ما زال الفرح من رحم الصبر
يبدو هذا اليوم مناسبا جدا للكتابة ،
كنت أحاول الأيام السابقة منع نفسى من الكتابة لأسباب عديدة ، منها المزيد من
الخصوصية ، وتسرب الوقت من يدى ، والكسل .
أنقل طقوسى الى هنا فى مدينة الفردوس بأكتوبر .
أضع أشياء منى ، صندوق هدايا الله فى
الصالة وعدم نسيان وضع ملابس اشتريتها للطفل من براغ كما افعل فى كل سفريه لى . أدعو الله أن يرزقنى طفلا ..
لست بحامل لكنى أدعو الله دوما أن يرزقنى به .
أنقل بعض من الزرعات المحببة لى الى
البلكونة الصغيرة الوحيدة ، أقف كأم محتارة بين أبنائها ، أختار أقربهم لقلبى ،
تخبرنى أمى أن الشقه لن تكفى لكل هذه الأشياء . تخبرنى أن الصبار بالورد ثقيلة ولن
ينقلها لى أحد ، أصرخ بأن الصبار بالورد تحديدا لا يمكننى نسيانها ، كيف لى أن
أنسى الورد الذى نبت من مرارة الصبار ومرره قلبى بين دموعه وتعلم الفرح مع نبتات الورد
الأحمر التى خرجت منه فى مفاجأة صباحية .
فى البيت الجديد أتعلم كيف أفعل أشياء
جديدة تماما . منذ أيام صنعت شوربة بالروزمارى وصنعت فراخ بالجبنة ومكرونة
بالموتزريلا .
منذ أيام عدت أهاتف الله من جديد ليكشف
لى هذه المرة بأنه لا يمنح السكينة بسهولة وأننى سأظل أبحث عنها فى هذا الواقع
الجديد . كلما تصالحت مع الواقع بكل ما يحمله من احتمالات سامنح مزيجا من السكينة
والفرح .
ليست هناك سكينة نهائية ، ولا طريق
سنسلكه ليهبنا فرحا ، الفرح ما زال يخرج من رحم الصبر .
أحبطت صديقتى عندما قلت لها ذلك وسألتنى
باحباط " يعنى يا روضة مش ده نهاية الحدوتة الحلوة " أخبرتها أن الحياة
ليست كالحواديت الحلوة ، وأن الطريق ما زال متسعا للسير وصنع الفرح من بين صخوره
.. لكننا فى هذه المرة نسلكه مع رفيق حنون يبدو صبورا على تلك المجنونه التى تبكى
فجأة لأنها تريد قطتها الان وتشعر بالوحدة دونها .
رفيقى الجميل أدعوك للصبر ولسلك طريق
الفرح ، لا تقنط من انقطاع الانترنت وعدم وجود غاز ولا تليفون ورعشة الكهرباء التى
تهددنا بانقطاعها بين حين وآخر . أصبر لأنك قطعت مع الله طريقا أنت فى منتصفه ولا
مجال للخروج الان .
محمد سيمنحك الله فرحا حقيقيا لأنك
تستحق .. لكن الله يا صديقى لا يمنح الفرح سهلا فهو دوما مغموسا بالصبر .