حين يصير القمر بدرا
أقرر أن يكون أسبوعى هذا أسبوعا للسكينة
، اقتربت من الولادة ، ففى منتصف الأسبوع القادم فى ليلة النصف من شعبان سألد
سلمى ، أشعر بالثقل الرهيب والاختناق من السواقة والعمل والالتزامات ، أقرر في نفسي أننى سأمنحني أسبوعا من السكينة الصافية .حاولت وضع جدول للأسبوع يتنوع بين
الكتابة والقراءة والأفلام الجميلة والصحبة الدافئة والاستجمام فى بعض الأماكن
القريبة الممتعة .فى الحقيقة لم أقم بأى نشاط من الجدول ،
إلا فيما ندر .أجلس بالساعات صامتة ، أكتشف جمالا فى
الصمت لم أعهده من قبل ، أخاطب الله ، يمنحنى بعض الهدايا الصغيرة التى ربما لا
يلتفت إليها أحد . هدايا عادية تشبه تفاصيل حياتنا اليومية لكنى ألتقطها بروح آخرى
، أعرف أنه خصصها لى، وقتها فقط أدرك أن القمر صار بدرا فأشعر بالسكينة.الجو حار وخانق جدا ، أهرب إلى حجرتى حيث جهاز التكييف ، أنكمش فى السرير وأكتب .أعرف أن الكتابة على المدونة ليست
أولوية هذه الأيام لكن صديقة جديدة اكتشفتها بالأمس أخبرتنى أن على أن أكتب على
المدونة وأنها تنتظر ما أكتبه ، كانت هذه الجملة كافية لأن يصير القمر بدرا فأكتب
.أشم رائحة البدايات الجديدة ، أعرف أنى
على أعتاب الأمومة ، أقاوم كل أفكاري المخيفة ، موتى وموت الطفلة وعجز قد يصيبها
وعشرات الأفكار التى تراودنى يوميا .فقط حين يصير القمر بدرا أدرك أن طفلتي
ستصل العالم بأمان فى ليلة النصف من شعبان .سأنظر إلى جهها لأبكى عدم فهمى وقلة
حيلتى ، ستنظر إلى وجهى ببراءة فسأدرك أن الله جميل أكثر مما نستحق .فى بداية الحمل كنت أهمس لله أن ما فى
رحمى له ، كتبت وصيتى على روحى ، "سأنجب طفلا يرى نور الله " سأعلمه كيف
يلتقط تفاصيل النور ، كيف يفرح بالعالم ، كيف ينتظر القمر حين يصير بدرا . سأعلمه
كيف يصنع الحكايات .سأعلمك يا سلمى كل تفاصيل الكون التى
أشعر بها ولا أجيد التعبير عنها ، ربما وجدتى وسيلتك للتعبير .فقط كونى أنتى ، فقط أجيدى رؤية النور
المنبعث من السماء ، تمسكى بالرسائل التى يرسلها الله إليكى وأجيدى فهمها ، وقتها
سيصير القمر بدرا يا صغيرتى .