الفراشات تطير بخفة
هذه التدوينة مهداه إلى روح أحمد سيف
بمجرد اقترابي من جامع صلاح الدين فى
المنيل رأيت وجه يطل ببشاشته المعتاده ، كان ينظر فى اتجاه القادمين إليه ، يمكننى
أن أحلف بالله أننى رأيت روح أحمد سيف الاسلام طائرة ، لا يلتقط الأرواح إلا من
خفت روحه ويعرف الطريق إلى الله .
لم أري الرفاق كلهم مرة واحدة منذ زمن
طويل ، ربما منذ الثورة ، أو أكثر من ذلك بكثير ، لم تتجمع هذه المجموعة من الرفاق
منذ سنوات طويلة .
كل من عرفته منذ 2005 رأيته اليوم فى
صلاة الجنازة ، كنا نعزي بعضنا البعض ، كنا نربت على أيادي بعضنا ونعرف حجم الفقد الذي يخصنا جميعا .
تذكرتك يا سيف بابتسامتك الدافئة ، لم
أكن يوما مقربة إليك ، كنت أسلم عليك باستحياء فى كل مرة ، أشعر بالغربة ثم تذوب
بحضورك .
أتتذكر
فى حبس مالك عندما جئت إليك فى مركز هشام مبارك لأخبرك أن العيال فى السجن يريدون
محشي وأننى قررت أن اطبخه وأذهب إليهم ، فأخبرتنى بابتسامتك، أنهم لن يدخلونى إلى
الزيارة لأننى لست قريبة من
الدرجة الأولى ، ووعدتنى بالترتيب مع أحد الأهالى
لتسلم المحشي.
سيف لا تقلق على أبنائك ، علاء فى منتهي
القوة ، وسناء رغم ما بدت عليه اليوم إلا أنها تعرف جيدا كيف تسترد عافيتها وقوتها
. ومنى كما عهدتها دوما فراشة رقيقة تتنقل
بخفة ، اليوم فراشتك كانت تتنقل بين الضعف والقوة ، ربما لا تعرف أن فى ضعفها قوة
.
أخبرتنى أمي أن من يدفن فى الليلة التى
تسبق الجمعة سيعفي من عذاب القبر ، أعرف أن قبرك سيصير نورا يستقبلك ، ستدخله
بابتسامتك الجميلة ، وربما بعد أن تستقر قليلا ، ستمارس بخفه الزيارات إلى من تحب
.
ربما ستتحول روحك إلى فراشه تناكش منى
لتشعر بخفة روحها أنها روحك الطاهرة .
سيف أنا مطمئنة أنك فى مكان أفضل من
عالمنا ، مطمئنة أنك ستجيد شغل وقت فراغك حتى يحين الميعاد .