أحلام ملونة
لهذا
الصباح رائحة الفانيليا وألوان سماوية ، أجلس بانكماش على السرير لأكتب وأتذكر
أننى لم أكتب منذ وقت طويل ، فى الحقيقة طويل جدا .
كل
ما أقوم بفعله هذه الأيام هو مراقبة الرب فيما يصنعه ، فلنقل تأمل ما يخططه لحياتى
. دائما ما أقف منبهرة أمام نتائج ما يفعل
.
بالأمس
ظللت أنظر لمولودة صديقتى التى كانت منذ شهر تقريبا متكورة فى بطنها المنتفخ . لم
أشعر بالأسي لحالى لأننى لم أحمل بعد ، لأول مرة منذ زواجى لا أتعجل الحمل ولا
أترقبه ، كان لدى يقين متسرب أن الله يعرف جيدا ما يفعله ، وأن موعد ميلاد طفلى لم
يحن بعد لكنه قريب جدا .
أرى
الله منهمكا فى ترتيب حياة ذلك الطفل ، يبدو أنه يحب طفلى جدا ولديه خطة واضحة لحياته
ومن ثم فهو يصنع معجزات غريبة معنا .
كل
ما حاولت التفكير فيه فى السنوات القليلة الماضية وعجزت عن إتخاذ قرارات بشأنه
يرتبه الله بابداع معجز .
أجلس
هذا الصباح فى حجرتى التى أحبها جدا وأستيقظ من النوم فى ليال كثيرة لا أبيت فيها
لأظننى فى رحمها ، فمرة أجد نفسي فى الوادى أو فى الهرم أو البساتين وفى كل مرة
أشعر باشتياق إلى ذلك الرحم .
قطتى
تجلس بجوارى بينما تنظف سارة الشقة فى الخارج ، ورائحة الصابون المعطر تنفذ إلى
أنفى ، ويتركنى محمد ليصلى الجمعة .
لدى
شعور متسرب بأننى أعيش حياة لا تخصنى ، أفعل أشياء لم أعتد عليها فى السنوات
الماضية ، لكنى أفعلها برضا تام ، أتعلق بالأشخاص بشكل غريب ، أقاوم شعور وحشة
صديقتى التى تزوجت منذ أيام قليلة وفى شهر عسلها ، وأقاوم الفكرة المسيطرة على
أننى أريد أن أهاتفها فى أى وقت أشاء لأحكى لها كل ما يدور بذهنى . شيماء لم أكن
أتصور أننى يمكن أن أشعر باليتم بدونك.
الأفكار
متناثرة فى عقلى الآن لكنى أستطيع أن أحدد رغباتى ، الرغبة فى قراءة كتاب عن
التصوف جاء به محمد أمس من معرض الكتاب ووجدته مناسبا جدا . الرغبة فى كتابة رواية
والبدء فى بحث علمى وعمل جلسات عديدة مع مرضى أعلمهم كيف يحبون الحياة ويتواصلون
مع الله . فرحت جدا عندما بدأ أحد مرضاى يستقبل أولى رسائله من الله ، كنت أعلم أنها
رسالة حقيقية وأنه على الطريق.
أرغب
فى استكمال خطة الدكتوراه وزيارة من أحبهم ، لدى قائمة بعدد من الأشخاص الذين أود
زيارتهم .
أشعر
الآن بالسكينة ، ربما لأننى كتبت عما يتسرب إلى من أفكار ومشاعر متناثرة ، مستكينة
كما تجلس لى لى قطتى الجميلة ، تجلس بهدوء وثقة .
الأحلام
الملونة قدر ، والقدر يعلم الله حكمته لمن يشاء .