مكاشفة
دوما أكتشفنى عند المرور بخبرة جديدة، سفر عمرو أتاح لى إكتشاف أشياء عدة فى الروح ، أقرر أن أقطع فترة إقامتى عند امى وأذهب إلى بيتى ولو ليوم واحد ، وحشتنى الكنبة الحمراء ، والمطبخ والتكييف ورائحة منزلنا ، أكتشف منذ اليوم الأول لمجيئى لأمى أن طعم القهوة مختلف عما أعدها فى بيتى ، استعجبت جدا لأننى أستخدم نفس نوع البن ، تتأكد لدى نظرية المكان
ذهبت بالأمس إلى بيتنا ، لم أنزعج من زحمة الشارع التى عادة ما أنزعج منها ، تستقبلنى الشقة بدفء حميمى ، بمجرد أن كلمت حماى أنخرط فى بكاء موجع ، أتجنب مهاتفة حماتى ، رقيقة هي وشفافة وحتما ستبكى معي
أظل أبحث عن بيجامه لعمرو لتدفئنى رائحته ، أتذكر أننى غسلت كل أشياؤه قبل السفر ، لكننى فجأة أجدها خلف الباب ، مائة مرة قلت له أن لا يترك الأشياء متسخه ، ويضعها فى الغساله ، أسامحه ، أنخرط فى البكاء للمرة الثانية بمجرد إحتوائها لى ، سرعان ما أغط فى النوم
.
.
أستيقظ فى الصباح لأجد أنه ما زال أمامى أربعة أيام ، أظل أحسب فى الساعات على إنتهاء اليوم ، أشعر بغربة فظيعة ، واتألم لتلك الحالة ، أين ذهب عالمى ؟
تغيرت ، تزوجت وذهبت فى نفس الوقت لعمل جديد ، فتبدلت عوالمى ، ولأننى فى أجازة بسبب سفر فريق العمل ، أشعر بأننى وحيده بلا زوج وبلا رفاق
لم يبق سوى الأصدقاء القدامى ، أخرج مع شيماء اليوم لنزور ضحى ، أتأمل فى تلك الهوة التى اتسعت بينى وبينهما .سأذهب فى الغد لزيارة أسماء ، أعرف أنه لم يعد هناك مشترك بيننا
وفى نفس الوقت لا أريد رؤية أحد
تنتابنى مشاعر عجيبة ، مشاعر غارقة فى المرضية ، أحاول مقاومتها
لابد أن أذهب فى الغد إلى الحسين ، أذهب وأتأمل فى حالى ، حتما سأجد دوائى هناك ، تلك القوة التى يمنحنى لها الله هناك وسط بركة الأولياء