أين كنت فى 2006
بالأمس زارتنى 2006 دون أدنى تخطيط ، لا أحب الزيارات المفاجئة ، كنا فى 2006 وهو بداية التحاقى بالمؤسسة التى أعمل بها ، نعمل على بحث ميدانى عن العاملات بالجنس التجارى ، فى ذلك التوقيت كان مالك فى السجن ، كنت أعمل من الخامسة مساء حتى التاسعه ، فى الصباح كنت أجلس على الانترنت أتابع أخبار مالك وبقية الرفاق ، وأهاتف من أعرفهم ليخبروننى كيفية الذهاب الى السجن لأذهب لهم بوجبه دافئة ، أقرر أن أذهب لأصنع محشى ورق عنب ، أذهب إلى العمل فى الخامسه وأتركه لأمى تستكمل لفه ، أذهب لتحكى لى العاملات بالجنس التجارى قصصهن المختلفة ، أستمع بينما أمى فى المنزل تستكمل عمل ورق العنب للرفاق فى السجن ،/ لم أكن أعرف منهم سوى مالك ، أتذكر أنى كتبت عنه ذلك ، فى صباح اليوم التالى أذهب الى السجن فى سيارة دينا سمك التى لا اعرفها ، تدخل لزوجها بينما أقبع فى السيارة مع رشا جدة لعدم السماح بدخولنا ، لأنه لا تربطنا أى صله قانونية بمالك .
بالأمس كنت فى تدريب لإعادة العمل مرة آخرى على بحث العاملات بالجنس التجارى ، نفس الأشخاص رأيتهم مرة آخرى ، البعض لم أره منذ 2006 حتى الآن ، يسألنى أحدهم " ها اتجوزتى؟" أخبره بلهجه متشككة عن الحقيقة ، يخبرنى بلهجة أكيدة عن عدم جدوى الزواج وفشل ذلك الاختراع .
أخبره بلهجة لم تتغير منذ 2006 أن الزواج جميل ودافء وعندما يحب إثنين بعضهما سيصنعان المعجزات ، فقط أضفت " عندما يريدان ذلك بالفعل" .
أتصفح الاستماره التى سأطبقها مع البنات ، أتذكر نفس البنود التى كنت أقرأها فى 2006 وفى خلفية ذهنى أشياء عدة حلم البنوتة اللى جوايا بالولد المدفون جواها ، اللهفة على الأصحاب ، مظاهرات وسط البلد .
أخبرتنى مديرة المشروع والتى كانت بالصدفة أيضا تزورنا بالأمس " فاكرة لما استأذنتى ساعه لحضور مظاهرة" سألنى بعدها زميل آخر لم أره منذ وقتها " الا قوليلى انت لسه بتحضرى مظاهرات " دمعت عينى بما يكفى لعدم الإجابة ، لكن صديقتى الحميمة أجابت بدلا عنى ، " عندنا شغل مش فاضيين " .