Tuesday, June 26, 2007

درويش


أستيقظ على رغبة فى سماع صوته .. منذ خمس شهور هى عمر زواجك لم تسمعيه ..كنت أظلم حجرتى وأضع الشريط الذى كنت قد سجلته فى حفلة الجامعة الامريكية وأغوص وأسمعه ..كان يدخلنى الى ذاتى ويخرجنى أكثر نقاء .. بحاجة أنا اليك الان ..لا يوجد كاسيت يمكننى ان اسمع فيه صوتك كما اعتدت ..ادير محرك بحث جوجل فاجدك
أتذكر المرة الاولى لسماعك فى معرض الكتاب عام 1999 ان لم تخننى الذاكرة ..وقتها كنت منبهرة بك ، حلمت بان يصبح زوجى شاعرا ليجلسنى فى الصباح ويقرأ لى ما اتمه من قصيدته أمس ..كنت تحتسى فنجانا من القهوة على المنصة وتمسح بمنديلك برفق مكان ما احتسيت ..بدون قصد تركت المنديل على المنصة لاخذه أنا وأحتفظ به ويزداد ولعى بك ويترك فى أثرا بان لا اتذوق الشعر بعدك ..لا أفهم تلك الحالة التى أقبع فيها منذ أيام لكنى أوقن بانى سأخرج منها ..يحاول محمود درويش ان يعيدنى الى لحظات افتقدها ..لماذا يظل المرء طوال عمره يفتقد الى لحظات لاتنتهى ؟!!..اتذكر بحنين تلك المرة له فى القاهرة فى امسية الجامعة الامريكية ..كنت احن الى لحظة حب حقيقية وكنت مريضة جدا ورغم المرض اصريت على النزول وكنت على ثقة بان درجة حرارتى ستنخفض وحالتى ستتحسن حين اسمع درويش ..كنت على ثقة باننى سارى نصفى الاخر هناك ..كنت اظنه شاعرا والشعراء حتما يسمعون درويش ..ظللت اجول ببصرى فى القاعة علنى اجده. موجوعة انا بالموت الذى يزحف على الاصدقاء يصيبنى بحالة احباط والرغبة فى الا شىء ..لكننى ساقاوم ..ساسمع درويش واحلم بيوم لم يات بعد واؤمن باننى ما زلت قادرة على التغيير وان الافضل لم يحدث بعد

Wednesday, June 20, 2007

أنا زعلانه من ربنا

أرد على الهاتف فاستقبل خبر موته بشكل يشبهه ..محمد عبد العظيم ..ماله ؟ المح فى صوتها نبرة حزن لم الاحظها من بداية المكالمة ..ايه مات؟ ..ببرود اتحدث ..برود لا يناسب علاقتنا ..تخبرنى بانه مات فى حادث سيارة صباح أمس ..اظل مبهوته ....بمجرد انتهاء المكالمة انهمر فى بكاء موجع ..اتذكره ، اتذكر ايام الجامعة والابحاث فى مركز البحوث وكلامه عن السياسة والمظاهرات ودنيته اللى كانت بتبهرنى وفرحى لما اشوفه ..ااااااه ..مش عارفه اوصفك يا محمد ومش مصدقه انك مت وانى مش هشوفك صدفه فى الجامعة او فى مركز البحوث واقعد احكيلك عن دنيتى اللى بقت تشبه دنيتك ..مش مصدقه اننا مش هنقعد نتكلم عن غباء اساتذة الجامعة ..مش مصدقة انك سبت سالى مراتك لوحدها وآدم ابنك اللى ما كملش سنتين وكنت بتحلم تخليه مختلف ..مش عارفه أكلم سالى اقولها ايه ؟ لا اجيد التصرف فى مثل هذه الاحوال ..هتوحشنى قوى ..هو ليه يا رب محمد مات؟ ليه سالى تتالم ؟ يمكن ما كانش متدين ولا بتاع ربنا ..لكن كان طيب وبيعمل كل اللى انت بتقول عليه ولو ما كانش باسمك..نفسى ترجع تانى ..معجزة من السماء تقول ان ده كان هزار وانك عايش ..اكمل البوست واكلمك على الموبايل فترد وتهزر معايا ونفتكر سخافة هزار موتك ..هى الحياه هتمشى عادى كده وهنسى ..بحاول انسى يا محمد بس برجع وافتكر انك مت بجد .. فبتألم اضعاف اضعاف المى لما احس انه عادى يعنى ممكن اكمل الفيلم اللى بشوفه وانظف الشقة واحضر حفلة بكرة ..وانسى او اتناسى ان سالى بتموت لانها بعيده عنك ..ليس أمامى سوى الايمان بتواصل الارواح وبانك حتما تشعر بما اكتبه ..وبان روحك ما زالت معنا ..اعرف اننى ساقع فى احدى مخاوفى وافكارى حول الموت والرعب على علاقتى بعمرو والتوسل الى الله ان ياخذ منى اى شىء ويحفظه لى سالما ..ليس أمامى الا الصلاة والاعتذار لك يا ربه لانى زعلانه منك وأدخلتك الى سخف تدويناتى

Thursday, June 07, 2007

وقال ايه دكاتره



ثقيل هذا الاسبوع ومليىء بالوجع ..اعرف ان قدرتى على تحمل الالم اقل كثيرا من اى شخص اخر ربما دلع او حب زائد للنفس لكننى اعلم جيدا اننى لا احتمل الالم ولا احترم من لا يحترم المى ..تعرضت منذ يومين لحادث فى المطبخ ، حيث كان لدى نية للطبيخ وقررت ان افعل كما تفعل النساء وتطحن الفلفل فى الخلاط لكنه تمرد على وانفجر وخرط اصابعى بدلا من الفلفل ، العجيب انى وقتها لم اشعر بالالم الا بعدما رايت دمى سائح على الارض والحيطان وملابسى ويدى تنزف من كل اتجاه ، تماسكت الى ان جائنى محمود ، واذهبنى للمستشفى ..كنت اظن ان الدكاتره يشعرون ويقدرون الام مرضاهم ، لم يشعر بى الطبيب وظل يسخر من المى بشكل اضاف الى وجعى وجعا اخر"مادام واخده حقنة بنج بتقوقى ليه؟" يااااه كم جرحتنى تلك العبارة ، الحيوان ما يعرفش انا مين..انتابتنى نوبة بارانويا ..لم يختلف الطبيب الاخر الذى غير على الجرح عن ذلك الحيوان ..مضيفا الى سخفه قلة ادب وسخرية من المى وحمورية فى ربط الجرح ضاغطا بشكل اوجعنى جدا ..اكره الحقن واخاف منها جدا لم يقدر انه اعطانى اربع ابر بنج فى اصابعى وكان يمرر ابره وخيط فيهم بشكل يفزعنى حتى ولو لم يكن يؤلمنى ..لم يطمئننى او يحكى لى عن ما سيفعله ..لم يربت على كتفى او يبتسم فى وجهى ،لم يحترم اننى انسانه ، كم شعرت بالاسى لهؤلاء الفقراء الذين تضطرهم الظروف ان يتقبلوا الالم ممتزجا بالاهانة ..لم اشعر بالاطمئنان وساءت حالتى النفسية وظللت ابكى ليومين وانا لا اثق فى مهارة اى منهم ، الى ان ذهبت لطبيب اراحنى ،كان يتسم باهم مبادىء الانسانية"الرحمة" ابتسم فى وجهى ووعدنى ان لا اشعر بالالم واعتذر عندما شعرت بوخزة ، كان رقيقا وحنونا ..احترم مشاعر الخوف بداخلى ، تغيرت حالتى المزاجية وشعرت بالاطمئنان رغم مضاعفته لمدة فك السلك الا انى كنت مطمئنة وسعيدة ..قررنا انا وعمرو ان نبصق يوميا على عيادة الحيوان الذى اهاننى وان نفضحه عند كل اهل الشارع من المترددين عليه..

Monday, June 04, 2007

دهان الذكريات

ان يمحو أحد ذكرياتك - هذا ما لم اتوقعه ابدا.. ذهبت لامى امس وقد قاموا ببياض الشقة ،وسط فرحتهم بالتغيير شعرت بعدم ارتياح ،ظللت افسر فيه طيلة الجلسة الى ان باغتتنى رشا اختى بالاجابه .."صاحبتى بتقول ان الواحد لما بيدهن الشقة بتروح معاها ذكريات كانت على الحيطان" مسكت بالخيط ، وفهمت احساسى رغم فرحى مثلهم بمنظر الشقة الجديد واماكن الاشياء الجديدة ، يبداون هم من جديد وانا كنت اعتبر شقتنا مرفأ ذكريات بعد انتقالى لبيت الزوجيه ..حجرتى هى الوحيدة التى نجت من عملية البياض لكننى لم ادخلها امس استسلمت لتلك الحالة التى اسماها ابى اغترابا..ربما لانها بعد ان تركتها وجلس ابى فيها امتلئت برائحة الدخان الممتزجة باحلام ابى كنت قد استبعدتها من حساباتى واكتفيت بباقى الشقة ، اوحشتنى تلك الحجرة الممتزجة برائحة البن والكتب وطموحات واحلام بنت من الرابعة عشر الى الخامس والعشرين..ايمكننى استعادة كل تلك الذكريات بعد ان محوها بالبياض ..كيف كان شعور المبيض وهو يمحو ذلك الخط الطويل فى الصالة تحت اللوحة مباشرة ..هل كان يعلم ان ابنة خالتى هى التى خطته منذ اثنتى عشر عام ونحن ننقل اثاثنا فى الشقة الجديدة وفرحيين بالانتقال ، هل كان يعلم اننى مارست احدى متعى فى الفتنه عليها ولذتى وهى تتلقى العقاب من امى وامها ..رغم كل ذلك تمنيت ان ابات الليلة هناك ، رغم محو الذكريات الا اننى كنت اقاوم واحاول تكوين ذكرى جديدة فى ليلة واحدة امارس فيها الحياة كرضوى القديمة ..لكننى لم افعل وخرجت امشى فى شوارع الجيزة واخترق الذحام ابحث عن اشياء عبيطة كما كنت افعل دوما ..وانتهيت الى هنا فى شقتى بامبابة امارس دورى فى تكوين ذكريات واحلم باشياء جديدة ربما أحن لها بعد عشرون عام

eXTReMe Tracker