فى مواجهة شبح الأمومة
لا يمكننى بدقة تحديد اللحظة التى أردت فيها أن أصبح أما ، لكنى موقنة من
أنها كانت موجودة وسعيت لها بكل السبل ، فى الحقيقة سعيت لها فى المرتين التى حظيت
فيها بكونى أما .
الحمل بدون مساعدة طبية كان أمرا عصيا فأنا مدركة كم المنشطات والمساعدات
التى تلقيتها لأرزق بطفلي ، ممتنة لاستجابة الله فى تلك الليالى التى كنت أفتح
فيها صندوق هدايا الله وأنظر لملابس الأطفال التى اشتريتها من كل مكان أحببته فى
انتظار من يرتديها .
مع ميلاد كل منهم كانت قطعة من روحى تسقط وتذوب فيهم لتكمل مشهدا أريد أن
أراه أو حلم لهما .
فى كل مرة أمنحهما من روحى أحاول أن أعوضنى حتى لا أتلاشى ، فى رحلة الحفاظ
على عدم التلاشى، يظهر لى شبح يهددنى بالاختفاء معه ويبلغنى فى وقاحة أننى
أكثر من أجاد دور الأمومة لذا أختارنى للاختفاء .
يضعنى ذلك الشبح فى مأزق بين اختيار أمومتى والدفاع عن روحى وهويتى .
لا تجدى معه النقاشات العقلانية ومحاولات التوازن ، ففى كل مره كنت أحاول
التوازن فيها كان يضحك ويخبرنى باستمتاع سادى "ألم أقل لك أنك أصلح من يقوم
بهذا الدور " .