أستيقظ في الصباح الباكر – تقريبا في الخامسة والنصف- منذ زمن لم أستيقظ في مثل هذا الوقت – سينطلق قطاري المتجه إلى المنيا في السابعة .
أسافر إلى المنيا ليوم واحد لعقد ورشة عمل – أنطلق وحيدة من القاهرة يظللني شعور بالغربة.
أتأمل في مشاعر الغربة التي أصبحت تزورني كثيرا هذه الأيام .
اتخذت قرار السفر بصعوبة رغم إغراء الحافز المادي –ظللت أردد " المنيا – المنيا – لا ده بعيده قوى"
أول أمس أخبرت أختي أنني أكره السفر – وأحب البقاء في أماكني المعتادة.
إستغربتنى جدا ، وأنا أصرح مثل هذا التصريح عن نفسي – يبدو أنني لست كذلك بالفعل.
أنزل إلى الشارع تقريبا في السادسة والربع – تبهرني أشياء عجيبة – منظر البواب وهو مستيقظ لتوه من النوم – سيارات التاكسي الملتفتة للزبائن – المحلات المغلقة- صوت منير المنبعث من رأسي " اخرج من البيبان"
أستقل تاكسي متجهة إلى محطة مصر – هذه هي المرة الثانية لي لركوب قطار – أندهش من مساحة المحطة والتي تبدو لي كبيرة – تذكرني بمطار القاهرة – نفس المشاعر التي انتابتني أثناء سفري الأول إلى لبنان وإن كنت أقل دهشة .
أستقل القطار في السابعة إلا ربع – أتأمل في ملامح جارى في الكرسي المجاور ، يبدو عجوزا متطفلا – أنتقل إلى كرسي آخر بمفردي لكن سرعان ما يأتي صاحبه أنتقل مرة أخرى بجوار جارى العجوز ، والذي سرعان ما يغط في نومه ، أفتح كراستي واخط تدوينتى هذه .
شعور بالسكينة يتسرب إلي- شعور بالرضا عن نفسي .
أتأمل فى مفردات حياتي – أظننى سأنجز ما تبقى من رسالة الماجستير هذا العام – بشكل ما راضية عن علاقتي بعمرو رغم تقلباته الوجدانية التي تباغتني بين حين وآخر لكنى أتقبلها بحب .
سعيدة بزيارتي الأولى للمنيا- متذكرة كل ما كتبه براء – أمل في فرصة سانحة للهدوء هناك – وممارسة طقس خاص بعد انتهاء الورشة ، وعدم الامتثال لنفسي التي تجعلني أنتهي من الشيء قبل الوصول للنشوة .