبوابها تعمل فيها وأساتذة فى الكلية يحبونها ويرون أنها مشروع باحثة جيدة ..رضوى التى أعرفها تبحث عن رجل يحبها ويهديها قصيدة فى الصباح لكنه كان يخزلها لانه لم يأت ..رضوى التى أعرفها كانت تحلم لاطفال فى ملجأ أخذتهم فى عمر ست سنوات ليصبحوا شيئا مختلفا ..ماذا حدث لاصبح أنا ؟ متى حدث كل ذلك؟؟ متى تزوجت ومتى أصبحت معالجة نفسية ..وأنا طوال عمرى أكره العلاج النفسى ومتى أحببته ؟ ومتى عملت بمركز علاجى وأصبحت مستقرة مهنيا الى حد ما ..لماذا تطالبنى صديقتى بالبحث عن رضوى القديمة ولماذا اصدقها وابحث..خائفة من السكون فى هذه النقطة ..أحاول بكل ما اوتيت من قوة أن أفيق وأفهم وأحدد إختياراتى ..أعرف بأننى أحبك يا رضوى جدا سواء كنتى قديمة أو جديدة ..أعدك بأن افعل ما يشرفك ..لى أنا هذه المرة وليس تغيير لاحد كما إعتدتى دوما ..لى أنا فقط