من ثقب فى الروح ...تنظر
من العدد الاخير من مجلة زوايا التى صدرت مؤخرا
اعرف اننى مختلفة عن كل من عرفتهم ..احيانا غبية .. احيانا مبدعة .احيانا اجدنى مثلهم..فاقاوم معلنة بصرخة مسرحية اننى لست مثلهم..خكذا ببساطة اكون انا

فنجان القهوة من اهم اشيائى التى احبها جدا ..يقع فنجان القهوة فى اقصى شمال مكتبى ويظل هكذا رغم احتسائه الى صباح اليوم التالى ..لا يملك احد فى المنزل تحريكه من مكانه ..اقول لماما"يعنى يرضيك لو مت ما يبقاش فى قهوة اشربها..لازم تفضل كده علشان روحى تنزل وتشرب منها"وبالطبع تفعل امى ما تطلبه منها بنتها المجنونة..اموت خوفا على اشيائى ..يقول لى عمرو لازم تتخلصى من ارتباطك بالاشياء لكنى افضل ان اكون كما انا دوما مخلصة للاشيائى حيث مكتبى الذى استوليت عليه من ابى وفنجان القهوة وطينة بغدادوبعض التماثيل القديمة والرخيصة من على الارصفة وصور لاشخاص لا اعرفهم- كله الا الصور الفوتغرافيا ..مجنونة انا بها اذهب الى الحسين حيث بائع اشياء قديمة ادخل حيث التراب والصور الفوتغرافية الكثيرة لعائلات لا اعرفها لكنى اسميهم واحدا واحدا..تقول لى شيماء صديقتى " مش عارفة ايه الى بيعجبك فى التراب والحاجات المصدية ده" ثم تسالنىبجدية شديدة"اوعى تكونى هتفرشى بيتك كده" فاؤكد لها ذلك لكنها تستطرد"طب بدل ما تدفعى فلوس خدى الحاجات الى احنا بنرميها للزبال "لكنى احزن عندما تقول لى انهم تخلصوا من صينية النحاس لجدتها واعطوها للزبال "طب ليه يا شيماء كنت هاتيها..ده ممكن تتبيض ..رغم انى عايزاها كده بترابها" اعشق التراب واستغرب من انفعال امى لاننى لم اقوم بتنظيف تراب الشقة و فرحت امس عندما قال لى عمرو انه يحب التراب ولا يرى فائدة تذكر للتنظيف..نرجع الى اشيائى وماساة السفر معى وتركها..منذ شهور سافرت الى العريش لمدة اربعة ايام او اسبوع لكن ما اخذته معى من اشياء يكفى لهجرة كما اكدت امى لكنى لم استطع اخذت اقلب فيهم :رواية دارية لسحر الموجى،فنجان القهوة وترك الاخر مكانة لحين العودة من السفر،ثلاثية نجيب محفوظ ،معظم شرائط الشيخ امام وفيروز ومنير وعلى الحجار وعمر نجم ومحمود درويش والابنودى ووجيه عزيز ،وطينة بغداد وكشكول مذكراتى،وعروستى،صور لى ولعائلتى ولعمرو وفضتى و.................... كثيرة هى الاشياء التى اخذتها معى ..تبقى الحجرة ورائحة تراب الكتب الممتزج ببخور الصندل وبقايا فنجان قهوة الصباح..يااه ساظل اشتاق لهذه الرائحة فى بيتى مهما كنت احبه سافتقد اشيائى فى سياقها الطبيعى حيث تشعر معى بالحرية
نادرا ما يلح على مكان لاكتب عنه مثلما فعلت معى امبابة..لست من سكان امبابة ..فانا اقطن فى بيت اسرتى فى الهرم..عند مدينة الفنون حيث الهدوء ودفىء شارعى وسكانه الطيبين ..والميدان لدى سكان الهرم والعمرانيةهو ميدان الجيزة حيث اننى اكرهه جدا لكنى فى نفس الوقت احبه جدا ..لا اتخيلنى مرة قد عدت الى البيت دون المرورعليه..ماذا عن امبابة تلك المنطقة الجديدة التى قدر لى ان اعيش فيها فيما تبقى من عمرى .. ترعبنى جدا فكرة ترك اماكنى التى احبها..عندما خطبت لعمرو كنا نبحث بشكل تلقائى عن شقه بالهرم حيث ميدان الجيزة الذى اكرهه..ولما لم نجد قالها لى "ندور فى ارض الجمعية فى امبابة" وافقت على مضض ..لا اتخيلنى وقد سكنت فى امبابة وازاء تمسكه الطفولى بالفكرة وافقت ..لكنى رايته وهو متحمس فى البحث ويواظب على زيارة السيد السمسار ..وفى كل جلسة لنا يظل يعدد مزايا السكن فى ارض الجمعية حيث عشر دقائق للتحرير وخمس دقائق للمهندسين وحيث القرب من وسط البلد التى نعشقها ..وحيث الهدوء..ويظل يحكى عن دراسة لا اعرف مصدرها ذكرت نتائجها ان ارض الجمعية من اكثر الاماكن جودة فى التخطيط بشكل يفوف الهرم وفيصل شعرت بالفعل بان "من عاشر القوم" وهو عاشر السماسرة لفترة لكنى على كل حال وافقت ان اسكن هناك وبمجرد موافقتى وفى اقل فترة اصبح لدى شقة فى احدى الشوارع الهادئة نسبيا فى ارض الجمعية ..بقى ان احب المكان ..ارانى وانا استكشفه كما يستكشف عاشق لجسد امراة يحبها بالفعل استكشفه بهدوء ولذة..احاول ان احب النيل هناك على الكورنيش ..وصخب الاطفال وهم يلعبون بالكرةوطيبة ام فارس صاحبة العمارة وعدم قدرتك على التمييز بين كونها مسيحية ام مسلمة ..اتسائل بينى وبين نفسى ..لماذا وافقتى؟ كان بامكانك ان ترفضى ولن يستطيع ارغامك على شىء ..شىء ما فى صوته وفرحته بالشقه وبالسكن بالقرب من شوارع طفولته واحلامة ارغمنى على الموافقة ..لا بل جعلنى اشعر بسعادة الام عندما تشترى لطفلها لعبة كان يريدها .. بقى ان تكونين جريئة امام الناس وتقولين انك ستسكنين هناك ..يسالنى الاقارب عن مكان الشقة فاقول ارض الجمعية فيسالوننى مرة اخرى عن المكان فاقول على الكورنيش ..الان اقولها وساقولها لكل من سالنى انا فى ارض الجمعية فى امبابة..فانا الان احب امبابة حيث الاطفال والنيل وام فارس وحكايات ابراهيم اصلان والشجرة التى تحضن شجرة اخرى تحبها وشقتى التى احبها جدا وعمرو

لماذا الكتابة عن الاسكندرية الان رغم انك بدات فى الكتابة عن السيدة زينب..بالتحديد عن المظاهرة اليوم ثم رايتك تحاولين الحديث عما هو خاص فى علاقتك بالسيدة زينب ثم بضغطة واحدة على الماوس حذفتى كل ما كتبتيه لتكتبى عن تلك المدينة التى اكتشفتيها هذا الصيف ..طالما رددت انك تحبين الاسكندرية ..طوال عمرك يسالك اصحابك عن تلك المدينة التى تصطافون فيها فتردين بسرعة الاسكندرية اصلنا بنحبها جدا ..ابى وحده هو من يحبها وبالطبع ورثت ذلك دونما تفكير كما اورثنى كل احلامه دون قصد منه ..كرهت الفنون التشكيلية يوما ما ثم فوجئت اننى احبها او على ان احبها فاحببتها دون قصد منى او منه ..لم يجبرنى على حب شىء احبه لكننى احببت كل ما احب هو .. كفى الحديث عن ابيك ..انا هنالاتحدث عن الاسكندرية ..لم احبها جدا يوما قبل تلك الاجازة الاخيرة..حب عادى لطفلة ستذهب للمصيف وتفرح بالبحر والرمل..لكنها بدت مختلفة هذه المرة
مقتنعة انا ان المدينة تمنح اسرارها الينا عندما تريد..ومنحتنى السر..كالعادة ذهبنا الى هناك بدون تفكير وفى هذه المرة جاءت لى اشياء هامة تمنعنى من قضاء كل الفترة معهم فقط علىان اقضى يومان ..لا اعرف لما الحزن الشديد الذى انتابنى وقتها رغم انى لا احب السفر او احبه ليومين وفى اليوم الثالث اظل اشتاق لرائحة اشيائى فى سياقها الطبيعى ..الا هذه المرة قررت ان احتفل بسرعة بالاسكندرية لم استمتع بالذهاب الى البحر مثل كل الناس وناخذ معنا الساندويتشات وننزل الى البحر ثم نتعب فنجلس على الرمال ثم ننزل مرة اخرى الى البحر..كل هذه الاشياء بدت لى سخيفة جدا وتمردت عليها من اول لحظة وطلبت منهم ان ينسونى فى هذين اليومين ..كان القرار هو الالتحام بالمدينة ..الاسكندرية لا يمكن اختزالها فى شاطى وبحر ..قررت ان اخرج بسرعة من ميامى وابحث عن الشوارع الاصلية للمدينة ..وسط البلد..كرموز ..المنشية..جليم..كثيرة هى الشوارع التى مشيت فيها دون ان اعرف لها اسم كنت ابحث عن السكان الاصليين ..كم كرهت المصطافيين من امثالى ..فعلت كل شىء يمكنه ان يمتعنى ..اكلت ايس كريم ..دخلت سينما ..راقبت البشر ..ارسلت اميل لعمرومن على نت كافيه اكتشفته بالصدفة ..ما كان ينقصنى بالفعل هو احتساء قهوة فى التريانون لكنى لم افعل ..ذهبت الى بير مسعود وانا اجمع اشلائه من ذاكرتى ..لم اذهب الى هناك منذ ان كنت فى خامسة ابتدائى ووقتها قالت لى عمتى اننى اذا طلبت طلب ورددته داخل البير ووضعت بعض النقود المعدنية سيحدث ما اطلبه..وبالفعل دعوت ان يحدث اى شىء ويتغير مجموعى فىالابتدائية والذى كان على ما اعتقد 75%والمفاجئة بالنسبة لى اننى عندما عدت الى القاهرة اكتشفت ان مجموعى الحقيقى هو85% وان الاول كان خطأ كنترول..ووقتها شعرت ان مسعود هذا الذى له بير شخص صالح يحبه الله وينفذ له طلباته..هذه المرة ذهبت الى هناك ودعوت ايضا رغم اننى على علم بعدم صحة ذلك لكننى وجدتنى اقول فجاة لنفسى ولم لا ربما يحدث فعلا ودعوت ما دعوت..بقى صباح واحد جلست فيه ابنة عمتى الصغيرة والتى لا يتجاوز عمرها عشر سنوات تبكى لى وتطلب ان اذهب معهم الى البحر واليكم نص الحوار لانه بدا لى مضحكا جدا الان
سارة: ونبى يا رضوى تعالى معاناالبحر وانزلى الميه والله ده حلوة قوى الصبح
انا : ماينفعش يا حبيبتى انا وعدت اسكندرية انى مش عمل زى الناس المستغلة
سارة:يعنى ايه
انا : يعنى عيب نستغل البلد بمنطق اننا دافعين قرشين فى المصيف ولازم نستمتع بيهم انا ضد المبدا ده
سارة:مش احنا هنا علشان نستمتع
انا : اه نستمتع ونمتع البحر كمان هو بيكره جدا اننا نستغله نعوم فيه واحنا منفصلين روحيا عنه كل همنا ناكل ونبلبط وبس ..لازو يكون فى علاقة ما بينا علشان يستحمل وما يزعلش
سارة بعد ان نفذ صبرها: يعنى هتيجى معانا ولا لا
انا :دلوقتى وبعد اكتشافى ده ممكن
نزلت البحر واستمتعتنا ..انا والبحر واستقليت القطار متجهة الى القاهرة الصاخبة دوما
اعانى من الاسئلة ..لكل شىء لدى سبب ..عندما يقول عمرو انه يحبنى اباغته بالسؤال الذى يحزننى جدا عدم اجابته.."طب ليه" يحاول ان يظل هادئا امام تلك المجنونة التى يحبها بلا سبب واضح لديها ..لكننى بالفعل اظل اتسائل واحاول ان ابحث عن اجوبه تشفى هذه الرغبة
لا اتذكر الامر فى طفولتى لكننى اتذكر دوما ان اسئلتى كانت تخرجنى من دائرة العقاب طوال عمرى ..فحينما كنت صغيرة ولا اطيق المذاكرة عن طريق الحفظ و لاا طيق عقاب الاساتذة فكنت ابدء بالاسئلة التى لم استطيع ان احفظها..ويباغت الاستاذ سؤال لصوت طفولى (هو يا استاذ يعنى اي......... ) وهكذا كنت افلت من العقاب كل مرة حتى عندما كبرت وصرت فى الجامعة كانت ترعبنى جدا فكرة ان يفهم احد نقاط ضعفى فى المذاكرة فكنت ابادر بالسؤال..وحتى عندما كبرت وبدات فى العمل بالصحافةعندما لا يكون لدى فكرة جيدة اعرضها على رئيس القسم ابادر بالسؤال ..وعندما شعرت بان عمرو يحبنى اعتقد انى بادرته بسؤال لتخرج الكلمة منه وارتاح...يااه بجد انا كده فعلا ..لسه واخده بالى من تطور االمسالة بالشكل ده ..لكن الامر ليس كذلك فى حالة الاسئلة التى بلا اجوبة..بالفعل انا اكون جادة فى معرفة الاجابة لشىء ليس له اجابة او معرفة اجابة مختلفة لشىء له اجابة واحدة ..ربما هى تلك صفات الاشخاص المبدعين كما تقول نظريا ت علم النفس ..لكن هذا ان بحث الشخص بنفسه عن الاجابة وانت لا تفعلين..كسولة انت طوال عمرك ..لكن يبدو انك بدات تخرجين خارج هذا الاطار..سالتنى صديقة صغيرة منذ يومين ..لماذا تنشرين مثل هذه الاشياء علىالبلوج ..اين الخصوصية ..لكننى بالفعل اشعر بكامل خصوصيتى عندما يعرف العالم كله ما الذى افكرفيه..طبعا لم اقل ذلك للصغيرة ..لكنى اكتشفته الان وانا اكتب..ربما الكتابة نفسها هى محاولة للاجابة على اسئلتى المستعصية والا اجابية...ربما
يااااه اخيرا كتبت قصة ..بدت المسالة مزعجة جدا لى ..خفت من كلام بابا من ان الكتابة اليومية على البلوج ستستهدف طاقتى الابداعية وتزامن معها فشل حقيقى فى الكتابة منذ شهر تقريبا ..لا كتبت بس كانت محاولات فاشلة ومن غيظى قطعتها ..بس الحمد لله امبارح كتبت يمكن كنت فى حالة خاصة علشان هسمع غنى للشيخ امام يعنى كنت امبارح فى حفلة للساقية فيها اغانى تجنن لفرقة مبدعة بجد ..طبعا ذاكرتى خانتنى كالعادة ومش فاكرة اسم الفرقة لكن عمرو سجل الحفلة هقولة ينزل اغنية منها على البلوج بتاعة ..المهم كمان كنت اشتريت بخور صندل من نوع كويس فبعد الفطار شربت القهوة مع ريحة البخور مع صوت فيروزعملوا شغل معقول وكتبت..يعنى هى القصة مش قوى لكن انا فرحانة بيها برضة اليكم "صبيان"
لجدتى رائحةعنقود العنب و رائحة الملوخية التى تجيدها بشكل استثنائىورائحة حكايات قديمة تجيد حكيها واعادة انتاجها مرة اخرى ..كم احبها ..كم مرة قررت ان تقولى لها انك تحبينها جدا ولم تفعلى ..خجلتى من تلك المشاعر الاستثنائية التى تنتابك تجاه من تحبين فتمنعك من المكاشفة..سميحة هذا اسم جدتى ومكتوبة فى شهادة ميلادها نزيهة محمد عبد الشافى ..فجاة شعرت بالكتابة عنها ..رايتها امس بشكل مختلف ..صبورة ولديها شموخ عجائزى جميل تكاد تشم رائحتة فى لفتاتها ورائحة برفانها المميز جدا وحقيبتها الجلدية التى لا تتنازل عنها وتجد صعوبة شديدة فى حملها اثناء صعودها السلم لكنها على اية حال تصعد وممسكة بحرص على حقيبتها ومنديلها التى تجفف به عرقها صيفا وشتائا.

لماذا يجب علينا ان نزيد القران فى رمضان ؟ الح على هذا السؤال بشدة اثناء الحاح امى قرب الفجر ان اقرا قران.. الحاحها جعلنى اشعر بمدى الذنب الذى ساقترفه اذا قرات قران لمجرد ارضائها..لماذا يتوجب علينا دائما ان نقرا القران؟ولماذا تقضى امى ساعات طويلة فى حفظة ومواظبة التسميع والحزن بشدة لعدم تذكر اية معينة..انا ايضا اواظب على قراءة القران يوميا لكننى فى رمضان انفر عادة من زيادة ما اقراة ليندرج تحت مسمى زيادة الحسنات ..انفر من البنات الاتى يقران القران فى رمضان اثناء ركوب المواصلات لمجرد ان حسناتهم ستزيد ..سمته امى امس اوكازيون رمضانى وسالتنى لماذا تبادرين بالشراء فى الاوكازيونات ولا تبادرين بعقد هذه التجارة مع الله ..استفزنى كلامها ..لكنى كنت مع الله فى حالة استثنائية وتواصل عالى بعد صلاة العشاء وصلاة اخرى لا افضل ان تسمونها تراويح لانها لا تعتمد على عدد الركعات بقدر التواصل مع الله..وجدتنى قد اتخذت القرار وسحبت المصحف معى لاقرا فى المتروبدلا من الرواية وشعرت بانى اريد ان افعل ذلك ليس لزيادة الحسنات بل لحاجة ما فى نفسى اشعر بها وارى نورها يتوهج فى روحى كلما ابتعدت عن اوكازيونات رمضان وحسناته
قررت ان احتفل باليوم الاخير قبل رمضان..اخذت القرار وذهبت الى الحسين لاحتسى اخر فنجان قهوة صباحىعلى قهوة الحلوجى..اتخذت القرار بسرعة قبل ا ن يناقشنى عقلى ويقترح تاجيل الذهاب لان لدى لموعد هام فى الحادية عشرة صباحا لكنى اخرجت له لسانى وقررت الاحتفال