رسالة الى ابى
اسامة عفيفى ..شاعر وكاتب وصحفى ومبدع ... لا هذه مقدمة لا تليق به .. انه ابى .. اكتب اليك بلا مقدمات فما بيننا اكبر كثيرا من المقدمات .. ربما تستغرب من ابنتك تلك المجنونة التى تكتب لك رسالة علنية على النت بينما لا يفصل بين حجرتيكما فى الشقة سوى القليل ولا يفصل بين قلبيكما شىء .. اعرف وانت تعرف اكثر .. اردت فقط ان اكتبنا سويا هنا على هذا العالم الغريب عنا امام بشر ربما لا يعرفوننا .
فانا منذ ان بدات الكتابة هنا وانا اقاوم الكتابة عنك .. فانا لا اجيد الكتابة عمن احب
من اين ابدء فى الكتابة عنك ؟! .. ربما من تلك الصباحات التى اكتشفت فيها اننى احبك وليس على ان احبك.. فالامر يختلف كثيرا فهناك فارق كبير بين ان احبك وبين انك ابى وينبغى على ان احبك.. منذ فترة وكلانا يتجاهل الاخر المزروع داخله .. انا شخصيا فعلت ذلك حاولت قتلك داخلى .. لا اريد التفكير بعقلك ولا الاحساس بقلبك اردت استرجاع كل ذلك لاعيش به واتهمتك داخلى بانك من سلبتهم منى .. كنت اتهمك بينى وبينى بانك السبب فى ذلك الحنين الى الستينيات و فى حبى لعبد الناصر وللفن التشكيلى وحوارى الحسين وقهوة الحلوجى وصوت فيروز وطعم القهوة السادة وكرهى للسادات وغباء المدعيين ومعنى نظرتنا لبعض عندما نكتشف فى نفس الوقت حقيقة احدهم .. انت لم تفعل كل ذلك .. كان غبائا منى ان اتهمك وانت الذى لم تحكى لى ربما حتى السابعة من العمرعن عبد الناصر وكان ذلك سبب فى ضحك البعض وسخريته من اننى اعتقدت للاول وهلة عندما رايت صورته انه صديقك الذى تكمن صورته فى درج مكتبك .. من قبل كنت افرح بهذا التشابه بيننا وربما كنت اسعى اليه الا اننى اكتشفت ان الزمن ربما سيعيد نفسه واننى ربما لن اكون رضوى واصبح انت بكل ما تحمله من صفات .. ارتعبت من فكرة الموت دون تجربة الحياة على طريقتى وفهمها بعقلى واحساسى بها بقلبى وليس عن طريقك اردت ان ارتكب اخطاء خاصة ويصبح لى نجاحات خاصة واصدقاء انت لا تعرفهم
انت لم تقصد كل ذلك ..انا افهم ..لكنه حدث رغما عنا وكنت شرسة فى استرداد عقلى وقلبى للان المسالة بدت تمس موتى الذى اخافه فكنت عدوانية كما تصفنى الا اننى الان وبعد ان استرديت ما اريد اشتاق لك جدا ولجلستنا سويا فى الحلوجى والامريكين وبحثنا فى الثانية عشرة مساء فى احدى الليالى الشتوية عن محل ايس كريم لاننى اريده الان واشتاق جدا لصوت صخبنا فى سيارتنا الصغيرة لان شوارع الحسين مزدحمة ولن نتمكن من ترك السيارة وبالتالى لن نحتسى قهوة ووحشنى جدا ان استمع الى امسية شعرية لك تمتزج بقلقى عليك لانك منفعل مع انفعال القصيدة .. انت وحشتنى.. لم اكن اريد الكتابة الان كنت اريدها فى عيد ميلادى بعد اسبوعين لكنك دفعتنى اليها مرتين مرة عندما كتبت قصيدة لى بعد توقف طال كثيرا الا اننى وقتها تماسكت واجلت لحظة الكتابة الا اننى لم اتمكن من التاجيل عندما قلت منذ يومين انك ستعطينى نقود فى عيد ميلادى لاشترى حذاء وانت لم تفعلها من قبل .. شعرتها عادية تناسب علاقتنا فى الفترة الاخيرة .. انت تعودت ان تشترى لى شيئا مختلفا وتعطيه لى فى الثانية عشرة مساء فى ليلة ميلادى وتقبلنى وافرح جدا بالهدية التى تختلف كثيرا عن كل ما احصل عليه من هدايا .. بابا بجد انا احبك جدا وافتقدك جدا جدا.
اليكم انتم ايها القراء الذين ربما تستمتعوا الان بذلك الفضول الموجود لدى كل منا بالتلصص على قراءة خطابات الاخريين الخاصة اهدى لكم ما كتبه ابى لى:
رضوى
زهرة الماء التى تنتظر
بين نهيرات العسل , وماء الجنة
عودة المنتظر
عناق عشتار وحاتحور
عند بوابة صلاح الدين
دموع زينب بنت على التى احتضنت
راس الحسين الذبيح
فظل قميصها
المخضب بدماء ابن ابيها
يتضوع مسكا حتى
احتواها تراب المحروسة
رجفة الصبح اذ تتلامس الندى الشتائى
اكفنا الخارجة توا من تحت الفراش الدافىء
نبضة الروح النابضة فى حنايا الصدر
الذى ضاق بنداءات سائقى الميكروباص
ومدائح مثقفى الحظيرة لابداعات الوزير الفنان
وميكروفونات المرشحين لمجلس الموافقين, والمنافقين
وبقايا الثوريين من بائعى المانشتات الساخنة
عن دم الاشقاء فى بغداد وتهديدات المارينز لدمشق
نسمة العصارى البحرية التى انتظرتها كلما لفحنى
قيظ صحرائى الممتدة الى ما لا نهاية بعد رحيل
الاصحاب وتمكن الاقدام الغليظة من القلب
نخلتى التى زرعت بذرتها بين النهرين
لتظلل الوادى
وياكل من ثمارها
فلاحو الدلتا والصعيد
رطبا جنيا