Friday, January 21, 2011

فانتازيا الزواج

هذه التدوينة موجهة إلى صديقى الذى يعانى من فوبيا الزواج ، أخبرتنى أن لديك أحد عشر شخصا من أصدقائك طلق زوجته مؤخرا ، كما أخبرتنى عن قصص الفشل الزواجى فى العائلة ، دعنى أشاركك الرأى قليلا فى موضوع الزواج، دعنى أكون حيادية تماما فيما يخص الزواج والطلاق .

لماذا نفشل نحن أبناء هذا الجيل فى زيجاتنا ، أظن أن كل منا فى يوم ما من مراهقته ،جلس فى حجرته مستمعا إلى صخب أبيه وأمه وهما يتشاجران ، وقتها حلمنا بعلاقة مختلفة ، لن نضطر فيها إلى شىء . رغم أن كثير منا لم يضطر أبيه وأمه إلى الانفصال ، وربما تصالحا ، لكننا رغما عنا لم نصالح أنفسنا وأتخذنا القرار . سنحب بدون اضطرار ، سنعيش معا بدون اضطرار .. سنحب أن نتواجد معا .

كبرنا ومارسنا العديد من الحماقات باسم الحب ، لكن فى واحدة من تلك التجارب أحببنا وأخترنا أن نتزوج .. كلنا مارسنا نفس الوعد ، "سنحيا حياة مختلفة " .

صديقى العزيز أشاركك الخوف من الزواج ، لكن دعنا نناقش بعض المخاوف معا هنا مع الأصدقاء الآخرين .

أعرف أن مخاوفك تنحسر فى بنت تضحك عليك وتوهمك بأنها متفقة مع الرغبة فى الاختلاف و التى نرفعها جميعا كشعار للحياة ، وتكون مدفوعة بالرغبة فى الزواج فقط والاحتماء برجل ، وفى الواقع تكون نسخة مكررة من زوجات أصدقائك المطلقين .. الاتى يشاركن الأهل بكل شىء ولا يحترمون رغبات أزواجهم ولا طموحاتهم وليس لديهن أى طموح سوى الإنجاب والاحتماء برجل .

دعنى أشاركك مخاوفى ومخاوف صديقاتى نحن أيضا نخاف من ذلك الرجل الذى يدعى الحرية للمرأة ، وأول ما سيفعله هو التفنن فى قهرها باسم الأمومة والزواج والحق المكتسب .

تعالى نفترض أننا رغم كل ذلك لم نستسلم لمشاعر الخوف ، واستطاع كل منا أن يتزوج بمن يقترب من الحلم .

كيف نضمن أننا لن نترك بعض ؟ أخبرتنى صديقة أنها وزوجها قررا أن لا ينفصلا مهما حدث ولن يطرحا الطلاق كحل للمشكلة .. رغم أن الفكرة جيدة ، لكنى أعرف أنها لن تروقك ، دعنا نعود للسؤال الرئيسى الأول وهو " لماذا نفشل نحن أبناء هذا الجيل فى زيجاتنا" .

دعنى أخبرك قليلاعما أراه داخل جلسات العلاج وحكايات الصديقات .

تخبرنى إحداهن أنه طوال الوقت جالس على الانترنت غارق فيه يعيش عالما موازيا ، يتركها ولا يتذكرها إلا ليلبى بعض احتياجاته من أكل وشرب وخلافه ، لا يشعر بالمسئولية ، لا يشكرها على شىء، يشعر بحقه المكتسب فى كل شىء .

وللامانة هى أيضا عندما تراه فى هذه الحالة تتفنن فى نصحه وتكديره ، وتذكره دوما بالصلاة وبالقدوة الحسنة .

أصدقائى الأعزاء لا تظلمن زوجاتكم فلستم من أتحدث الآن عنه ، هذه الحالة مكررة جدا .

الحل الواقعى لهذا السخف أن يتشاجرا كثيرا ويشعرا بالألم ، ثم يتفقا على التغيير ولا يستطيعون ثم ينفصلا أخيرا ويعيش هو فى عالمه الافتراضى وتعيش هى مأساة الطلاق .. لست متحاملة عليكم .. هذا هو الواقع السخيف .

دعنا نتخيل سيناريو آخر .. دعنا نتخيل أن كلاهما شعر بمسئولية تغيره هو وليس تغيير الطرف الآخر ، فهى اهتمت بعدم الوعظ وعدم مسئوليتها عن تغييره ، وهو أيضا حاول بجدعنه وعدم أنانية الشعور بها .. دعنا نتخيل أنه إختار الحب وعدم الطلاق .. تخيل أننى أكتشفت رغم أن كثير منا يختار الزواج لكنه لا يختار الاستكمال فيه والأسهل هو الإنسحاب .

أصدقائى الأعزاء نحن النساء سذج جدا ، الحل الأسرع أن تبادر إلى زوجتك وتحتضنها وتعتذر .. لن يكلفك هذا شيئا نهائيا ، وأنتى لن يحدث لكى شيئا إذا شجعتيه على تلك الأشياء الحسنه التى يفعلها .. حاولى فقط أن تريها .. ولا تضعا الطلاق كاختيار من أساسه .

منذ أيام كنت أقرأ فى كتاب فى المشورة الزواجية وكان يتحدث عن أن الحب فى الزواج ينتهى بعد السنة الأولى وفى حالات الهيام والعشق ينتهى فى السنة الثالثة . بعد ذلك على الزوجين أن يجيدا إختيار الحياة بحب ويعملا على ذلك ، عليهما أن يبذلا المزيد من الجهد فى العيش بحب .. حتى الحب يحتاج لمجهود كى يستمر .. صديقى هذا هو الواقع الذى لا تبرزه الأفلام الأجنبية التى نحب أن نراها .. ليت الحياة فيها بطلين يفوزان بالعيش معا .. الحياة فيها أن تعمل للعيش مع حبيبك فى حياة هانئة ، كما تفعل فى عملك للعيش فى وظيفة هانئة .. نفس الفكرة .

بعد هذه التدوينة لا أتوقع منك أن تكون منفتحا وتختار الزواج من إحداهن ، لكنى متغاظة جدا من فكرة إن كلهن لسن مناسبات لك .

eXTReMe Tracker