عايزة العب
اعرف اننى مختلفة عن كل من عرفتهم ..احيانا غبية .. احيانا مبدعة .احيانا اجدنى مثلهم..فاقاوم معلنة بصرخة مسرحية اننى لست مثلهم..خكذا ببساطة اكون انا
منذ امس وانا احاول الكتابة لكن الارهاق منعني ..استرجع بهدوء تفاصيل الامس ..ربما ابدأ من مهاتفة رشا لتخبرني بان مالك هاتفها واخبرها بانه سيرحل الي الاسكندرية ..لم افهم منذ البداية بان ذلك سيئا ..لكنني علي كل تفاءلت وشعرت باقتراب خروجه وانه سيذهب رغما عنه الي امه في البداية ولن يقضي وقتا طويلا للتسكع في القاهرة
ثم ذهبنا بعد ذلك الي نقابة الصحفيين انا وعمرو..ووجدنا الامركما عهدناه دوما ..حيث سيارات الامن المركزي تحيط بالمكان من كل اتجاه وكردونات الامن تحيط بالمتظاهرين وكان واضحا منذ البداية بان هناك تعليمات بعدم الاشتباك معنا وبدا هذا واضحا من استفزازات البعض للامن وردود افعال الامن الهادئة الي حد ما وابتساماتهم المستفزة ..يحاول البعض شتيمة العساكر ثم يعترض البعض علي ذلك موجها شتيمته للظباط
اكثر ما يلفت نظري هو هدوء شرقاوي الغير معهود ..اداعبه واخبره بانني حضرت لاهتف وراءه فيبتسم ويرد بهدوء لم اعهده " حاضر بس مش دلوقتي "يفتر حماسي بسرعه لكنه سرعان ما يشتعل اثناء مرور القضاه وهتافاتنا المؤيده لهم ..بدا لي شارع عبد الخالق ثروت مهيبا واسعا يتسع لملايين منا
نستريح قليلا بالداخل في النقابة ..اعتبر ان فتح باب النقابة امرا جيدا ..نقضي الوقت ما بين هتافات وتصوير من عمرو وتامل مني للمشهد واستراق السمع لما يدور ومتابعة خناقات البعض وتامل الجنود ..ثم نخرج بمجرد ان يسمح لنا بالخروج بعد ان اغلقوا الكردون ومنعوا الخروج ورشونا باسبراي رائحته تخنق ..لكننا علي كل ذهبنا في حوالي الثالثة الا قليلا
نسير بانهاك شديد في شوارع وسط البلد الي ان نصل الي قهوة التكعيبة وتاتينا المكالمة المنتظرة لتخبرنا بان مالك في طريقه الي منزل شرقاوي ..فنحاول ان نصل الي شرقاوي ..فنهاتف جين لتخبرنا برقم الشرقاوي الجديد لكنها لم تجد الرقم فنرجع مرة اخري للنقابة لنجد الشرقاوي ليعطينا المفتاح واثناء ذلك تخبرنا صديقتنا بان مالك ينتظرنا علي احدي قهاوي وسط البلد فنذهب الي هناك مسرعيين علي امل ان يحصلنا شرقاوي بعد انتهائه من مكالمة تليفونية ..لكن للاسف بعدها بثواني بينما كنا نجلس مع مالك كان الشرقاوي قد اختطف
نذهب الي المقهي لنجده جالسا وحده في احد اركان المقهي بملابس السجن البيضاء وفي يده الشيشة وزجاجة بيبسي ..تمر اللحظات الاولي جميلة بطعم شجن صوت منير وهو يغني .. كان قويا جدا كرجل وضعيفا جدا كطفل ..لا تمر دقائق الا وتخبرنا جين بخطف الشرقاوي وكريم الشاعر ..اشعر بالاعياء الشديد والرغبة في الصراخ والبكاء والالم الشديد وسط كل هذا تاتيني مكالمة تليفونية لتخبرني بضرورة الذهاب الان للعمل ولشىء ضروري..انقم علي كل من له سلطه واحاول الاعتذار لكن صوت مديرتي يخبرني بلهجة مهذبه جدا بانه لا يمكن الاعتذار ..اتذكر تدوينة لعمرو قديمة عن قيمة العمل..اعتذر بشدة لمالك واخبره بان يهاتفني لنستكمل حديثنا بعد العمل ويكون هو قد استعاد نشاطه بعد اخذ حمام دافىء
يذهب بعدها هو وبعض الاصدقاء الي بيت الامة ليتلقي حماما دافئا في حمامهم الجميل ..في المساء اعرف انه في جروبي فاذهب الي هناك لاجده قد استعاد صحته وبدا كما كان قبل الحبس ونظل طوال الجلسة نناقر في بعض ..اتركه في جروبي واذهب الي المنزل متاملة في المشهد كله وسط البلد تحت الحراسة والفرحة التي لم تتم وسرقها العسكر
بخطف الشرقاوي وكريم.. والعسكر بره جروبي محاوطين الشارع.. وتذكرة المترو اللي باظت في جيبي وتعب اليوم كله وزعلي علشان ما عنديش دش ومش هشوف حلقة المدونيين