سلام عليك أبا سالم
أعرف أن لدى القدرة على رؤية من أحب ممن رحلوا ، جدى عبد
الحليم عندما رحل منذ ست سنوات ظهر لى بوضوح فى مرات عدة ، أوضحهم كانت فى مرحلة
انهيار بالنسبة لى ، حلمت به حلم ساذج وطفولى جدا ، وزع الله عليهم فى السماء
موبايل يمكنهم الاتصال بشخص واحد فقط فى الأرض ، فأخبرنى جدى أنه سيهاتفنى كل مساء
ليربت على ويرسل لى طاقة نور.
كنت أبكى فى الحلم وأنا أخبره بكل ما حدث بعد رحيله ،
كنت أعرف أن الموبايل لا يوجد به سوى دقائق معدودة وأن ما حدث كثير جدا ويحتاج
لساعات لروايته .
يوم اشترينا الدبل أنا ومحمد جاء لى جدى فى المساء وربت
على ظهرى وأخبرنى "دول ناس كويسين قوى انا سألت عليهم عندى " وسألنى عن
وظيفة محمد وفرح لأنه طبيب لكنى أخبرته أنه أيضا شاعر فسألنى عن المستشفى التى يعمل
بها ولم يعلق على كونه شاعر .
فى نفس الليلة جائنى العم سالم والد محمد وربت أيضا على
ظهرى وكان مبتسما وسعيدا ، أخبرنى محمد فى نفس الليلة أنه شعر بأن أبيه سعيدا فى
السماء وأنه لو رآنى سيحبنى .
بالأمس وأنا أسير بالسيارة فى شوارع القاهرة أثناء عودتى
من العمل شعرت بروحه بالقرب منى جدا بشكل غريب ، لم أكن خائفة ، كنت مطمئنه وأخبرته
أنى أحبه جدا .
عمى العزيز لا تقلق على ابنك ، عرفت أنك كنت مهتم بشكل
خاص بعمل عيد ميلاد له حتى وفاتك ، سأحافظ على ذلك . وأعرف أنك كنت تحبه جدا وتدلله ، أعدك
أننى سأفعل ذلك أيضا .
أعرف أن هناك حكايات كثيرة كنا سنحكيها سويا ، أعرف أننى
بشكل أو بآخر كنت سأصبح طفلتك المدللة ، وكنت ستصر على إقامة حفلة عيد ميلاد لى
أنا أيضا . دعنى أخبرك بسر صغير ، ابنك يريد أن يسمى حفيدك الأول داود وأنا أحبه
جدا ويحزننى خذلانه لكنى أريد أن اسمى ابنى زياد ، بالأمس أخبرت الله بهذه المشكلة
، أعرف أنك فى المساء أنت وجدى تقضيان وقتا بالقرب من الله ، هل يمكن أن تفكروا فى
موضوع الحفيد الأول وفى أقرب فرصة أرجوا أن تخبرونى ، لا تنتظروا الساعات الأخيرة
فى الولادة ، أريد أن أعرف مبكرا جدا .
عمى العزيز يسعدنى جدا تواجدك فى حياتى ، أرجو أن تستمر
فى زيارتى ، وعندما يغضبنى ابنك سأشتكى لك ، على كل حتى الان هو لم يغضبنى بعد ،
سأقول لك سر آخر وأظن أن الله أخبرك به هو تعويض الله لى وحبى الأبدى .
نسيت أن أخبرك بآخر موضوع لا تقلق على زوجتك ، لقد
أحببتها بالفعل جدا ، رقيقة هى وتحبك وأخبرتنى ببعض الأشياء عنك ، وتمنيت فى سرى
أن يتسم ابنك بنبلك لكنى أظنه كذلك .
عمى العزيز أودعك وأخبرك مرة آخرى أننى فى انتظارك أنت
وجدى .