دكتور جمعة مات
رغم أننى سمعت الخبر منذ شهر تقريبا ، ورغم أننى لم أبك وقتها ، إلا أننى أعلم جيدا كم أفتقدك ..وكم سأفتقدك فيما بعد، بالأمس كان تأبينك بالجامعة .. كم بكيت ، لم أكن متأكده أننى أبكيك حقا ، كان لدى أكثر من سبب للبكاء
تلك هى المرة الأولى لحضور حدث هام فى القسم بدونك ، بدون أن أرى إبتسامتك ، بدون أن أشارك فى إعداده ، شعور بأننى لم أعد منتمية لهذا القسم ، رغم محاولات ظهورى المتكررة
بدوت مضحكة بالأمس ، الوحيدة تقريبا من القسم التى لا ترتدى أسود ، لكنى أكرهه ولا أرتديه فى الغالب ، لم أرتديه فى عزاء جدتى ، الحزن فى القلب، لأول مرة أجلس فى صف وحدى وأظل أبكى بشكل متواصل ، أبكى نفسى وأبكيك حقا ، أبكى أيام جميلة فى جامعة القاهرة ،وفى قسم علم النفس بشكل خاص، أبكى لحظات حلوه معك
أتتذكر يا دكتور حينما جلسنا سويا فى تلك الحجرة فى القسم ، ورجوتنى أن أجلس معك قليلا لأنك ترتاح معى ، وظللت تحكى لساعة كاملة عن ذكرياتك فى الريف و المدينة الجامعية ، وحلمك ، اتتذكر خجلك حينما أصدرت ديوانك الأول ، بدوت كطفل ريفى جميل ، لم تغضب أحدا أبدا
كنت سأخبرك بأنى رأيت بالأمس شكل مجموعتى الأولى فى إحدى البروفات ، كم وجعنى أن الموت يخطف كل ما لى فى هذا القسم ، أتذكرك يا محمد ، فى الصباح كنت أفكر فى عرض تلقيته حول إلقاء ندوة فى مدرسة وسألتنى المختصة حول سعر المحاضرة ، لم اعرف الإجابة ، كنت أنوى سؤالك ، لكنى أكتشفت بأنك رحلت
العالم بدونكم صعب جدا وكئيب ، لكنى أحملكم جميعا داخل قلبى ، ولا أعترف برحيلكم لكن حينما تأتينى أحداثا جديدة ، أشعر بغصة فى قلبى وألم فى الروح