هدوء نسبى
أخيرا وصلت إلى البيت ..ساعة ونصف فى طريق لا يأخذ أكثر من نصف ساعة ..إزدحام وبشر متطفلين وعشوائية ..أهرب من كل ذلك إلى البيت حيث ساعة كاملة لى وحدى قبل النزول لحفل اسكندريلا ..أكتب بلا هدف واضح ..أتخذ القرار بالكتابة متأكدة أنه بعد كل هذا الزحام والعشوائية حتما سأجد ما أكتبه ..تزعجنى سلوكيات هؤلاء البشر بدءا بالرجل الذى يكاد يلتصق بى فى المينى باص ورائحته التى ما زلت أذكرها والآخر الذى كان يخترقنى بنظراته مؤكدا على كل خمس دقائق أن أنزل وأتمشى بدلا من الإنتظار فى الزحام ..وفزلكة الآخر الذى ظل يتحدث عن العشوائيات بلغة الخبير ويتحدث عن قرارات الحكومة التى لا يعرفها غيره .. تولدت لدى رغبة شريرة فى تفجير المينى باص أو عض ذراع الواقف بجوارى أو البصق عليهم جميعا ..أحيانا ما تلعب فى رأسى لعبة الاحتمالات كما أسميها أنا وعمرو وتتلخص اللعبة فى ماذا يحدث لو؟ ..ماذا يحدث لو أخرجت مسدس وأفرغته فى وجوههم ..ماذا لو صرخت فى عرض الشارع فجأة ..الآن إنتهيت من كل ذلك وأستمع فى هدوء إلى صوت عبد الحليم حافظ الذى ينطلق الآن من روتانا طرب ..وأنظر لعقارب الساعة التى تشير إلى إقتراب موعد الحفلة ..إذن على أن أنزل مرة آخرى إلى المواصلات اللعينة التى إكتشفت أننى أقضى فيها ربع يومى. ..على إذن الإنتهاااااااااااااااااااااااء