بغداد وحفل توقيعى الأول
اعرف اننى مختلفة عن كل من عرفتهم ..احيانا غبية .. احيانا مبدعة .احيانا اجدنى مثلهم..فاقاوم معلنة بصرخة مسرحية اننى لست مثلهم..خكذا ببساطة اكون انا
ينطلق صوت عبد الوهاب فى صباح وادى النطرون الساقع ، تغمرنى اغنية يا دنيا يا غرامى بدفىء رهيب وتعيدنى لأيام خلت ، أيام أولى ثانوى حيث شاهدت لأول مرة فيلم " يا دنيا يا غرامى" ودموعى التى انهمرت يومها فى السينما لأواصلها فى مشاهدتى له الثانية فى السينما بعد أيام من المرة الأولى .
كم نضجتى يا رضوى منذ ذلك التاريخ حتى الأن ، أتتذكرين وقتها نسرين صديقتك الحميمة ، كان نوعا غريبا من الصداقة التى أخضع فيها بمنتهى اللذة لكل تحكماتها ، كنت ضعيفة جدا ، لو ابنتى مرت بنفس ظروف صداقتى بها لشعرت بأن البنت لها ميول مثلية بالإضافة لمعاناتها من الإعتمادية .
فقط أريد أن أرى نسرين لأوضح لها كم أنا قوية الأن بدونها .
كم من حلم تغير وأهداف جديدة ظهرت ، ربما تزوجت بمن أحلم ، وأصدت كتاب وأنا ما زلت فى العقد العشرين من عمرى ، لم أنجب أطفال يعد ، لم أنتهى من رسالة الماجستير ، لست صحفية تفتح لها صفحات الجرائد أبوابها ، تغير الحلم فى غفلة عن تلك الصغيرة وأصبحت معالجة نفسية تدخل حجرات الناس المظلمة ، وتقوم باحراء بعض الأبحاث وتكتب عن نتائجها كما يبدو لها .
انتهت الأغنية بسرعة ، وما زلت لسعةالبرد تغمرنى وتحملنى لزمن آخر .
أدير أغنية يا رايحين الغورية لمحمد قنديل ، فتحملنى إلى شوارع الجيزة بالتحديد شارع المحطة حيث تسكن جدتى ، وصوت مذياع قديم يدار فيه هذه الأغنية فى الصباح الباكر ، حيث أستيقظ على صوتها فأجد جدى جالسا على الكنبة اليسرى المواجهة للباب ، تحت الشباك مباشرة يقرأ فى كتاب لا أتبين أسمه ، يبتسم فى وجهى ويهتف صباح الخير ، ويحضر الفطور بعد أن تكون جدتى قد انتهت من قراءة القرآن ، وبعض الأوراد الصباحية .
يحضران الفطور ، وأؤكد له أنى لا احب المربى ، فقط سأكل فول وجبنة .. الأن جدى يتناول فطوره فى الجنة عند الله .