أحنين هذا ؟
أستيقظ على مهمة السفر إلى الوادى ، فى الاونة الأخيرة أصبحت أحن إلى شقتنا بوادى النطرون ، ذلك المكان الذى كنت أمقته يوما ، أصبح مكانا آمنا لى ، أحضر حقيبتى ، وقهوتى وبعض من عيدان البخور ، وطعام قطتى ، وكل شىء لأرحل إلى هناك .
أفكر فى أشياء عدة منذ الصباح ، أفكر فى الموت ، والرعب من السفر على الطريق بالسيارة ، لكنى أشجع نفسى كما فى كل مرة أخوض فيها ضد ما أريد .
أفكر فى ما كتبه صديق على الفايس بوك ، كتب عن الحنين ، ظللت أفكر فى معنى الحنين ، واكتشفت أننى أحن دوما إلى ما فات ، أحن إلى الطفولة ، وجلسات جدتى التى تحكى لى فيها عن خيبة العرائس التى لا تجيد الطهى ، أخبرها بأننى أعرف جيدا كل طرق طهى الطعام ، تخبرنى بأننى لن أطلق .
أحن إلى جدى وجلستنا المطولة فى البلكونة ، وحديثه معى حول أهمية التفكير فى كل ما نتلفظ به " رضوى فكرى مرتين قبل أن تقولى ما ستقوليه " لو كان جدى موجودا وأنا أكتب لقال لى " فكرى مرتين قبل الكتابة " جدى الحبيب لو فكرت لما كتبت .
أحن إلى أيام الجامعة والأنشطة المتعددة التى كنت أقوم بها ، وأصدقائى القدامى .
لكننى فى غمرة هذا الحنين ، أعرف أننى دوما احن إلى ما فات لأكتشف بأننى لم أستمتع بالآن ، أظن أنه بعد سنوات ، سأحن إلى تلك الشقة الجميلة ، والسطح الذى يطل على الله مباشرة ، وقطتى وزرعاتى الصغيرات.
صديقى العزيز نحن من نصنع الحنين ، فلنعش لحظتنا الراهنة ، فليعش كل منا حياته مستمتعا بالتفاصيل الصغيرة .
لن أضيع مرة آخرى بين الحنين إلى ما فات وإلى ما هو آت ، أنا سأذوب فى لحظتى الراهنة ، عندما اجلس مع صديقاتى فى جلسة صاخبة لن أفكر فى كم سيبدو جميلا لو ظللنا هكذا للابد ، سأستمتع بلا تفكير .