صباحيات
تراودنى أفكارى بصوت مرتفع هذه الأيام ، تحدث أسوء كوابيسى ، فأشعر بأنها ليست الأسوء كما كنت أتوقع ، يرسل البعض ممن لا أعرفهم رسائل اليكترونية ، تسألنى عن سبب الألم فى كتاباتى مؤخرا ، وآخرون يسألوننى بدهشه عن عمرو ، أقول لهم فى كل مرة أننا نستعد للطلاق ، طلاق مثقفين كما قالت صديقتى ، طلاق لا يكره فيه طرف الآخر ، بالعكس يشعران بالمزيد من الود تجاه بعضهما البعض .. بالأمس أبكى بحرقه وأهاتف صديقه لأشكو لها ما أشعر به ، تشتم فيه ، أعارضها وأقول لها أنى أتفهمه ، وأتفهم الوضع جيدا .. غير راضيه عن الوضع نهائيا ، لكنى فى نفس الوقت لا أراه شريرا .
يخبرنى صديق آخر بأهميه الكف عن التصرف كملاك بلغة استهزائية يقول " خلاص هيطلعلك جناحين " لماذا يرى كل هؤلاء ذلك ؟
أعرف أن أبى ينزعج بشدة عندما يقرأ مثل هذه الكلمات بشكل علنى على الانترنت ، يشعر وقتها بأن ابنته الحبيبه تدفع الآخرون إلى إخترق خصوصياتها ، تخبرنى أمى بلهجه ساخره عن موعد نشر أخبار طلاقنا فى الجرائد ، كما اهتمت بنشر زواجنا الاسطورى على حد قولها .
أشعر بسكينة حين أكتب وأحكى عن كل ما بداخلى ، أشعر بأنه لم يعد هناك شيئ بداخلى ، أخرج كل الألم دفعة واحدة ، أعرف أن الأيام التالية ستحتاج منى مجهودا مضاعفا للوقوف ، أعرف أننى أستطيع ، كنت أتسائل كيف لى أن أتنفس بدون عمرو ، أكتشفت بأننى أتنفس بمساعدة الرئة ، أكتشف أننى قادره على العيش وحدى .. قويه كما يقول دوما .
أعرف أن الله يحبنى وأننى ابنته المدللة ، وأعرف أنه يقف بجوارى ويربت بيد حنون على شعرى كل ليله لأنام بدون المهدئات اللعينة
يا الله امنحنى أشياء أحبها ، أنتظر منك هدايا هذه الفترة ، أعرف أنك تعرف عنوانى جيدا وسترسلها لى فى أقرب وقت تراه مناسب .