لا أعرف السبب الحقيقي الذى دفع بأحدهم لترك تعليق على المدونة بترشيح كتاب " طعام .. صلاة حب" للقراءة فور إعلان طلاقى ، الشكل الذى كتبته صاحبة التعليق كان متأكدا من أننى سأعجب حتما بالكتاب.
فى المرة الأولى التى قرأت فيها التعليق منذ خمسة أشهر مررته بتكاسل وشعرت بأن أولوياتى هى الحياة والتنفس برئتى وليس القراءة ، لم أهتم ، منذ أسبوع كنت أتصفح كتاباتى عبر المدونه وتطور حياتى الوجدانى والعاطفى والروحى أيضا ، وجدت تعليقها ، استفزتنى تلك الثقة الشديدة ودفعتنى للبحث بجنون عن الكتاب فى نسخته العربية ، ظللت قرابة الثلاث ساعات ألف بالسيارة فى الزمالك على ش حسن صبرى ، وتنطلق فى ذهنى عبارة " رضوى جينا هنا كم مرة – احفظى" أجد ش حسن صبرى بعد عذاب شديد فأجد النسخه الأخيرة فى مكتبة الشروق قد نفذت فأحجز واحدة من فرع آخر عبر التليفون وأنطلق لأحصل عليها ، العجيب بأننى بمجرد أن رأيت الكتاب فى نسخته الإنجليزية ، شعرت أن له علاقة ما بطلاقى .. علاقه لا أعرفها ، لكن غلاف النسخه الإنجليزية منحنى هذا الاحساس .
بمجرد حصولى على النسخه العربية من الكتاب وأنا أجوب بها فى كل مكان ، منذ الصفحات الأولى وأنا فهمت لماذا تركت البنت التعليق ، كنت أقرأ قصة حياتى ، رغم أننى لم أكن " ليز " تلك المرأة التى تقرر فجأة أنها ما عادت تستطيع الاستمرار فى زواجها ، وأنها لا تريد الانجاب ولا تشتاق إليه من أساسه ،وأن اكتئابها اليومى يؤرقها بشدة ويدفعها بجنون إلى البكاء لساعات فى الحمام وعدم الاستمرار فى النوم .
الصفحات الأولى من الكتاب كانت تجعل ضربات قلبى تدق بشدة وكان معلومات عدة تسربت إلى ذهنى لترينى سبب الطلاق ، لأول مرة أفهم لماذا انفصلنا .. لم تستطع جلسات طبيبى النفسى الذى جلست معه طيلة ثلاثة أشهر أن تجيبنى عن سبب الطلاق ، ربما أعادت لى رضوى من جديد وعلمتها كيفية التنفس بدون آخر ، لكنها لم تجيبنى بدقه عن سبب الطلاق .
ليز أجابتنى عبر كتابها الدافىء ، أجابتنى بعمق ، لم أغضب منها لأنها تركت زوجها لتبحث عن نفسها ، لم أغضب منها لأنها لا تريد الإنجاب ، ربما أشفقت عليها بشدة من الوجع العميق ، كنت أريد إخبارها " ليز حبيبتى – أنا أيضا أتوجع على الناحية الآخرى – الأطراف الآخرون يتوجعون بشدة – ليز أنا أيضا أبحث عن نفسى عبر الكتب الجديدة والصلوات المختلفة و قطة صغيرة وكلب لم يستمر إلا لأيام ، ونظريات نفسية وكتب روحية ، وأناس مختلفون عنى وآخرون يشبهوننى .. ليز أنا أيضا أعانى .
ربما هدأت قليلا فى النصف الثانى من الكتاب بعد أن استعادت ليز خياشيمها وأستطاعت التنفس بطرقها الجديدة عبر رحلاتها واكتشافاتها ، وصلواتها، هدأت أكثر عندما واتتها السكينة ، لم أستطع النوم بالأمس إلا بعد أن قرأت أنها أحبت ذلك البرازيلى " فيليه" وانه هام بها ، وانها أخيرا فهمت ماذا تريد .
النهايات السعيدة تبهرنى ، أحب للقصص أن تحظى بنهايات سعيدة كما قصص الأطفال ، وكما الأشخاص الذين يعدهم الله وينفذ وعده .
الان أنا اهدأ بعد قراءة الكتاب ، وأعرف جيدا أن ليز لم تكن مناسبه أصلا لزوجها الأول .. ليز صديقتى الجديدة استمتعى بالحياة .