سلمى التى فى روحي وفى حشا القلب - الخطاب الأول إلى سلمى
أظنك لا تدركين معنى وجودك فى هذا
العالم لمدة عام كامل عشنا فيه سويا ، كل سنة وأنت طيبة حبيبتي الصغيرة .
لم أدرك أن الأمر جميل ومربك لهذه
الدرجة ، لم تخرجى بعد من رحمى ، هكذا أشعر ، ما زال الحبل السري بيننا ، عندما
أضع زجاجة المياة فى فمك أجد نفسي تلقائيا أحرك فمى معك . عندما نجلس سويا لنلعب
أعيد اكتشاف الأشياء بعينيك وقلبك .
أفرح بذلك البرومو الذى تحبينه وتهللين
لرؤيته على التليفزيون ، أحب صوت عروستك جدا ، أحب تلك اللحظات التى نقضيها سويا
فى سماع أغنية أبو زعيزع يوميا بلا ملل من كلينا وبنفس الحماس، فى كل مرة أستمد
حماسي من حماسك المتقد .
كل عام وأنت طيبة ستتمين غدا عاما كاملا
، عاما من النضج ، أصبح بإمكانك الآن أن تصرخي بشدة عندما أحاول تعديل وضع
الساندويتش فى يديك ولا تبالين بمحاولات شرحى أننى لن أخذه فقط أقوم بعدله .
أكبر معك يا سلمى ، فى الحقيقة أنا أنضج
وأنا معك ، أقوم بدور الأمومة الذى ستعلمين فيما بعد انه سخيف بنفس قدر روعته .
ربما حكيت لك كثيرا عن حلمى بكى لسنوات
، يسميك أصدقائي معجزة الله ويمتنون له بشدة سنتحدث ربما بعد عامين عن معجزات الله
التى تتحقق يوميا .
لكن دعينى الآن أحتفل بك على طريقتى ،
سنفعل غدا أشياء جديدة علينا لكننا سنبدأ اليوم بالتطعيم فى مكتب الصحة السخيف ، أعرف أنك تكرهين المرأة البدينة الموجودة هناك
مثلى لكنك ستحتملين وتقولى لنفسك انها فقط بضع دقائق ونذهب بعدها إلى اختبار العديد من المتع ، ربما ملاهى جديدة
وربما لعبة ستحبينها وربما نستمع للمرة المائة الى أغنية أبو زعيزع لكنى أعدك
بالمتعة .
فى الحقيقة يا سلمى وعدى لك أن أعلمك كل
ما أعرفه عن طقوس صنع الفرح ومقاومة الاحباط وحب الله .
وعدى لك كما كتبته فى كارت سبوعك
"خلقت لأري نور الله " سأعلمك كيف يشع النور وسط العتمة .