مم تخجل الشمس ؟
فقط اريد ان اكتب .. عن اى شىء؟ ..ربما كسوف الشمس سببا مناسبا للكتابة اليوم ..وربما لا..من حقى ان اكتب والسلام ..فلا يوجد معنى للمناسبات فى هذا البلوج ..سعيدة منذ الصباح لاننى كتبت قصتين ..يقول ابى لانك امتنعتى عن الكتابة على البلوج فاستطعتى كتابة قصة .. اعرف ان عنده حق لكننى عاندنه وقلت لا طبعا ..ملهاش علاقة ..مع اننى اعرف جيدا اننى افرغ كل ما بداخلى اول باول على البلوج فلا يتبقى مخزونا ليصنع قصة .. لكننى عاندته والسلام .. اعرف انه احبط امس عندما لم اشترى جريدة الكرامة لارى موضوعى بها والذى اشاد به الكثيرون وانتظرت الى اليوم عندما اذهب الى هناك لاحصل على نسختى.. انا نفسى استغربتنى لكننى سالته بشكل اعرف انه استفذه ولماذا اشتريها وانا ساخذها اليوم يمكننى الانتظار الى غدا ..كما اننى اعرف كل كلمة كتبتها .. ابى استغربنى جدا ولم يعلق ..فقط رايت الاستغراب فى عينيه وكانه يسال " اهذه رضوى ؟" نعم يا ابى انا رضوى لكنها بعد التعديل فزماننا لم يعد يصلح لهذا الزخم من الوجدان ..انت كنت دوما تخاف علي وتقول " اخاف ممن سيتزوجك ..ان لم يكن يحبك جدا سيتعبك " ..ربما الموضوع لا يستحق كل هذا التحليل .. لكنها تلك اللحظة التى قلت لك فيها باننى لم اشترى الجريدة فجرت في هذا .. ايمكننى تخيل اننى لم اشترى الجريدة مخصوصا للاعلن لنفسى اننى لم اعد اهتم ..ولم اعد افرح باسمى المكتوب على الورق ..لكننى كاذبة ..انا افرح جدا لهذا وكنت ساحزن جدا لو لم ينزل الموضوع..اتذكر ما قالته هبه احدى صديقاتى لابى " الوجدان خلاص خلص " انا نفسي بدات استوعب اشيائا كثيرة لم اعد استوعبها ..بدات اشفى من التعلق بكل ما يمكننى ان افقده ..لكننى كاذبه لم اشف بل هى محاولات .. لم اعد احتمل سلسلة الاحباطات المستمرة ..حبي لجريدة المصري اليوم وللمكتب الذي كنت اجلس عليه بشكله الاستثنائى وفريق العمل وسيد محمود ذلك الصحفي الاستثنائى لكنى فقدت المكان فى احدى هزائم الواقع فحزنت ووجدانى منعنى من العمل فى ذلك المكان مرة اخرى بعد ترك فريق العمل له واخذت اطلق تعبيرى الشهير " المكان بناسه مش بحيطانه" ثم بعدها الموقف العربي والحجرة التى كنت احبها وذلك الحب الذى نمى بينى وبين عمرو فيها وموضوعاتى التى كنت اصنعها بحب شديد وبتميز وكوبى المميز الذى تركته هناك ولم احتمل ان اخذه بعد ترك المكان وضحكتى وجنونى فى المكان وهالة وشمس وابراهيم ومحمد .. وعندما تركته حزنت ومنعنى وجدانى هذا من مجرد الذهاب ولو لزيارة .. وحدها الاهرام العربي التى ذهبتها وانا فى قمة الانفعال بهذا الوجدان وتركتها لسبب عبيط " المكان كان سخيف ومش انسانى والمكاتب مقفولة على اصحابها ولا احد يهتم باحد، حتى خيرى رمضان لم يكن ذلك الرومانسى الذى يكتب عموده الاسبوعي ويسمع فيروز ، كثيرة هى الاماكن التى استنفذت ذلك الوجدان وارهقته وتركتها لظروف الواقع المرير ..اما ان يغلق المكان او يحدث حدث استثنائى ، الظريف انه من احدى محكاتنا فى تشخيص المرضى النفسيين نسالة عن الاماكن التى عمل بها ولماذا تركها ,,ولاننا متاخرون جدا فى علم النفس فما زلنا نعتمد على هذا المحك ونعتقد ان ترك اماكن العمل والذهاب لاكثر من مكان احدى المنبئات بالمرض .. الا اننى عندما ذهبت الى الكرامة كنت قد اخذت العهد بان لا احزن على اية شىء وان اخذ الامور على انه مجرد عمل ..لكنه محمود الوردانى الله يسامحه والذى احببته بصدق كاجمل من عملت معه ..انسان ورئيس استثنائى فى زمن قبيح كما احببت جمال فهمى وشعرت مرة اخرى بان المكان بناسه وشعرت مرة اخرى بالانتماء الا انه عندما تركا جمال فهمى ومحمود الوردانى المكان كنتيجة للواقع الردىء اخذت القرار مرة آخرى بالا احزن واكتفيت بدمعة سريعة انسكبت على وجدنتى وانا اودع الوردانى وقرار بعدم الحزن ..والا انتمى لشىء اكثر من رضوى .. اعرف اننى كاذبة فانا انتمى للاشياء اخرى ..لكنه الواقع الذى يفرض نفسه ويسحب انتمائنا للاشياء ..لكننا يجب ان نقاوم هذا الاحساس .. ايه اللى كتبته ده انا كنت عايزة اقول من الاول هى الشمس مكسوفه من ايه ؟ ..وكنت عايزة احكى انى مش عارفة امنع نفسى من النظر مباشرة للشمس ..بس كده .