منذ أيام وأنا أرغب فى كتابة تدوينة ، لم أعد
أكتب كثيرا ، فى الحقيقة قليلا جدا .
لدى رغبة فى المكاشفة العلنية ، الكتابة عن
العام الماضى بكل ما فيه من أفراح وامتنانات وقلق .
لم أعد تلك الطفلة التى يزورها بابا نويل ،
أبى مات فى العام قبل الماضى وترك فى روحى ندبة لن تختفى ولم يعد بابا نويل يضع
الشيكولاته فى الجوارب الفارغة تحت المخدة .
بابا نويل لم يعد يزورنى رغم أننى جيدة وطيبة
وأقوم بمهامى جيدا .
ابنتى طلبت منى أن أسمع كلامها حتى يزورنى
بابا نويل ولأننى جيدة لصقت قلب صغير على جبهتى وطلبت منى أن أذهب به للعمل ليعرف
كل أصدقائى أننى جيدة .
أشعر بالرضا عن كل ما مر فى عامى هذا ، الحمل
بسليم وولادته ودخول سلمى المدرسة ورسائل الله التى كدت أشك بانتهائها لكنها سرعان
ما تدفقت هذا العام بكثرة فغمرتنى نورا .
ربما هذا العام مررنا بضائقات مالية كثيرة
لكنها كانت تنفرج أسرع من قدرتنا على التحمل ، فتذيب جبال القلق .
ماذا تريدين يا رضوى فى عامك القادم ؟
رعم امتنانى الشديد للدوران فى رحم الأسرة
،إلا أننى أرغب فى الانطلاق . طفلى الداخلى يحتاج للظهور وفى مرات كثيره تنهره أمى
الداخلية لتؤجل رغباته فيشعر بالكبت .
أخبر نفسى أن هذا العام سأنطلق أكثر وسأحاول
الذهاب الى السينما والحفلات وجلسات الأصدقاء التى باتت بعيدة عنى . سأشترى زرعا
جديدا وروائح عطرية للبيت لتمتزج مع رائحة الخبيز . وسأقرأ أكثر وأكتب أكثر .
أعددت قائمة بكل ما أنوى فعله . أخبرت روحى
أننى سأقاوم قسوة الحياة بفنجان قهوة مع الأصدقاء لن أدع الحياة تدهسنى كما تفعل
مع الآخرين . سأقاوم رغبتنا فى اللحاق بثمن الأشياء التى نختارها.
ساختار رضاى عن العالم ، سأختار دفئا يملىء
قلب الصغار فرحا ، سأرتاح قليلا من لعبة السيرك التى تستهدف التوازن ..سأواظب على
سماع صوت الله وأنفذ ما يقول فأرضا عنه فيرضا عنى .
وأنا ألملم شجرة الميلاد هذا العام لن أنسى
أن أحتفظ لنفسى بكرة حمراء صغيرة ربما أكتب على جوانبها أحلامى ، فربما تتعطل عربة
سانتا فى طريق عودته ويأتى إلى فيجد كرتى الحمراء ويهدى طفلى الداخلى لعبا صاخبه
ومفرحه .
سأخبر سانتا عن طاعتى ، لكنه سيخلع طاقيته
الحمراء ليخبرنى بنظرة دامعه أنه لست مطالبه بالطاعة فقط كونى أنتى وتحررى من كل
الغباء .
سأسئله عن كنة هذا الغباء لكنه سيرحل قبل
الأجابة عن السؤال .