افتقاد
لا أحتاج فى يوم مزدحم أكثر من ابتسامة تثيرها ذكرى خاصة ، الأمس كان مليىء بالأشياء ..تعلم السواقة وزحمة الشارع وسخف المارين والعمل وزيارة لأمى ثم الرغبة الأكيدة فى النوم والتواجد فى سريرى ، أسير فى الشارع نصف نائمة تحركنى الخطوات الأتوماتييكية ، وأستقل الميكروباص ،وأستقر فى جلستى وأعدل وضعى لأستعد للنوم مفتحة العينين ، ثم أجده يبسبس بصوت أعرفه ، أنظر فأجده ، أهتف من قلبى ياااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه ..تغمرنى فرحة حقيقية تطير النوم من عينى ، أحد زملاء الجامعة القدامى ، لا لم يكن مجرد زميل ، فلنقل زميل حميم ، أو فلنقل صديق ، أعرف أنه تزوج قبلى بسنوات وأنجب طفلة ، أنظر بجواره لأرى زوجته فلم أجدها ، أستسخف فكرة أن يفصل بيننا كنبة ولا نستطيع التحدث ، بينما يجلس هو فى الكنبة الخلفية للسائق ، كنت أجلس فى الكنبة الأخيرة متمكنه من متابعته طوال الطريق ، ألتفت إلى أننى زدت فى الوزن كثيرا منذ أيام الجامعة ، أعرف أننى أبدو أكثر جمالا وتأنقا ، أرجع بظهرى إلى الوراء لأتذكر أيام الجامعة ، كان الصديق الوحيد لشلتنا ، أفوجىء بانطلاق أغنية قديمة جدا لمحمد فؤاد ، لم أستوعب فى البداية هل هى من عقلى أم أن السائق أدارها ، لكنى كنت مستمتعة ، هو الآخر اعتدل فى جلسته للوراء وأثق فى أنه تذكرنى لأنى لمحت شبح ابتسامه على وجهه، أعرف أنه يسأل نفسه هو المتحفظ دوما ماذا أفعل بالقرب من بيته فى امبابه فى الحادية عشرة ونصف مساء وأنا من ساكنى الهرم ، كنت أرد عليه فى سرى ، لقد تزوجت وسكنت أنا الآخرى فى امبابة ، كنت أود سؤاله عن اسم ابنته ، وهل أنجب مرة آخرى ، شعرت بأنه يجيبنى بأن زوجته أنجبت للمرة الثانية بنتا جميلة تشبهما معا ..تذكرت أول عيد ميلاد لى فى السنة الأولى من الجامعة ، كنت معجبة بصديقك وكنت تؤكد لى ملاحظتك لذلك واعجابه بصديقتنا المشتركه ، تذكرت الجاتوه الذى أحضرته ، وأتذكر أنك كنت تحب الكريمه ، كنت دافئا يا صديقى ، هذا الدفىء الذى استشعرته الأن وأنا أراك بعد سبع سنوات فى ميكروباص لم نتبادل فيه سوى ابتسامه وتأملات صامته ، تخبر السائق بأن يتوقف لأنك سترحل وتودعنى بابتسامه وتلويحة يد ولأننى أكثر حماسه أرد عليك بابتسامه أوسع وتلويحة يد حماسية ..صديقى الحميم افتقدك