كيف يمكننى أن أجمع خمسة وثلاثين شمعه فى تورته واحدة ، أظن أننى سأحب
ذلك ، كل عام أختزل السنوات فى شمعة واحدة . هذا العام مختلف .سألتنى أختى منذ أيام لماذا لا تتحدثين كثيرا عن ترتيبات
احتفالك بعيد ميلادك ، ربما لأننى كبرت
وأصبح لدى طفلة صغيرة تمشى فعليا مربوطة فى قدمى ، ترى العالم من عيني ، تحاول أن
تقلدنى تماما ، تمسك بفرشاة مكياجى وتضعها فى وجهها وتضع برفان وتنظر بلمعة عيون الى
المانيكير وتحلم بتجربته .سنوات طوال مرت على الصغيرة التى تكره الحساب وتحب
المدرسة وتؤجل الواجبات المدرسية الى لحظة لا تأتى أبدا. سنوات مرت على المراهقة
التى تحلم بشاب يقرأ لها الشعر ويكتب قصيدة لا تشبه أحد غيرها . وسنوات آخرى مرت
على المرأة التى تغزل الحلم شالا ويتسرب من بين يديها وتعيد غزله مرة آخرى .أنا تلك الفتاة الصغيرة والمراهقة التى تنتظر أن يكتب
لها حبيبها شعرا يشبهها والمرأة التى تغزل
الأحلام والأم التى ترضع بنبات قلبها طفلتها الوحيدة .أتأمل فى بدايات عامى ، بكل ما فيه من فرح وضعف وقوة
وايمان وأحلام ، أشعر بالرضا يا رب وأحاول أن أجيد لعبة الرقص بين كل الفتيات
القابعات فى داخلى ، أرقص يا رب فعليا بين الأم والحبيبة والمرأة الذكية ، ربما
هناك أدوارا آخرى تنتظرنى لا أعرف عنها
شيئا وأنت ما زلت تكتب سيناريو تلك الأدوار .كل ما أعرفه يا الله أنك بارع فى إخراج النص بصوره
المختلفة وتمنحنى قدرة استثنائية لتنفيذ الأدوار التى تمنحنى إياها .هذا العام سأتخذ قرارات أكثر حسما وسأكون أكثر جدية فى
تنفيذها ، سأظل كما أنا أرقص بين الأدوار لكنى أطلب أن تكون رقصة ناعمة كالباليه
الناعم فى مساءات صافية .كل
عام وأنا طيبة .. كل عام وأنا أستطيع النظر الى السماء فألمس قلبى فأفهم حكمتك
فأرتعش من الدهشة .