من ثقب فى الروح ...تنظر
من العدد الاخير من مجلة زوايا التى صدرت مؤخرا
اعرف اننى مختلفة عن كل من عرفتهم ..احيانا غبية .. احيانا مبدعة .احيانا اجدنى مثلهم..فاقاوم معلنة بصرخة مسرحية اننى لست مثلهم..خكذا ببساطة اكون انا
لماذا الكتابة عن الاسكندرية الان رغم انك بدات فى الكتابة عن السيدة زينب..بالتحديد عن المظاهرة اليوم ثم رايتك تحاولين الحديث عما هو خاص فى علاقتك بالسيدة زينب ثم بضغطة واحدة على الماوس حذفتى كل ما كتبتيه لتكتبى عن تلك المدينة التى اكتشفتيها هذا الصيف ..طالما رددت انك تحبين الاسكندرية ..طوال عمرك يسالك اصحابك عن تلك المدينة التى تصطافون فيها فتردين بسرعة الاسكندرية اصلنا بنحبها جدا ..ابى وحده هو من يحبها وبالطبع ورثت ذلك دونما تفكير كما اورثنى كل احلامه دون قصد منه ..كرهت الفنون التشكيلية يوما ما ثم فوجئت اننى احبها او على ان احبها فاحببتها دون قصد منى او منه ..لم يجبرنى على حب شىء احبه لكننى احببت كل ما احب هو .. كفى الحديث عن ابيك ..انا هنالاتحدث عن الاسكندرية ..لم احبها جدا يوما قبل تلك الاجازة الاخيرة..حب عادى لطفلة ستذهب للمصيف وتفرح بالبحر والرمل..لكنها بدت مختلفة هذه المرة
مقتنعة انا ان المدينة تمنح اسرارها الينا عندما تريد..ومنحتنى السر..كالعادة ذهبنا الى هناك بدون تفكير وفى هذه المرة جاءت لى اشياء هامة تمنعنى من قضاء كل الفترة معهم فقط علىان اقضى يومان ..لا اعرف لما الحزن الشديد الذى انتابنى وقتها رغم انى لا احب السفر او احبه ليومين وفى اليوم الثالث اظل اشتاق لرائحة اشيائى فى سياقها الطبيعى ..الا هذه المرة قررت ان احتفل بسرعة بالاسكندرية لم استمتع بالذهاب الى البحر مثل كل الناس وناخذ معنا الساندويتشات وننزل الى البحر ثم نتعب فنجلس على الرمال ثم ننزل مرة اخرى الى البحر..كل هذه الاشياء بدت لى سخيفة جدا وتمردت عليها من اول لحظة وطلبت منهم ان ينسونى فى هذين اليومين ..كان القرار هو الالتحام بالمدينة ..الاسكندرية لا يمكن اختزالها فى شاطى وبحر ..قررت ان اخرج بسرعة من ميامى وابحث عن الشوارع الاصلية للمدينة ..وسط البلد..كرموز ..المنشية..جليم..كثيرة هى الشوارع التى مشيت فيها دون ان اعرف لها اسم كنت ابحث عن السكان الاصليين ..كم كرهت المصطافيين من امثالى ..فعلت كل شىء يمكنه ان يمتعنى ..اكلت ايس كريم ..دخلت سينما ..راقبت البشر ..ارسلت اميل لعمرومن على نت كافيه اكتشفته بالصدفة ..ما كان ينقصنى بالفعل هو احتساء قهوة فى التريانون لكنى لم افعل ..ذهبت الى بير مسعود وانا اجمع اشلائه من ذاكرتى ..لم اذهب الى هناك منذ ان كنت فى خامسة ابتدائى ووقتها قالت لى عمتى اننى اذا طلبت طلب ورددته داخل البير ووضعت بعض النقود المعدنية سيحدث ما اطلبه..وبالفعل دعوت ان يحدث اى شىء ويتغير مجموعى فىالابتدائية والذى كان على ما اعتقد 75%والمفاجئة بالنسبة لى اننى عندما عدت الى القاهرة اكتشفت ان مجموعى الحقيقى هو85% وان الاول كان خطأ كنترول..ووقتها شعرت ان مسعود هذا الذى له بير شخص صالح يحبه الله وينفذ له طلباته..هذه المرة ذهبت الى هناك ودعوت ايضا رغم اننى على علم بعدم صحة ذلك لكننى وجدتنى اقول فجاة لنفسى ولم لا ربما يحدث فعلا ودعوت ما دعوت..بقى صباح واحد جلست فيه ابنة عمتى الصغيرة والتى لا يتجاوز عمرها عشر سنوات تبكى لى وتطلب ان اذهب معهم الى البحر واليكم نص الحوار لانه بدا لى مضحكا جدا الان
سارة: ونبى يا رضوى تعالى معاناالبحر وانزلى الميه والله ده حلوة قوى الصبح
انا : ماينفعش يا حبيبتى انا وعدت اسكندرية انى مش عمل زى الناس المستغلة
سارة:يعنى ايه
انا : يعنى عيب نستغل البلد بمنطق اننا دافعين قرشين فى المصيف ولازم نستمتع بيهم انا ضد المبدا ده
سارة:مش احنا هنا علشان نستمتع
انا : اه نستمتع ونمتع البحر كمان هو بيكره جدا اننا نستغله نعوم فيه واحنا منفصلين روحيا عنه كل همنا ناكل ونبلبط وبس ..لازو يكون فى علاقة ما بينا علشان يستحمل وما يزعلش
سارة بعد ان نفذ صبرها: يعنى هتيجى معانا ولا لا
انا :دلوقتى وبعد اكتشافى ده ممكن
نزلت البحر واستمتعتنا ..انا والبحر واستقليت القطار متجهة الى القاهرة الصاخبة دوما
اعانى من الاسئلة ..لكل شىء لدى سبب ..عندما يقول عمرو انه يحبنى اباغته بالسؤال الذى يحزننى جدا عدم اجابته.."طب ليه" يحاول ان يظل هادئا امام تلك المجنونة التى يحبها بلا سبب واضح لديها ..لكننى بالفعل اظل اتسائل واحاول ان ابحث عن اجوبه تشفى هذه الرغبة
لا اتذكر الامر فى طفولتى لكننى اتذكر دوما ان اسئلتى كانت تخرجنى من دائرة العقاب طوال عمرى ..فحينما كنت صغيرة ولا اطيق المذاكرة عن طريق الحفظ و لاا طيق عقاب الاساتذة فكنت ابدء بالاسئلة التى لم استطيع ان احفظها..ويباغت الاستاذ سؤال لصوت طفولى (هو يا استاذ يعنى اي......... ) وهكذا كنت افلت من العقاب كل مرة حتى عندما كبرت وصرت فى الجامعة كانت ترعبنى جدا فكرة ان يفهم احد نقاط ضعفى فى المذاكرة فكنت ابادر بالسؤال..وحتى عندما كبرت وبدات فى العمل بالصحافةعندما لا يكون لدى فكرة جيدة اعرضها على رئيس القسم ابادر بالسؤال ..وعندما شعرت بان عمرو يحبنى اعتقد انى بادرته بسؤال لتخرج الكلمة منه وارتاح...يااه بجد انا كده فعلا ..لسه واخده بالى من تطور االمسالة بالشكل ده ..لكن الامر ليس كذلك فى حالة الاسئلة التى بلا اجوبة..بالفعل انا اكون جادة فى معرفة الاجابة لشىء ليس له اجابة او معرفة اجابة مختلفة لشىء له اجابة واحدة ..ربما هى تلك صفات الاشخاص المبدعين كما تقول نظريا ت علم النفس ..لكن هذا ان بحث الشخص بنفسه عن الاجابة وانت لا تفعلين..كسولة انت طوال عمرك ..لكن يبدو انك بدات تخرجين خارج هذا الاطار..سالتنى صديقة صغيرة منذ يومين ..لماذا تنشرين مثل هذه الاشياء علىالبلوج ..اين الخصوصية ..لكننى بالفعل اشعر بكامل خصوصيتى عندما يعرف العالم كله ما الذى افكرفيه..طبعا لم اقل ذلك للصغيرة ..لكنى اكتشفته الان وانا اكتب..ربما الكتابة نفسها هى محاولة للاجابة على اسئلتى المستعصية والا اجابية...ربما