غدا أتم الاربعين ، قلقت
عندما أخبرتنى الطبيبة منذ شهر تقريبا أن
أحسن التعامل مع جسدى ، لم أتوقع أن يخبرنى أحدهم ذلك ، بشكل لا مبالى نظرت للورقه
المدون فيها بياناتى وتاكدت من العمر وهزت رأسها فى حياديه وأخبرتنى "
الاربعين دايما لها "هَبّه "
شعرت بالقلق وسألتها
عن كل الأشياء التى يتوجب علي فعلها لأتجنب تلك الهبات .
من يصدق أننى سأتم
الاربعين غدا ، وكيف مر كل هذا الوقت ؟
أتأمل ما فعلته فى
سنوات عمرى ، عافرت وأتممت كل الاشياء التى أردت اتمامها واغلقت كثير من الملفات
التى شعرت بالحيره أمامها وواجهت كثير ممن أردت مواجهتهم .
كرهت اتمام الماجستير
وانجزته رغم كم الصعوبات التى واجهتها ، اخترت موضوع الدكتوراه وأتممته بشغف حقيقي
ومزاج رائق .
أحببت وتزوجت وانجبت
طفلين ، لماذا تشعرين بالقلق والخوف يا رضوى ؟.
فى السنة الاخيرة
أجدت التعامل مع طفلتى الداخلية ، تبنيتها وربت عليها ، فعلت لها كثير من رغباتها
، لكنها تريد المزيد ، تكبر طفلتى الداخليه لتصبح مراهقه لها رغباتها الخاصة
وتمرداتها .
القلق وراثى فى
عائلتنا ، القلق من المرض والخوف من مواجهة الموت . لست مستعدة يا الله ، عندما
أخبرتنى صديقة منذ أسابيع أنها مستعده للموت وانها فعلت كل ما تريده فى حياتها
وستموت مطمئنة على طفلها وزوجها ، شعرت بالانزعاج الشديد وتسائلت كيف يتصالح المرء مع الموت ؟
بينى وبين الله عهدا
أننى لا أريد الموت الان لدى أشياء أريد فعلها وملفات لم ترتب بعد .
لست متصالحة مع فكرة الموت وعندما أستعد سأخبره
ووقتها سيفكر فيما سيفعله .
فى الحقيقة لست
متأكده من صحة هذا العهد ولا أعرف هل ابتسم الله حقا حين أخبرته بذلك أم أننى تخيلته يبتسم .
لا أعرف الوقت المحدد
الذى عرفت أن لدى فيه علاقة خاصة بالله ، ربما فى الابتدائية عندما حصلت على مجموع
سىء جدا وظللت أبكى وتحدثت مع الله " من فضلك اعمل معجزه وخلينى اجيب درجات
حلوه " بعد يومين يخبروننا بخطأ فى النتيجة وأننى حصلت على مجموع أكبر بفارق
عشره فى المائه .
لم يخذلنى الله يوما
ولم أغضب منه أبدا ، حتى تلك الأحدات السيئة أنا المسئولة عنها . حين أحببت للمرة
الاولى أخبرت الله أننى متأكده من اختيارى وليس لدى أى رغبه فى تغيره . يا الله
أنا متمسكه به . وعندما أحببت فى المره الثانية وقفت امامه باكيه وقلت له خائفه
لكنى أثق بك ، لست متمسكه ببشر لكنى متمسكه بك ، أمنحك توكيل الاختيار بنفس راضية
.. فقط كن بجانبي .
لا أريد بوستا كئيبا
فى عيد ميلادى الاربعين ، أنا ما زلت تلك الطفلة الراضية ، ربما الطفلة كبرت قليلا
لتصبح مراهقه متمرده لكنها مراهقه جيدة تقتنع بوجهات النظر وتعرف خطئها وتسرع فى
تصحيحه .
ماذا تريدين يا رضوى
فى السنين القادمة ؟ ربما الصحة والستر لا أكثر . يمكننى اضافة بعض الافلام التى
أود مشاهدتها وحفلات أريد حضورها .
أضحك من نفسي وأنا
أتذكر أستاذى فى الجامعة وهو يخبرنى بأن لدى سيكولوجيه النجمة ، أتذكر ذلك وأنا
أتخيل تلك الاحتفالات التى ستقام فى كل مكان بمناسبة بلوغى الاربعين وكيف سيحتفل
الاصدقاء والاهل بشكل لم يسبق اختباره من قبل وتلك الاجتهادات التى ستفاجئنى
وتدغدغ قلب الصغيرة المراهقة .
رضوى ستقضين يوما
هادئا مع أسرتك الصغيرة ، سيفرح الصغيران بالتورته ويصر سليم أنه من سيطفئها
وسيطلب تورته عليها ديناصور وستخبره سلمى بلهجة الأخت الكبرى أن التورته لعيد
ميلاد ماما وتعده أننا سنحضر فى عيد ميلاده تورته عليها ديناصور وسيبدأ فى طلبات
هدايا عيد ميلاده .
منذ أيام كتبت صديقة
على الفايس بوك بوستا أعجبنى عندما شعرت بالقلق من دخولها منتصف العمر ووضعت نقطة
بجوار الاعوام الماضية وبدأت فى العد من جديد .
سأربت على طفلتى
وأمنحها حق الظهور وأستئذن المراهقة فى الانسحاب قليلا ، وسأمنحها حق الفرح بيوم
ميلادها سأطلب من الله أن يستخدم قوته لسحب القلق ومنحى يوما دافئا لن أقضيه فى
الحسين كباقي أعياد ميلادى ، سأذهب الى اماكن آخرى يمكننى التقاط صورا جميلة فيها
أضعها على صفحتى وقد تليق احداها بشرف صورة البروفايل .
يا رب امنحنى سنوات
من الطيبة والهدوء ومحبة الناس والصحة ، هل يمكننى تعديل الجملة لتصبح الصحة فى
البداية ، يا رب أريد مشاهدة أفلاما كثيرة وقراءة كتب كثيرة واستكمال روايتى
واحراز انتصارات طفولية تفرح الصغيرة داخلى .