مهرجان القاهرة السينمائي
يفتتح اليوم مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الثلاثين ..منذ كم سنة وانا احضر افتتاح المهرجان؟ !! ..اعود بالذاكرة الي ايام ثانوي ..بالتحديد في اولي ثانوي حيث الدورة الاخيرة قبل وفاة سعد الدين وهبة ، والمرة الاولي لحضور مهرجان ..اخذت استعد كثيرا ودارت احاديثنا اليومية في المدرسة حول الفستان المناسب لحضور المهرجان وتوارت كل الاحاديث في الخلفية وبقي حضور المهرجان كحدث اهم يشارك فيه الجميع بكيفية وضع ماكياج يلائم المناسبة وارتفاع كعب الحذاء وتوقعات عن الحاضرين ..حتي الكوافير اشترك في هذا الحدث الهام فتفنن في صنع تسريحه مناسبه وتفننت انا في وضع ماكياج مناسب
اتذكر ان اول عريس تقدم لي كان من المهرجان حيث يعمل مذيعا في قناة لا اتذكرها الان ..ذهبت الي المهرجان مع والدي وشاهدت لاول مرة فيلم يا دنيا يا غرامي ووقعت في غرام الفيلم من يومها ..اتذكر جلستنا التاليه في الفصل بعد ليلة الافتتاح وصمت الجميع وانا احكي عما حدث مضيفة اليه الكثير من التفاصيل التي لم تحدث، مستغلة الفرصة الوحيدة لي في صمتهم امامي ومشاركتي باحاديث تبهرهم ، حيث دوما تدور الاحاديث حول اصدقائهم الاولاد ومغامراتهم معهم
ولم اكن اشارك فيها ابدا ،فكانت تلك هي الفرصة الوحيدة للفت انتباههم لاسبوع كامل والحكي عن المهرجان، وكيف سلم علي هشام سليم واحمد عبد العزيز وماذا ارتدت يسرا ولبلبه وشريهان "نجوم تلك الفترة" وكيف تحدثت مع احمد عبد العزيز في حوار جانبي وسالني عن راي في الزيني بركات
هذا المهرجان دون كل المهرجانات يذكرني بمراحل تطوري ونضجي ، وفرحتي باول كارنيه للمهرجان اثناء عملي كصحفية وذهابي لحضور كل الافلام والندوات ..ظللت طيلة خمس سنوات احضر المهرجان وفي زحمة الافلام ابحث عن ذلك الفتي الذي ساحبه ، كنت اصرح لنفسي بانه يحب مهرجان السينما وبالتاكيد يحضر كل افلامه وربما يظهر ويوقفني وينظر لعيناى ويصرح لي بانني نصفه الاخر الذي طالما حلم به ..بالطبع لم يحدث شيئا من هذا
بحثت عن بعض ما كتبت عن المهرجان في ارشيف مجلة الموقف العربي علي النت ، لكني لم اجده وعندما سالت عرفت ان بعض الموضوعات فقدت ومن ضمنها ارشيفي لكن عزائي اني احتفظ بهم علي ورق ..هذا العام لم احصل لاول مرة علي كارنية ولم اسعي له ..وذلك علي الرغم باني لو ذهبت لحامد في ادارة المهرجان ساحصل عليه لكني اجرب شعورا اخر لم اجربه من قبل ..شعور المواطنة وشعور المتلقي وليس المنتج
شعور بالراحة والسكينة سيعتريني وانا اشاهد فيلما لن اكتب عنه ، وربما ساكتب ان احببت وليس بتكليف مسبق وافكار مسبقة ..شعور باني مواطنة تمارس حقها في الذهاب الي السينما ورؤية فيلم في المهرجان ..لست حزينة بانني لم اعد صحفية وانتقلت الي مهنة اخري واكتب وقتما يشاء لي هنا او في اي مكان اخر
ساشاهد اليوم افتتاح المهرجان في التليفزيون ولن تهتم الكاميرا بصحفية شابه تجلس في اعلي القاعة تحلم بالتعيين ودخول النقابة ونشر موضوعها، وولد جميل يؤمن بافكارها ويقول لها احبك ..انا الان سعيدة ومرتاحة وفخوره بانني انفذ تلك القرارات التي اتخذها بجراة لم اعهدها في نفسي من قبل..ادعو الله دوما ان يحفظني من نتاج جنوني وسرعتي وان يوهبني الحكمة لافرق بين الشجاعة والانزلاق الي تدير المستقبل